أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. يوسف الحساينة، أن انتفاضة الأقصى التي تصادف اليوم الذكرى الـ23 لاندلاعها، تعد مرحلة نضالية جسدت ومهدت لمحة مهمة من محطات نضال شعبنا الفلسطيني على مدار عقود طويلة.
وقال د. الحساينة لإذاعة القدس: "اليوم نعيش ذكرى انتفاضة الأقصى التي فجرها شعبنا الفلسطيني في مواجهة العدوان والإرهاب والغرور الصهيوني، عندما قام المجرم شارون باقتحام المسجد الأقصى المبارك في محاولة منه لفرض واقع جديد على شعبنا، يدفعه إلى الاستسلام والقبول بالواقع الجديد".
وشدد على أن انتفاضة الأقصى وشعلتها ما زالت تتفاعل ولن تخبوا، مضيفًا "هي تعبر عن نفسها في كثير من المواجهات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة".
وأكمل د. الحساينة "نحن أمام فعل نضالي جسد ومثل محطة هامة من محطات النضال الفلسطيني الطويل التي يخوضها شعبنا الفلسطيني"
وأكد أن انتفاضة الأقصى تميزت بأنها الأكثر مواجهة، للعدوان المستمر على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وانتشرت في كل الجغرافيا الفلسطينية لتأكد أن شعبنا الفلسطيني لا زال متمسك بقضيته، وأرضه ولن يستسلم ولن يرفع الراية.
رسائل الانطلاقة الجهادية
وبشأن الذكرى الـ36 للانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي، وإحياء هذه الذكرى قال د. الحساينة: "عندما تحيي حركة الجهاد الإسلامي ذكرى انطلاقتها تؤكد على خيار الجهاد والمقاومة، في هذه المرحلة الصعبة والحرجة التي تعيشها قضيتنا الفلسطينية والمتمثلة بالتنكر الواضح من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي لحقوق شعبنا، وما يعبره الاحتلال بعدم اعترافه بحقوق شعبنا ومحاولة فرض المزيد من الوقائع على الأرض من خلال المصادرة والتهويد، والاستيطان الذي تعلوا وتيرته من فترة وأخرى".
وأضاف "اليوم الجهاد الإسلامي توصل للعدو رسائل على رأسها أن شعبنا لن يستسلم ولن يرفع الراية، وأن المقاومة الفلسطينية رغم العدوان والاغتيالات لازالت موجودة تراكم وتطور قدراتها وتشتبك مع العدو، في كل الساحات".
وتابع د. الحساينة "على صعيد الإقليم والمجتمع الدولي فهناك رسالة أنه رغم كل التواطؤ والتآمر على القضية الفلسطينية، وإدارة الظهر لحقوق شعبنا الفلسطيني، إلا أن شعبنا وقواه المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس بمجاهديها ومقدراتها، يقول للعدو وللعالم المتواطئ، لن تمر حيل ومؤامرات إنهاء القضية الفلسطينية".
وجدد التأكيد على أن المقاومة الفلسطينية حاضرة، ولديها استعداد عال للتضحية واستعداد عالي للمواجهة مع العدو الصهيوني ولن تتركه ينعم بالاستقرار، حتى تحرير الأرض.
وأضاف "الرسالة الأهم أن الجهاد الإسلامي متمسك بخيار المقاومة والمواجهة، مع هذا العدو بعد أن فشلت كل الخيارات والرهانات الخاسرة التي حاولت التسويق أنها تستطيع التعايش مع العدو".
وأكمل "القانون الذي يحكم العلاقة مع العدو هو قانون المقاومة وليس أي علاقة أخرى، الجهاد الإسلامي هي طليعة المقاومة، ودورها توجيه البوصلة نحو القدس وفلسطين، وواجبات شعبنا في مواجهة العدوان والتغول والتواطؤ الذي يحاول إنهاء القضية الفلسطينية، ويصفيها".
وزاد بالقول "مازال الأقصى كما كان هو المحراك الأساسي والرئيسي لقوى وفئات شعبنا في النضال والمواجهة مع العدو، كذلك قضية الاسرى تمثل الأولوية لدى شعبنا الفلسطيني، ولديه الاستعداد العالي للمواجهة".
ومضى د. الحساينة يقول "رأينا كتائب سرايا القدس في أريحا وجنين ونابلس وطولكرم، ورأينا ما يعبر عنه الشباب الفلسطيني والمقاومين الفلسطينيين، أنهم متمسكون بخيار المقاومة ولن تنطلي الخدع والأضاليل التي يحاول البعض وأدها".
وذكر أن مجاهدي سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية، يضعون أنفسهم للدفاع عن قضية شعبنا وعن مقدساتنا ولن تنطلي الخدع التي يحاول البعض تمريرها لدفع شعبنا لليأس.
وبشأن محاولات التطبيع قال د. الحساينة "هذه محاولات لمخادعة الرأي العام العربي والفلسطيني، هي محاولات مكشوفة ولن تستطيع حرف وعي شعبنا عن قضيته الأساس، وهي أن المحتل جاء ليحتل فلسطين، وواجبنا كشعب فلسطيني ومعنا كل مناصري القضية الفلسطينية مواجهة الاحتلال والكيان المتطرف".
مراكمة القوة
وشدد د. الحساينة على أن حركة الجهاد الإسلامي رغم ما تعرضت له من اعتداءات واغتيالات نالت قادة الصف الأول لسرايا القدس، والحصار الذي تتعرض له الحركة وشعبنا، إلا أنها لا زالت في الميدان تراكم من قوتها، وتحاول أن يشاغل العدو وتواجهه في كل الساحات لتجسد المعنى الحقيقي لوحدة الساحات وتكامل العمل النضالي والجهادي المقاوم.
وقال: "نحن أمام حالة تستدعي تحشد الكل الفلسطيني خلف الرؤية التي تبنتها حركة الجهاد الإسلامي وطرحتها لعدم استقرار العدو وعدم إعطاؤه مزيدًا من الوقت لينفذ أجندته وبرنامجه على وجه الخصوص في الضفة الغربية".
وأكد أن الجهاد الإسلامي تشعل الجغرافيا الفلسطينية نارًا ولهيبًا ومواجهة في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب، لتقول للعالم إن الشعب الفلسطيني لا زال متمسك بخياراته، ولا زال يرفع راية الاستقلال والجهاد والنضال
وذكر أن كل الحقائق والمؤشرات العلمية تؤكد أن شعبنا نفض يده من خيار السلام، وأن هذا الخيار أصبح عبئ على شعبنا الفلسطيني وهو الذي أعطى مزيدًا من الوقت والفرص للعدو كي ينفذ اجندته وبرنامجه، في الضفة الغربية.
وختم بالقول "اليوم المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة في مواجهة العدوان، يلتف حولها كل أبناء شعبنا، لذا علينا الاستفادة من الواقع الجديد في محاولة لترتيب الأوراق الفلسطينية الداخلية لمواجهة العدو في كل الساحات".