غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

كتائبها في الضفة خير دليل

د. أبو شريف: الجهاد الإسلامي منذ التأسيس وهي المحرض والمفعل لحالة المقاومة رغم كل المعوقات

ناصر-أبو-شريف-حوار-خاص.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. ناصر أبو شريف أن حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها تعمل على تفعيل وتطوير المقاومة والعمل المقاوم، في كل مرحلة على اختلاف الطرق المتبعة وفق متطلبات المراحل المتتالية.

وذكر أبو شريف في حديث مع "شمس نيوز"، أن حركة الجهاد الإسلامي كان لها الباع الطويل في تفجير انتفاضة الحجارة عام 1987، من خلال تفجيرها بدماء شهدائها الذين ارتقوا بتاريخ 6/10/1987، لتعلن عن الانطلاقة الجهادية التي تعد منعطفًا كبيرًا في تاريخ القضية الفلسطينية.

وقال: "على الرغم من صغر حجم الحركة في ذلك الوقت إلا أنها كان لها الدور في تفجير انتفاضة الحجارة، وإعاقة مشروع تصفية القضية الفلسطينية الذي كان يطبخ، وإخراج شعبنا من الحالة التي كان يعيشها إلى حالة أوصلت القضية الفلسطينية لمسامع كل العالم، وأصبحت القضية الأهم والمركزية لدى العالم".

وأضاف أبو شريف "للأسف الشديد ضعف القيادة السياسية، ومحاولة البعض استثمار انتفاضة الحجارة من الشكل المخطط له، إلى الشكل الذي أرادته، حول الثورة الكبرى التي كانت تحمل أبعادًا كبيرة للقضية إلى اتفاقية (أوسلو)، الذي يعد أسواء ما مر على القضية الفلسطينية، ويعد أسوأ من وعد بلفور".

وشدد على أنه رغم ذلك لم تكتف الجهاد الإسلامي من تحشيد الشعب لمقاومة الاحتلال، وإفشال كل مخططاته التي تهدف لسرقة الأرض والقضية الفلسطينية، وصولًا لانتفاضة الأقصى وما تم تحقيقه خلالها.

وتابع أبو شريف: "خلال انتفاضة الأقصى كان لحركة الجهاد الإسلامي بصمة واضحة، ولدينا آلاف الشواهد على ذلك، أبرزها معركة مخيم جنين، وعشرات العمليات الاستشهادية، غير أنها ووجهت بتصفية على أيدي مخابرات العدو، وأتباعها وغيرهم بتصفية المقاومين والمجاهدين".

وأكمل "لم نستسلم وبقينا تحاول بإمكانيات بسيطة ومحاصرة شديدة من كل القوى الأمنية سواء الصهيونية أو السلطة الفلسطينية، إلا أننا واصلنا عدة مرات، وأثمرت جهودنا في حالات انتفاضة وهبات شعبية في ذلك الوقت".

وأردف أبو شريف حديثه "وجود السلطة الفلسطينية كان أكبر عائق على تقدم العمل المقاوم خلال تلك الفترات، بالإضافة لعدم وجود قوى أخرى تساند الجهاد الإسلامي في مسيرتها من أجل انهاض الشعب الفلسطيني وتثويره وخلق حالة مقاومة في وجه المشروع الصهيوني".

وأعرب عن أسفه أن السلطة لم تتعلم على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، ولم تخرج من اتفاق أوسلو الذي كان هدفه تمكين كيان العدو من الواقع الفلسطيني، وفي المحيط والاقليم ليصبح وجوده شرعي وله ارتباطات في المنطقة.

ولفت أبو شريف إلى أنه منذ اندحار الاحتلال من قطاع غزة عام 2005، عملت عدة مرات على تثوير الضفة الغربية، كان أبرزها عام 2015، من خلال ثورة السكاكين التي فجرها مجاهدي الجهاد الإسلامي.

واستدرك "لم تستمر هذه الهبة للأسف لوجود ظروف وعوامل كثيرة في ذلك الوقت، أهمها أن الهبة لم تُحتضن بالشكل الشعبي الكافي، إلا أنها لم تتوقف وخاضت معارك كثيرة، أذكت روح المقاومة في شعبنا وأنتجت هذه الظواهر مثل كتيبة جنين التي تعتبر ملهمة لأداء بقية المناطق والكتائب، وانتشارها في كل مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة".

مهمة شاقة ولكن!

