إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كان مخيم جنين بتاريخ 21 أغسطس / آب للعام 1972م على موعد مع فارسه محمد سعيد السعدي لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين، التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وتعود جذور عائلته إلى قرية "المزار" قضاء جنين، وقد تلقى تعليمه في مدارس المخيم.

انتمى لطريق الجهاد والمقاومة حيث شارك في المناسبات والفعاليات الوطنية، ثم انخرط في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وأصبح من مجاهديها، فكانت له بصمة في كل الميادين، وتعرض على إثرها للاعتقال في سجون الاحتلال لمدة عام ثم أفرج عنه ليعود أشد صلابة وإصرار على مواصلة طريقه.

وتعرض للاعتقال مرة أخرى وتم نقله إلى سجن جنيد في مدينة نابلس، وهناك أمضى عامين وهو بعمر الـ16 عامًا، ولكنَّ ذلك لم يفت من عضده ويثنيه عن طريقه التي بدأ بها، حيث قام بقتل أحد عملاء الاحتلال عقب قضاء محكوميته والإفراج عنه، لتبدأ قوات الاحتلال حملة مطاردة له والتي استمرت لـ 18 شهرًا حيث بروز دوره في تطوير العمل المسلح وتصنيع العبوات المحلية والتي أصيب بإحداها خلال عمليات الإعداد لها.

شهيدًا على طريق القدس

بتاريخ 14 سبتمبر / أيلول عام 1992م، كان فارسنا محمد على موعد الاصطفاء الإلهي بعد أشهر المطاردة والعمل الجهادي، فقد قامت قوات الاحتلال بمحاصرة المكان الذي تواجد فيه في بلدة برقين، وخاض معركة بطولية استمرت لعدة ساعات رفض خلالها تسليم نفسه، فقامت طائرات الاحتلال بقصف المكان بالصواريخ ليرتقي شهيدًا مقبلاً غير مدبر.