إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 4 يونيو عام 1982م، كانت قرية "الطبقة" جنوب دورا في محافظة الخليل على موعد مع فارسها محمود نصار حمدان، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وهو الابن الوحيد لأسرته بين 5 من الأخوات. وتوفي والده مبكراً ما دفعه لتحمل المسؤولة، حيث اضطر للعمل في مهنة البناء لإعالة أسرته.
انضم فارسنا لصفوف حركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، وشارك إخوانه في المواجهات مع قوات الاحتلال، بسن الـ 12 من عمره فكان لا يتخلف عن المواجهات ويتقدم الصفوف في كل مواجهة.
تعرض فارسنا للإصابة برصاص الاحتلال 4 مرات خلال المواجهات كانت أخطرها حينما أصيب في الرقبة، لكنه لم يتراجع أو يكل أو يمل، فانضم إلى صفوف سرايا القدس وأصبح أحد مجاهديها الأبطال في مدينة الخليل وشارك في العديد من عمليات إطلاق النار التي استهدفت جنود الاحتلال ومستوطنيه.
تعرض للاعتقال لدى الاحتلال وأمضى خلالها 13 شهرًا حيث وجهت له أجهزة استخبارات الاحتلال شرف التخطيط لتنفيذ عملية استشهادية كما أجبرته على دفع غرامة مالية قبيل الإفراج عنه، فخرج من معتقله أكثر صلابة وأشد إصرارًا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة.
شهيدًا على طريق القدس
بتاريخ 26 سبتمبر عام 2003م وبعد ساعات قليلة على اغتيال قوات الاحتلال للقائدين المجاهدين عبد الرحيم تلاحمة وذياب شويكي، وضمن إطار الرد، قام فارسنا محمود باقتحام مستوطنة "نغوهوت" المقامة على أراضي الخليل، حيث تمكن من إطلاق زخات رصاصه المبارك تجاه مجموعة من المستوطنين الذين كانوا يحتفلون فيما يسمى برأس السنة العبرية، مما أسفر عن مقتل 2 منهم أحدهم حارس أمن مستوطنات الجنوب وإصابة 3 آخرين، ويرتقي بعد معركة بطولية وعملية أمنية معقدة كسر فيها منظومة الأمن الصهيونية.