وعن إعادة الحركة لروح المقاومة في الضفة المحتلة، قال أبو شريف: "حركة الجهاد الإسلامي تعمل على تفعيل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، في طبيعة ذات معوقات كبرى، أهمها وجود السلطة الفلسطينية التي ترفض كل أشكال المقاومة حتى المقاومة الشعبية التي لم تتحمس لها ولم تقم بأي دور لتقويتها".

وأضاف "الجهاد الإسلامي واجهت كل المعوقات والخطوط القوية من قبل العدو وحلفائه في الجبهة التي خلقتها أمريكا لمواجهة المقاومة الفلسطينية، من الملاحقة الأمنية الشديدة وقلة الإمكانيات والموارد، وعدم وجود قوى أخرى تنافس وتتحرك مع الجهاد الإسلامي لاختراق الواقع".

وتابع أبو شريف "اليوم أصبحت كتائب سرايا القدس، والمقاومة في الضفة محتضنة من قبل أبناء شعبنا الفلسطيني، ونحو 75% من أبناء شعبنا يؤيد هذه الظاهرة، ويدعو لدعمها وتطويرها واحتضانها الأمر الذي يدل على أن شعبنا في مناخ مقاومة ومواجهة".

وأكد أن أهداف المقاومة في الضفة مواجهة العدوان الصهيوني في اعتداءاته على أبناء شعبنا، ومواجهة مشروع الكيان في الضفة من تهويد واستيطان وغيرها، بالإضافة إلى تحرير الضفة الغربية والقدس، حتى الانتصار.

وأردف "هذه مهمة شاقة وصعبة، وليست بالأمر السهل، في ظل التنسيق الأمني مع العدو، وضعف القوى الأخرى، المهتمة بمسائل أكثر من المقاومة".

وتابع "الجهاد الإسلامي بقيت صامدة على هذا الخط، وأنشأت ظواهر جهادية مميزة واحتضنها الشعب الفلسطيني، مثل كتيبة جنين، كتيبة نابلس، كتيبة جبع، كتيبة طوباس، كتيبة طولكرم التي تشهد تطورًا كبيرًا".

وزاد أبو شريف "كل هذا خلق مناخًا مقاومًا كبيرًا، واحتضانًا شعبيًا كبيرًا، وأيضًا كما نرى الآن هناك توجه من بقية الفصائل باتجاه المقاومة وتوسيعها وتأطيرها، وإيجاد قيادة لهذه المقاومة لاستثمار نشاطها سياسيًا".

استراتيجية المقاومة

وبشأن استراتيجية الجهاد الإسلامي في تحقيق أهدافها قال: "استراتيجية الجهاد الإسلامي هي مقاومة المحتل، كسبيل وحيد لصد العدوان الصهيوني، كون التجارب أثبتت أن المقاومة وحدها هي من تعطي قيمة للقضية الفلسطينية".

وأكمل "لا نكتفي بالعمل الجهادي، وإنما يوازيه مشروع سياسي يستهدف الوجود الصهيوني في الضفة الغربية، ومشاريعه هناك وفي القدس، واستهدافه للمسجد الأقصى، ومواجهة التطبيع ومحاصرة الكيان الإسلامي في الإقليم".

وشدد على أن العمل المقاوم واستهداف كيان العدو، وتحريض الأمة على ذلك يمنع التطبيع بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية، التي تتجاوز حقوق شعبنا وكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية وتقيم علاقات مع العدو.

وأكمل أبو شريف "استراتيجيتنا الواضحة هي المقاومة، ودعوة كل الفصائل الفلسطينية للانتفاضة ومقاومة الاحتلال، ودعوة الفصائل وقوى الشعب الفلسطيني لتشكيل قيادة موحدة تستثمر هذا النضال والجهاد لتحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني لتعيق المشروع الصهيوني والغربي".

وعن الأساليب المتبعة لدى المقاومة تحديدًا في الضفة المحتلة قال أبو شريف: "المقاومة توسعت، وتتوسع في كل مرحلة، وتتطور بشكل كبير على مدار الأعوام، والاحتضان الشعبي الذي نلاحظه مؤخرًا سيطور من عمل المقاومة وسنشهد بشكل يومي تطورًا جديدًا، وخصوصًا أن الجهاد الإسلامي تتابع هذه الظاهرة بكل قوة، وتحاول تطويرها بكل الوسائل".

وختم "إن شاء الله سيكون هناك أساليب جديدة في مقاومة الجهاد الإسلامي وكتائبها بالضفة الغربية، ولكن نحن بحاجة لزيادة الدعم الشعبي، ووقف التنسيق الأمني".