بتنا نسمع اليوم عما يسمى بالخطة الخمسية, وبتنا نسمع عن تهويد الضفة ومخطط يهودا والسامرة الاستعماري, ففي الـ20 من أغسطس الجاري أطلقت حكومة الاحتلال الخطة الخمسية (2024-2028) لتعزيز وجودها وتغلغلها في القدس، وتهويدها بشكل كامل, وتنفيذ مخططها التآمري بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, والسيطرة على 70% من مساحته والشروع بهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, فارتداء اليهود المقتحمين للأقصى اللباس الأبيض خلال عمليات الاقتحام له دلالات دينية فاللباس الأبيض يمثل "لباس التوبة" التوراتي الذي يختص بأيام التوبة العشر وترتديه طبقة الكهنة، و"هم رجال دين من نسل (الكاهن هارون) حسب معتقداهم, وهذه خطوة متقدمة نحو السيطرة على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم, اما الإشارة الثانية فتتمثل باستقدام خمس بقرات حمراء اصطنعتها الجماعات الاستيطانية المتطرفة عن طريق الجينات في ولاية تكساس الأمريكية لذبحها في المسجد الأقصى المبارك ليمكنهم من اقتحام المسجد الأقصى بشكل مستمر وبناء الهيكل المزعوم, وتعد خطوة استقدام البقرات الحمراء من أكثر الخطوات التي تهدد إسلامية وقدسية المسجد الأقصى المبارك, فالخطة الخمسية التي اقرها الاحتلال الصهيوني لا تقتصر على أطماع اليهود في الأقصى انما تهدف لتهويد القدس بالكامل وفق مخططات تطويرية وخدماتية تحت ما يسمى تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والتنموية في شرق القدس وميزانيات تقدر بـ 3.2 مليارات شيكل, تم رصدها لدعم هذا المخطط الاستعماري.
ويهدف الاحتلال من وضع الخطط والميزانيات بالملايين دعم "الجزء الشرقي من القدس" وتعزيز ما يسمى بالسيادة (الإسرائيلية) على المدينة وتهويدها وأسرلة كافة جوانب الحياة وبشكل خاص دمج الشباب وطمس الهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس, وشارك في الخطة ما يسمى بوزير مالية الاحتلال وما يسمى وزير القدس وبلدية الاحتلال إضافة إلى وزارات أخرى, اما الهدف من طرح ما يسمى بالخطة الخمسية فيتمثل في استكمال تهويد القدس المحتلة, وحسم ما اسماه الاحتلال بمستقبلها السياسي والديني, وتتمثل بنودها في خمسة اهداف, السيطرة على المرافق الهامة واسرلة التعليم, وتكثيف مصادرة الأراضي والاستيطان, وربط أهلنا المقدسيين بالاقتصاد الإسرائيلي, تكثيف التواجد الأمني ونصب كاميرات التجسس والمراقبة, وتعميق تهويد القدس وتغيير معالمها في كل المجالات, والغرض دائما هو زيادة أعداد المستوطنين الذين سيتم جلبهم وخلق واقع لهم في شرق القدس، وتشجيعهم على الاستيطان فيها من خلال امتيازات ممنوحه لهم, وتسهيلات غير مسبوقة, الامر الذي سيؤدي حسب المخطط الصهيوني الى هجرة الفلسطينيين المقدسيين منها, او تغريب الهوية الفلسطينية, وطمس المعالم العربية والإسلامية في القدس, وتدجين عقول المقدسيين والسيطرة عليها من خلال بث العادات والثقافات اليهودية والقبول بسياسة الامر الواقع التي سيحاول الاحتلال فرضها ولو قسريا على الفلسطينيين, وهذا كله يتطلب عمل مكثف من الحكومة الصهيونية ليتحقق في غضون خمس سنوات بتقديرهم.
كما كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل خطة "إسرائيلية" لمواجهة عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. ووفقًا للقناة (14 العبرية)، فإن ما يُسمى بقائد القيادة الوسطى في جيش الاحتلال المسؤولة عن الضفة الغربية اللواء "يهودا فوكس" صاغ عدة خطوات سيتم العمل بها وفقاً لمسؤولين في القيادة الوسطى خلال الأيام المقبلة في ظل موجة العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية. وبحسب القناة العبرية، فإن الخطة تتكون من شقين الأولى هجومي والآخر دفاعي، من أجل التعامل مع تصاعد العمليات التي أدت منذ بداية العام لمقتل 34 إسرائيليًا في إحصائية هي الأعلى منذ عام 2005 التي شهدت انتهاء انتفاضة الأقصى. وذكرت أن الخطة في الشق الهجومي تتضمن العمل على محاربة ظاهرة السيارات "التي لا تحمل أي رقم المشطوبة"، والتي يستخدمها منفذي العمليات في الضفة الغربية، ومن أجل ذلك سيتم استخدام وسائل تكنولوجية للعثور عليها في الطرقات في الضفة الغربية، كذلك من خلال مساعدة قوات الاحتلال بسحب رخصة السائق ومصادرة السيارة، ووفق القناة فإنه سيتم تفعيل الاغتيالات من الجو، كما قرر الاحتلال تكثيف الاقتحامات وحملات الاعتقال على مستوى الألوية في الضفة الغربية.
أما ما يتعلق بالشق الدفاعي فإنه سيعمل نظام لوائي ذكي في الضفة الغربية يعتمد على تكنولوجيا متطورة، والذي سيساعد بسرعة على العثور على أي شخص محتمل تنفيذه عملية قبل تنفيذه للعملية. ولفت إلى أنه سيتم نصب عدد أكبر من كاميرات المراقبة للمساعدة في اعتقال المنفذين وقت الانسحاب بأقصى سرعة ممكنة، "إسرائيل من خلال هذه الخطوات تحاول ان تبث حالة من الطمأنينة لدى الإسرائيليين الذين باتوا يتشككون في مؤسساتهم الاستخبارية والعسكرية والأمنية، فهذه الخطوات معمول بها في الضفة منذ سنين لكنها لم تنجح في وقف العمليات الفدائية، او التأثير في قدرات المقاومة العسكرية، وادائها القتالي، ويبدو ان الاحتلال يهدف من وراء هذا المخطط الاجرامي, لخلق مبرر انشر المزيد من الحواجز العسكرية في الضفة, والتوسع الاستيطاني, وتشريع البؤر العشوائية الاستيطانية, واخلاء مناطق في الضفة كاخان الأحمر والاغوار الشمالية, لإقامة مستوطنات جديدة فيها, وامام هذه المخططات الخطيرة لا بد من انتفاضة فلسطينية مسلحة لإحباط تلك المخططات.