غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مقاتل من زمن جنين

القائد زكريا الزبيدي.. التنين الذي أرعب الصيَّاد!

الأسير زكريا الزبيدي.jpg
شمس نيوز -مطر الزق

"الطريق التي رسمها أجدادنا بالدماء، والتضحيات الجسام، لا يمكن أن نحيد عنها مطلقًا، سنظل نقاوم حتى آخر قطرة دمِنا، وآخر نفس من أرواحنا حتى لو قضينا أعمارنا كلها بين القضبان الحديدية" هذه الكلمات الثورية ما زالت تتردد على لسان قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين وأحد أبطال "نفق الحرية" الأسير زكريا الزبيدي.

كلما توجهت زوجة الأسير زكريا ونجلها إلى المعتقل لزيارته تجد أمامها شخصًا يمتلك صفات القوة والعزيمة والإرادة؛ فجسده المنهك نتيجة العزل الانفرادي المتواصل منذ إعادة اعتقاله في (11-6-2021) لم تظهر عليه علامات الضعف أو الاستسلام، وكل ما يُفكر به زكريا هو إظهار القوة والتحدي أمام السجان الإسرائيلي.

شقيقه يحيى الذي حُرم من احتضان زكريا منذ 5 سنوات يقول لـ"شمس نيوز": "مع مرور العام الثاني على عملية نفق الحرية تستمر إدارة مصلحة السجون إجراءاتها القاسية ضد زكريا ورفاقه من أبطال الجهاد الإسلامي، يتعرضون لعزل انفرادي منذ اللحظة الأولى لإعادة اعتقالهم".

تُجري إدارة مصلحة السجون تنقلات مضاعفة ضد زكريا وأسرى "نفق الحرية"؛ فيتم تغيير غرف العزل الانفرادي كل ثلاثة أشهر كما تقوم بنقلهم بشكل مستمر من سجن إلى آخر، وتعرقل زيارات الأهل بحجة الأعياد والتنقلات إضافة إلى حرمانهم من أبسط الحقوق الانسانية يُضاف إلى ذلك القرارات الجديدة التي يفرضها ما يُسمى وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي "بن غفير".

لكن هذه القرارات والانتهاكات الإسرائيلية لأبسط الحقوق الانسانية والقانونية لم تؤثر لحظة على حياة زكريا ورفاقه، إذ يقول شقيقه يحيى: "عندما تتوجه زوجة زكريا لزيارته تجد شخصًا آخر فبدلًا من أن تمده بالطاقة الإيجابية والصبر والصمود يسبقها لسانه؛ فيتحدث عن قوة إرادته أمام السجان وعدم تأثير تلك الاجراءات على حياته".

لكن هيئة شؤون الأسرى والمحررين تؤكد بأن الأسير زكريا الزبيدي ورفاقه –أسرى نفق الحرية- يواجهون ظروفًا إنسانية مقلقة، وتتعمد قوات الاحتلال كل عدة أشهر تجديد قرار العزل بحقهم، كجزء من الإجراءات العقابية التي تنتهجها بحق أسرى نفق الحرية.

زادت المعاناة ضد زكريا في العام الماضي عندما علم باستشهاد شقيقه وابن عمه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين يقول شقيقه يحيى: "عندما وصل خبر استشهاد شقيقي إلى زكريا كان لسانه يردد الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله".

واستشهد داود الزبيدي شقيق زكريا بتاريخ (15-5-2023) في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مخيم جنين قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من اعتقاله ونقله إلى مستشفى "رمبام بحيفا" وأعلن عن استشهاد داخل المستشفى الإسرائيلي، بينما استشهد ابن عمه "نعيم جمال الزبيدي" بتاريخ (1-12-2022) خلال اشتباك مسلح أيضًا مع قوات الاحتلال في مخيم جنين.

