كان كل شيءٍ هادئاً ليلة السادس من سبتمبر من العام 2021م، خيوط الظلام تتمدد شيئاً فشيئاً معلنةً وصول الساعة إلى منتصف الليل، كان السكون يعمُ الأرجاء، والسكينة سيدة الموقف وقتها، ولكن ما إن وصلت عقارب الساعة إلى الواحدة وتسعة وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل، حتى انقشع هذا الظلام، على وقع بلاغ لقوات الاحتلال من سائق سيارة أجرة إسرائيلي بأنه شاهد 3 أشخاص قرب السجن، ما أثار الشكوك لديهم بوجود حدث غريب في المنطقة.

بدأت حينها عمليات البحث والتحري، حتى اتضح أن الحديث يدور عن تمكن 6 أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، بعد أن حفروا نفقاً بواسطة ملعقة طعام، متسلحين بالتوكل على الله ثم الإرادة والعزيمة القوية؛ لتشكل مرحلة فاصلة للحركة الفلسطينية الأسيرة في معركتها مع إدارة سجون الاحتلال.

فرضت الرقابة الأمنية الإسرائيلية تشديداً وقيوداً صارمة على وسائل إعلامها وحظرت نشر أي شيء بخصوص هذا الحدث، حتى الساعة 5:30 فجراً.

ملعقة حرَّكتْ العالم..!

في قطاع غزة.. كان الزميل مطر الزق يجلس بسكينة في أحد أركان المسجد، بعد أن أدى صلاة الفجر، وإذ يكسر رنين الهاتف هذه السكينة، وعلى عجلٍ أمسكه بيده، وقربه من أذنه وقبل أن ينطق بكلمة جاءه الصوت مدوياً عبر سماعة الهاتف: "استعد يا أبو أنس، أعلنَّا حالة الطوارئ في الوكالة".

للوهلة الأولى ظنَّ الزميل مطر، أن الاحتلال أقدم على عملية اغتيال بحق أحد قادة أو مجاهدي المقاومة الفلسطينية، وهذا التفكير طبيعي لأي صحفي بقطاع غزة يعمل في أجواء استثنائية تحت حصار الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتكرر، إلا أن المفاجأة التي رنَّت في أذن الزق عندما أكمل مدير التحرير حديثه: "تَمَكَّن 6 أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي"، ليبدأ مسار جديد من مسارات البحث عن الحرية.

يستذكر الزق تلك اللحظات، قائلاً: "شعرتُ وقتها بفرحة عارمة ملأت قلبي، ومعها بدأت رحلتنا في شمس نيوز في تغطية عملية انتزاع الحرية من سجون جلبوع، وسعينا بكل قوة لجمع المعلومات بدقة وإعداد التقارير الشاملة".

وأضاف: "كانت لحظات من الضغط والتوتر الممزوجة بالسعادة، كانت يدي المتحركة على لوحة المفاتيح تسعى دائماً لنقل الصورة، الصورة أحياناً أبلغ من ألف كلمة!".

الأسرى قضية مركزية وركن أساسي في ميثاق "وكالة شمس نيوز"، لأهميتها ومحوريتها لدى الشعب الفلسطيني كله، والأمة العربية والإسلامية، كما يُوضح رئيس التحرير الأستاذ محمد السيقلي.

لم يكن حال باقي الزملاء في وكالة شمس نيوز يختلف عن الزميل الزق، إذ كانوا في طليعة تغطية هذا الحدث البارز، ومواكبة تفاصيل العملية أولاً بأول ودقة كبيرة، فقدموا جهداً استثنائياً، من خلال المصادر الموثوقة، ومئات التقارير المفصلة عن تداعيات العملية، وتطوراتها. 

 

لقد حفروا نفق سعادة في قلوبنا!

وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلى الموقع الذي جرت فيه العملية، نجح الزميلان محمد أبو شريعة ومحمد الخطيب في التواصل مع بعض شهود العيان، وانفردوا بإجراء مقابلات حصرية مع الأشخاص الذين شهدوا الحادث، والتواصل مع الكُتَّاب والقياديين والمحللين السياسيين، مما أضاف قيمة إخبارية كبيرة للتغطية الصحفية وفتح الباب أمام فهم أعمق من خلال التحليل والاستنتاجات.

أما قسم "السوشيال ميديا" بقيادة الزميل عبد الرحمن السويطي، فقدَّم تغطية شاملة لعملية انتزاع الحرية، إذ قام رفقة الزملاء أحمد النجار وهاشم السعودي ومحمد المقوسي، بتزويد الجمهور بالمعلومات كافة عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"وكالة شمس نيوز"، كما انفردت "شمس نيوز" بباقة متميزة من التصاميم المختلفة والفيديوهات المتنوعة التي أتقنها الزميل محمد أبو سخيل، والتي تُعَبِّر عن افتخار الشعب الفلسطيني بإرادة الأسرى الستة، وتُظهر ذل العدو الإسرائيلي وفشله الكبير.

لم يتوانَ طاقم "شمس نيوز" ولم يدخروا جهداً في تسليط الضوء على عملية انتزاع الحرية من أبعادها وجوانبها كافة، فقدَّموا تغطية إعلامية شاملة ومتكاملة، وانفردوا بمئات الأخبار والتقارير التي شهدت لهم الجميع فيها بالاحترافية والمهنية العالية.

 

الأسرى.. قضيتنا!

وفي الذكرى السنوية الثانية لعملية نفق جلبوع "انتزاع الحرية"، أطلقت وكالة شمس نيوز الإخبارية، ملفًا خاصًا تحت عنوان (مَسَارُ حُـــــرِّيَّة) لإحياء ذكرى العملية التي نفذها أسرى أبطال الجهاد الاسلامي بقيادة المجاهد الكبير محمود العارضة، وشاركهم فيها الأسير المناضل زكريا الزبيدي القيادي في كتائب شهداء الأقصى.

وتركّز "وكالة شمس نيوز الإخبارية" في تغطيتها لملف (مَسَارُ حُـــــرِّيَّة) لإحياء الذكرى السنوية الثانية لانتزاع الحُرية، على عديد المواد المكتوبة والمصورة الخاصة التي تسلّط الضوء على فكرة انتزاع الحرية، وأبرز ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية لهذا الحدث العظيم.