حذرت هيئة أمناء الأقصى من محاولات جماعات الهيكل الاستيطانية، ترسيخ الوجود اليهودي داخل باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال عضو الهيئة الباحث المقدسي فخري أبو دياب: "إن المسجد الأقصى على موعد مع مزيد من الانتهاكات في ظل استغلال جماعات الهيكل المزعوم المناسبات التوراتية والأعياد اليهودية للحشد لاقتحام المسجد وأداء طقوس استفزازية ورقصات داخله".
وأشار أبو دياب إلى أن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة إذ ان الاقتحامات تأتي في سياق الصراعات الداخلية التي تسعى خلالها جماعات الهيكل المزعوم إلى تطبيق وتجسيد مخططاتها على المسجد الأقصى وفرض وقائع تهويدية عليه.
وأوضح أن حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل ترى في فرض الوقائع التهويدية ورقة رابحة لها في ظل المأزق الداخلي الذي تواجهه هذه الحكومة من صراعات داخلية.
وأكد على أن حكومة الاحتلال ستحاول بكل قوة فرض أجندة ورؤية جماعات الهيكل وزيادة صلاحياتهم في الاقتحامات وتحقيق مكاسب جديدة لهم.
وبيّن أبو دياب أن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد وخاصة أن المسجد الأقصى يعاني منذ طوال العام من الاستفزازات والانتهاكات ومحاولات التهويد وفرضه.
ودعا لوقفة جادة نصرة للمسجد الأقصى وشد الرحال بشكل دائم والرباط فيه والتصدي لاقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم، كما دعا لبناء استراتيجية وخطط واضحة لدعم وحماية المسجد الأقصى والمقدسيين والمرابطين فيه، ويتعدى المواقف الاستنكارية المجردة.
واستباقاً للاقتحامات الواسعة والعدوان على الأقصى، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة استدعاءات بحق المرابطات في المسجد الأقصى طالت كلا من خديجة خويص ونفيسة خويص وعايدة الصيداوي وسماح محاميد.
وتتجهّز جماعات الهيكل المزعوم لأكبر حشدٍ للمستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستغلين موسم الأعياد اليهودية الذي سينطلق منتصف سبتمبر/ أيلول الحالي.
ويحتفل المستوطنون بـ "رأس السنة العبرية" في الخامس عشر من سبتمبر الحالي ويستمرُ ليومين، يليه "عيد الغفران" في الرابع والعشرين من سبتمبر، ويستمرُ لأسبوع، ثمّ "عيد العرش" في التاسع والعشرين من سبتمبر ويستمر ليومين.
وتحاول جماعات الهيكل خلال الأعياد اليهودية، فرض وقائع جديدة في القدس، من خلال أداء المستوطنين طقوسًا تلمودية، أبرزها الصلوات والدعاء والصوم وذبح القرابين والنفخ في البوق وغيرها.
ويقودُ هذه الأعياد حاخامات يمينية متطرفة في تصعيد كبير للحرب الدينية على أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطين، بدعم غير مسبوق من حكومة الاحتلال.
وتأتي هذه الأعياد في ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل التي تشكل واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى المبارك.