الأحداث الصعبة التي مرت على الأسير زكريا خلال العام الثاني من عملية "نفق الحرية" كانت كفيلة بأن تضعف عزيمته؛ لكن الحقيقة غير ذلك مطلقًا، فقد ظهر زكريا بكل قوة وصبر وتحمل أمام السجان الإسرائيلي الذي يستفزه ويحاول قتل إرادته.

ويستذكر يحيى الذي كان معتقلًا في سجون الاحتلال حادثة منعه من الالتقاء بشقيقه زكريا إذ يقول: "حصلت على تصريح بعد عملية نفق الحرية لزيارة زكريا للاطمئنان عليه في سجن الرملة؛ لكن عند وصولي إلى السجن قرروا عدم السماح لي بزيارته بحجة أنني أسير ولا يحق لي اللقاء بشقيقي".

وفيما يتعلق بمطلب زكريا الزبيدي والأسرى الأبطال وفقًا لشقيقه يحيى: "أكثر ما يطلبه الأسرى جميعًا دون استثناء هو العمل على تحريرهم من سجون الاحتلال بكل الطرق والوسائل الممكنة ونأمل في المقاومة الخير الكثير لتحقيق ما يتمناه الأسرى".

 

سيرة ومسيرة

 

 

• ولد زكريا الزبيدي في مخيم جنين عام 1976، وعاش يتيم الأب منذ سنوات صباه (تُوُفّي والده نتيجة مرض)، ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة، وأخذت والدته على عاتقها تربيته مع 7 أشقّاء.

• شارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية

• عاد الزبيدي إلى العمل المسلّح في أواخر عام 2001، بعد استشهاد صديق له، كما استُشهدت والدته قبل شهر من العدوان على جنين في 3 آذار/مارس 2002 برصاص قوات الاحتلال، التي استهدفتها خلال وقوفها قرب نافذة أحد المنازل، كما استُشهد بعدها شقيقه طه، وهُدم منزل عائلته 3 مرات.

• اتهمت قوات الاحتلال الزبيدي بالمسؤولية عن عدة عمليات، منها عملية تفجير في "تل أبيب"، أدّت إلى مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة 30 آخرين في حزيران/يونيو 2004.

نجا 4 مرات من محاولات الاغتيال

• نجا الزبيدي 4 مرات من محاولات اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولم يَسْلَم من الجروح بفعل الإصابات التي تعرّض لها.

• في إحدى المحاولات عام 2004، قتلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين، بينهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها. 

• وفي محاولة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين لقتله، وفي الهجوم استشهد 9 فلسطينيين، وتمكّن الزبيدي من النجاة. 

• وفي عام 2006، حاول الاحتلال اعتقال الزبيدي، لكنه فشل بعد خوض اشتباك مسلّح معه.

• في 15 تموز/يوليو 2007، أعلنت "إسرائيل" إطلاق عفو عن مسلّحي كتائب الأقصى، وبينهم الزببيدي. 

• في مقابلة في 4 نيسان/أبريل 2008، قال الزبيدي إنه لم يحصل على العفو العام. لذلك، استمر في البقاء داخل أحد مقارّ الأجهزة الأمنية في جنين.

• في 29 كانون الأول/ديسمبر 2011، ألغى الاحتلال العفو عن الزبيدي، على الرغم من تأكيده أنه لم ينتهك أياً من شروطه. وطلب مسؤولون في الأمن الفلسطيني منه تسليم نفسه إلى الأمن الفلسطيني، خشيةً من اعتقاله.

• في 27 كانون الثاني/يناير 2019، اعتقلت قوات الاحتلال الزبيدي بعد اقتحام مدينة رام الله برفقة المحامي طارق برغوث، زاعمةً تورطهما في أنشطة تحريضية جديدة، وحكمت محاكم الاحتلال على الزبيدي بالسَّجن المؤبَّد.

• وصفه الضابط السابق في "الشاباك"، يتسحاق إيلان، بأنه "قطّ شوارع… لطالما حاولنا الإمساك به، لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية".