غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بعد وصوله عتبة الـ60 عامًا

الأسير القائد رائد السعدي يوجه رسالة مؤثرة لعائلته ولقادة المقاومة

الأسير رائد السعدي
شمس نيوز - جنين

وجه الأسير القائد رائد السعدي عميد أسرى مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، رسالة ممزوجة بألم البُعد عن الأهل والأصدقاء، وأمل الحرية على أيدي قادة المقاومة وعلى رأسها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة.

وجاء ذلك في رسالة سربت من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي عبر فيها عن حزنه وألم البعد عن عائلته وعن فلسطين بعد أن بلغ من العمر نحو (60 عامًا) قضى (34 عامًا) منها متنقلًا بين سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتحدث الأسير القائد عن اشتياقه لوالده وتراب والدته التي توفيت أثناء اعتقاله، إضافة إلى اشتياقه لإخوانه وأصدقاءه وبلدته وتراب فلسطين.

وفي السياق أكد الأسير القائد أن حركة الجهاد الإسلامي قاومت الاحتلال منذ قرابة الأربعين عاماً وما زالت تقاومه بكل قوة إذ أذاقت المحتل ألواناً وصنوفاً من العذاب، مشيرًا إلى أن حركة فيها من القادة والمؤسسين والعظماء أسماء حضرت في ذاكرة التاريخ، قادرة بإذن ربها أن تحرر أسراها.

ووجه رسالة إلى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة فيما يتعلق بإمكانية التحرر من سجون الاحتلال قائلًا: "أميننا المفدى وقائدنا .. أنت قادر –على تحريرنا- وكلنا أمل فيك، لن تخيبنا بإذن الله".

 

نص الرسالة كاملة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي كتب علينا القتال وأجرنا بالصبر، "ليوفي الصابرين أجرهم بغير حساب" وبعد…

في البدء (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)

إخوتي الأكارم القائمين على الموقع الإعلامي لأسرى حركة الجهاد الإسلامي، أتقدم إليكم بجزيل الشكر على ما أوليتموه من وقتكم وجهدكم وخبرتكم ومعرفتكم لإبراز قضية الأسرى التي تشكل الجرح الأكثر نزفاً والأشد ألماً في قضيتنا الفلسطينية.

كنت شاباً واليوم تقدمت بي السنين، ووصلت إلى الستين، وأنا جالس على قارعة الانتظار؛ أن يأتي يوماً وتدق الحرية بابها عليّ وعلى إخواني، ولكن هذا اليوم لم يحن بعد، ولست أدري أيكون هنالك أمل في قدوم ذلك اليوم، أم أن اليأس سيكون جليسي فيما تبقى من عمر.

أشتاق لأبي؛ ولرؤية بريق عينيه الذي اختطف منها نظره وهو يبكي حزناً وكمداً.

أشتاق لتربة أمي؛ أن أقف على قبرها معتذراُ على عمر أمضته جالسة على عتبة الدار، ومع كل حركة تنادي اسمي على أمل أن أكون أنا.

أشتاق لإخوتي وأخواتي ولأبنائهم الذين لا أعرف عنهم سوى الاسم والصورة.

أشتاق لبلدتي؛ ولأزقتها وحواريها ولتربتها التي جبلت بدماء الصفوة والخيرة من أبنائها.

فلسطين أمي .. فداكي دمي وشبابي، أخذتي مني كل شيء، وفي سبيل حريتك يهون كل ما هو غالي، خذي ما تبقى واتركي لي عين واحدة أراكي بها وأنتي محررة.

يا رب إني دعوتك في كل صلاة وقيام، ورجوت وتبللت، ألا تضيع لنا أجراً وصبراً، وتقر أعيننا في ورود حوض نبينا ورؤيته، كي يزول ما بنا من هم وغم وتعب.

إخوتي، أهلي، أحبتي ..

نحن نتحدث عن 34 عاماً؛ ما زالت في القيد وما زالت الأيام تمر بدون حرية، هل سيستمر الحال؟ هل ستدفع أجيال قادمة ما دفعناه؟

نحن من عمر خلف القضبان ..

إخوتي المجاهدين .. حركتنا المقاومة قاومت وتقاوم منذ قرابة الأربعين عاماً، أذاقت المحتل ألواناً وصنوفاً من العذاب، حركة فيها من القادة والمؤسسين والعظماء أسماء حضرت في ذاكرة التاريخ، قادرة بإذن ربها أن تحرر أسراها.

أميننا المفدى وقائدنا .. أنت قادر وكلنا أمل فيك، لن تخيبنا بإذن الله.

أخوكم المحب رائد السعدي.