غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من ذاكرة المجد.. فارس العلم والجهاد المهندس ضياء التلاحمة

شمس نيوز - إعلام الضفة

هم الشهداء، الذين سلكوا طريق العلم طريقًا إلى الجنة، فاستحقوا الشهادة الأسمى، الذين آمنوا بالفكرة المقاتلة والوعي الحركي، وفي كنف الإيمان والوعي والثورة كانت صولاتهم وجولاتهم، وفي مدرسة الشقاقي انتموا لخيار المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر، فكانوا أول من لبى النداء على طريق القدس.

استقبلت قرية خرسا بمحافظة الخليل الفارس ضياء عبد الحليم التلاحمة بتاريخ 29 سبتمبر/ أيلول من العام 1994م، لعائلة كريمة مجاهدة تربى فيها على حب الجهاد والمقاومة، وترعرع في أكنافها على موائد القرآن، فوالده الشيخ المجاهد عبد الحليم التلاحمة أحد القادة المؤسسين لحركة الجهاد الإسلامي في ثمانينيات القرن الماضي، والذي تعرض لفترات من الاعتقال لدى الاحتلال الصهيوني، وكان له تأثير بارز في حياة ضياء الجهادية مما أهله للسير على نهج والده.

التحق بمدارس بلدته "خرسا" وتميز بالفطنة والذكاء والتفوق، فكان مثالاً للطالب الجاد المجتهد الذي آمن بخيار العلم ممهداً لخيار المقاومة، فأنهى الثانوية العامة عام 2012م بمعدل 85% الفرع العلمي، لينطلق نحو حلمه الذي رسمه منذ صغره في اختيار تخصص الهندسة فرع الحاسوب من جامعة أبو ديس، ويبدع فيه بأعلى الدرجات.

بداية الحياة الجهادية

التحاق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظفاره وصغر سنه، حيث كان لوالده وأعمامه وأخواله وأبناء خالته سجلاً حافلاً من الاعتقالات لدى الاحتلال، وهو ما رسَّخ الحياة والتربية الجهادية لفارسنا ودفعه للانطلاق قدمًا في مسيرة الجهاد والمقاومة دون ترد أو كلل أو ملل.

مع التحاقه بجامعة أبو ديس لدراسة تخصص هندسة الحاسوب عام 2012م، كان نشاطه الفاعل والتواصل مع إخوانه في القدس والخليل، بشكل أكثر أمان من خلال إرسال الرسائل المشفرة التي برع فيها، كما تميز بالسرية التامة والكتمان في ممارسة أعماله، وتولى إمارة الرابطة الإسلامية في الجامعة وأشرف على العديد من النشاطات، ومنها تقديم المساعدات والمنح المالية للطلبة والوقوف إلى جانب الطلبة المحتاجين ومساندتهم.

امتد نشاطه خارج إطار الجامعة على الصعيد الميداني فكان له دور في المشاركة في رفع رايات الحركة، وكتابة الشعارات الداعمة للمقاومة والمحرضة على مقاومة الاحتلال، وإغلاق الطرق أمام دوريات الاحتلال، والمشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال ورشقها بالحجارة والزجاجات الحارقة، وحضور الوقفات المساندة للأسرى.

تعرض للملاحقة والاستدعاء من قبل أجهزة الاحتلال وأجهزة السلطة، ففي العام 2013م تعرض للاعتقال هو وعمه وأحد أبناء عمومته بعد مداهمة منزلهم ليلاً حيث اتهمهم الاحتلال بالوقوف وراء عملية دهس وقعت في المنطقة، حيث أضربوا عن الطعام وحققوا انتصارًا بإنهاء اعتقالهم والإفراج عنهم.

قبس من البطولة

تعددت المواقف التي أظهرت شجاعة وبطولة الشهيد المهندس ضياء التلاحمة، ففي العام 2014م وعلى إثر العدوان الصهيوني على قطاع غزة رفض أن يقف موقف المتفرج، وآثر إلا أن يكون له دور في نصرة إخوانه في غزة، فخرج في منطقته وحرض رفاقه على الخروج، والاشتباك مع جنود الاحتلال، ورشقهم بالعشرات من الزجاجات الحارقة والحجارة.

ومن المواقف البطولية، تصديه لقوات الاحتلال عام 2014م، خلال العدوان على غزة، حيث وقع في قبضة الجيش الصهيوني الذي تمكن من اعتقاله، فاستغل موقف أن الجنود قد غفلوا عنه ليتمكن من الهرب منهم ورغم لحاقهم به والنداء عليه بتسليم نفسه إلا أنه رفض تسليم نفسه واستطاع تأمين نفسه والنجاة من الاعتقال.

مفجر انتفاضة القدس

بتاريخ 21 سبتمبر عام 2015م، قاد المهندس ضياء التلاحمة خلية مجاهدة تمكنت من تفجير عبوة ناسفة في دورية لجيش الاحتلال، ردًا على الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي لتعلن بدء حقبة جديدة من المواجهة مع الاحتلال وتكون الشرارة لانتفاضة القدس عام 2015م.

الاصطفاء الإلهي

فجر 22 سبتمبر عام 2015م، كان فارسنا ضياء على موعده الذي انتظره طويلاً، فبعد رصده لدورية احتلالية، قام بنصب كمين لها، وإلقاء عبوة ناسفة تجاهها موقعًا الإصابات المحققة، حتى باغته رصاص الحقد في أنحاء جسده ليرتقي شهيدًا على طريق القدس.