غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المقاومة لن تتوقف وستستمر حتى النهاية

لواء سوري لـ"شمس نيوز": تصاعد عمليات الضفة مقدمة لانتفاضة جديدة وتطور بارز للمقاومة المنفردة

د. حسن أحمد حسن
شمس نيوز - مطر الزق

يرى الباحث السوري والمتخصص بالجيوبولتيك والدراسات الاستراتيجية اللواء المتقاعد الدكتور حسن أحمد حسن، أن تصاعد وتيرة العمليات في الضفة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال تشكل مقدمة لانتفاضة جديدة بالضفة المحتلة، وتطور كبير بأداء أسود المقاومة المنفردة في التصدي للجرائم الإسرائيلية.

ويعتقد اللواء حسن لـ"شمس نيوز" أن جرائم المستوطنين وسلوك قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ستكون مقدمة لانتفاضة جديدة في جميع المدن الفلسطينية لا سيما الضفة وأراضي عام الـ 48.

وقال: "كلما ارتفع سقف الاعتداءات الإسرائيلية التعسفية والقمعية والإجرامية ضد الفلسطينيين فإن ذلك سيقابل بردة فعل قد تكون أكثر قوة من جميع فئات الشعب الفلسطيني –شبابًا وفتيات ونساء وصغار وكبار سن-".

وأوضح بأن الشاب الفلسطيني المؤمن بكرامته وعزيمته وإرادته لن يصمت على جرائم العدو، فمقاومة الاحتلال والظلم حق مكفول في جميع القوانين الدولية والإنسانية، متوقعًا بان تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا في جرائم العدو كرد فعل على عمليات الأسود المنفردة.

وأضاف: "طالما هناك أرض محتلة وجرائم إسرائيلية متواصلة تطال الشباب الفلسطيني وتسرق الأرض وتنتهك المقدسات؛ فإن المقاومة لن تتوقف وستستمر حتى النهاية حفاظًا على ما تبقى من كرامة للإنسان الفلسطيني".

ولفت اللواء السوري، إلى أن أفق مسار التسوية مسدود، "فلا سلام يعطي الفلسطيني حقه، ولا استجداء للرأي العام الدولي حقق نتائج مرضية، لذلك لم يبقَ أمام الفلسطيني خيارًا إلا المقاومة والدفاع عن نفسه وأرضه وكرامته".

وأشار إلى أن الكيان لم يكن ليرتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ومقدساته الإسلامية لولا الدعم الكامل "عسكريا وسياسيا وماليا ومعنويا وعالميا" من الولايات المتحدة الأمريكية التي تتزعم دول العالم.

وأمام جرائم الاحتلال كان لا بد وفقًا للواء السوري، من دخول معطى جديد يغير لوحة الاشتباك ويساهم في تغير الواقع المأساوي في فلسطين فكانت المقاومة كحق مشروع ومبرر وواجب ما شكل صدمة لدى قادة حكومة الاحتلال بقوة وصمود الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو الأراضي المحتلة عام 48.

وتعتبر العمليات الفردية من وجهة نظر اللواء السوري أكثر جدوى من العمليات المخطط لها في ظل التقدم التكنولوجي وأدوات التجسس والمتابعة الدقيقة من قبل قوات جيش الاحتلال، لافتًا إلى أن عمليات الأسود المنفردة ترفع من ضريبة الكيان الصهيوني ما تشكل أزمة بين الحكومة والمستوطنين.

وكلما زادت العمليات الفدائية وارتفعت تكلفة المستوطنين فإن أصوات المرعوبين من المستوطنين داخل التجمعات الاستيطانية بالضفة المحتلة سترتفع لتطالب نتنياهو بتغير البوصلة والتوقف عن مهاجمة الفلسطينيين، وفقًا للواء السوري.

ويرى بان حكومة نتنياهو تحاول قدر المستطاع أن تعالج أزمتها الداخلية على حساب الدم الفلسطيني، قائلًا: "هناك حالة من التشظي والأزمة الدنيوية داخل الكيان لا تتعلق بالمظاهرات فقط إنما بزيادة الهجرة العكسية  من فلسطين المحتلة".

ويتوقع اللواء السوري بأن نتنياهو يستغل العمليات الفدائية الفلسطينية لتهدئة أزمته الداخلية وإلقاء التهم على إيران، مؤكدًا أن تلك الاتهامات عامل عجز وفشل وضعف لنتنياهو أمام الواقع الفلسطيني المدافع عن أرضه ووطنه.

وفيما يتعلق بالتنسيق الأمني قال: "إن المقاومة عامل قوة لاسترداد الحقوق بينما التنسيق الأمني هو عامل ضعف واذعان لضياع الحقوق وما تبقى من كرامة للفلسطينيين".

وأثارت عملية إطلاق النار في الخليل والتي أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة أخر بجروح مختلفة حالة من الهلع والتوتر الشديد في أوساط الاحتلال السياسية والأمنية وبين المستوطنين، ظهرت بشكل واسع في تغطيات وسائل الإعلام الإسرائيلية للعملية.

فقد نشر رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تعليقاً على عملية الخليل، واصفاً إياه بأنها "أيام صعبة ومؤلمة للإسرائيليين، لأنّ أعداءنا يعملون بكلّ الوسائل لضربنا وإلحاق الأذية بنا".

ونشر المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، أنّ العام 2023 "تحوّل إلى العام الأصعب منذ الانتفاضة الثانية".

وأحصى يهوشع "34 قتيلاً حتى الآن"، في مقارنة مع "العام 2022 الذي بلغ فيه عدد القتلى 33"، كما أحصى وقوع ما معدله "200 إنذار أمني في اليوم"، ما يشير إلى حجم التوتر الذي يعيشه الاحتلال على مستوى المستوطنين والأمن والقيادة السياسية.

ولفت يهوشع إلى أنّ "كلّ ذلك يحصل بعدما وضع الجيش الإسرائيلي في الضفة أكبر نطاق من القوات منذ العام 2005، وبعدما خرج إلى عملية "بيت وحديقة" التي هدفت لقمع العمليات".

وقد جاءت العملية البطولية في الخليل بعد يومين من مقتل مستوطنين إسرائيليين في بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، وهما شاي سيلاس نيجريكير (60 عاماً) وابنه أفياد نير (28 عاماً)، بالرصاص، في مغسل للسيارات بعد ظهر يوم السبت.