غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في الحديث عن "أوسلو" وما بعده

فراس-ياغي.jpg

كتب: فراس ياغي

لست بصدد تقييم أوسلو من حيث نتائجه الكارثية، ولكن اذكر أنه في لقاء تم مع الأخ أبو عمار عام 1994 في أريحا تحدثت بجملة مختصرة عن الرأي من "أوسلو" حيث قلت أوسلو ببنوده لا يمكن أن يؤدي لدولة فلسطينية ولحظتها كان السبب في قول ذلك هو عدم وجود بند وقف الإستيطان كاملة في الضفة والقدس.

اليوم أجد أن أوسلو كان في لحظته وحتى الآن ينافي الطبيعة الإستراتيجية للصهيونية وللشعب الفلسطيني...فجغرافيا فلسطين لا تحتمل شعار دولتين لشعبين فإما دولة واحدة لكل مواطنيها وإما إستمرار الصراع حتى يهزم مكون المكون الآخر، فالصراع لم يكن ابدا صراع حدود لأنه صراع روايات وطنية ودينية ولانه صراع ثقافات وحضارات ولأنه صراع مشاريع إمبريالية تتنافى مع حق شعب في البقاء في وطنه كان من الممكن ان يتم إنهاء هذا الصراع لو تم التعامل مع الفلسطيني كما حدث للهنود الحمر في الأمريكيتين، لكن هذا لم يحدث لعدم الإستطاعة والقدرة.

اليوم وبعد ثلاث عقود كارثة أوسلو المجافية للمنطق الواقعي قد تفعل فعلها وتحقق مع عجزوا عنه ايام النكبة، لأن الجغرافيا تفعل فعلها امام أعيننا ف غزة منفصلة وتعيش في واقع آخر له متطلبات تختلف عن جغرافيا الضفة والقدس التي يأكلها الإستيطان وتضيق مساحتها الجغرافية على سكانها في كل يوم، اما الداخل الفلسطيني فيعيش ازمة الجريمة التي ستحوله إلى أشتات لا حول ولا قوة فيها، في حين مخيمات الشتات تستبيحها الأسلمة المتطرفة التي لا حلول معها سوى بالرصاص، بمعنى حلول تدميرية بدأت في سوريا والآن يتم إستكمالها في مخيم عين الحلوة.

أخيرا، وبالرغم من وجود سموتريتش و بن غفير و ليفين و روتمان وما يعصف في إسرائيل من أزمة عميقة، إلا أن الواقع العربي والفلسطيني في ادنى مستويات الإنحطاط سياسيا حيث المايسترو الأمريكي هو صاحب القرار الاول والأخير...لكن يبقى بعضا من الأمل في الأقطاب الاخرى التي تواجه امريكا وتحمل مسمى محور المقاومة في ان يكون لها ما تقوله على الرغم من انها تعاني ازمات كبيرة ف غزة محاصرة، وسوريا تعاني من قانون قيصر عدا عن تداعيات الحرب الأهلية، و لبنان على عتبة الإفلاس ويعاني ازمة الفراغ الرئاسي، وحدث ولا حرج عن العراق ، اما من يتزعم المحور إيران فتبحث عن توافقات مع أمريكا وتعاني حصار منذ أربعين عاما...هنا يبقى السؤال المهم، هل سيتدخل هذا المحور لقلب الطاولة على امريكا قبل إسرائيل لإنقاذ الفلسطيني والمنطقة ككل مما يخطط لها امريكيا؟

قادم الأيام يؤسس لخيارات حتمية تبدأ اولا في إسرائيل النتنياهوية بعد ان تصدر محكمة العدل العليا قرارها بخصوص عدم المعقولية، وتنتهي برد محور المقاومة على تلك الخيارات وما سيترتب على ذلك من نتائج.
لكن اود الإشارة إلى المقاومة ومحورها، أن إستباق القادم أفضل من الرد عليه، فمن يخلق الأزمة يجب ان يغرق فيها لا ان يعطى القشة التي تنقذه من الغرق...إنها فلسطين يا سادة، وهي بحاجة للترفع عن المصالح المحلية والحزبية والقطرية، لصالح مفهوم المصلحة للجميع والوطن والمبدأ والقضية، ودون وحدة الجبهات والساحات سيبقى محور المقاومة يعاني في كل الجغرافيا لأن امريكا وإسرائيل ومن معهم يعملون وفق مفهوم العمل بالمفرق والقطعة وليس بالجملة

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".