غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذكرى الثامنة لاستشهاد مفجر انتفاضة القدس مهند الحلبي

ذكرى مهند الحلبي.jpg
شمس نيوز -إعلام الضفة

هم الشهداء، الذين سلكوا طريق العلم طريقًا إلى الجنة، فاستحقوا الشهادة الأسمى، الذين آمنوا بالفكرة المقاتلة والوعي الحركي، وفي كنف الإيمان والوعي والثورة كانت صولاتهم وجولاتهم، وفي مدرسة الشقاقي انتموا لخيار المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر، فكانوا أول من لبى النداء على طريق القدس.

استقبلت بلدة سردا شمال رام الله المحتلة بتاريخ 17 نوفمبر عام 1995م، فارسها مهند شفيق الحلبي، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وهو الابن الثاني لها. 

تلقى فارسنا مهند  تعليمه حتى الثانوية العامة في مدارس البيرة بتفوق مشهود، وينتقل لدراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة القدس "أبو ديس".

بدأ فارسنا مسيرته بالعمل ضمن إطار الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي حيث كان من أبرز نشطاء الرابطة في جامعة القدس، وكان رفيقًا للشهيد المجاهد ضياء التلاحمة، الذي تأثر بارتقائه بشكل كبير، حيث كتب في أعقاب استشهاد رفيق دربه ضياء "يا عين لا تحزني، يا عين لا تدمعي، حنا رجالك فلسطين، حنا ما نخون، افرحي يا أم الشهيد"، وكأنه أراد أن يوصل رسالة بأن ساعة الانتقام لرفيق دربه اقتربت، وردًا على الاعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك.

وبعد استشهاد صديقه ضياء التلاحمة في 12-9-2015م، بدت ملامح الثأر التي اختلطت بالحزن عليه حين قام بتقبيل الشهيد "قبلة الوداع" خلال جنازته، فوالد ضياء خلال إحدى المقابلات الصحفية قال مقولة تعبر عن مدى ارتباط ضياء ومهند ببعضهما فقال "مهند هو توأم ضياء".

من جهتها، والدة الشهيد مهند قالت: إن نقطة التحول في حياة نجلها كانت بارتقاء رفيق دربه في الجامعة، ضياء التلاحمة وتذكر أن نجلها قام بتهنئة والد ضياء وهمس في أذنه قبيل استشهاده بأيام قائلاً: "سنثأر له إن شاء الله"، وجاء الانتقام في القدس المحتلة بعد أيام قليلة من هذا الوعد، كما كان للاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال وقطعان المستوطنين الدافع في الثأر منهم حينما قال "حسب ما أرى، فإن الانتفاضة قد انطلقت.. وما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبّينا.. وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أن شعبي يرضي بالذل.. الشعب سينتفض.. بل ينتفض"، بتلك الكلمات ختم الشهيد مهند الحلبي صفحته وحياته، ليتحقق وعده وتنفذ بوصيته وتندلع الانتفاضة من جديد.

شهيدًا على طريق القدس

بتاريخ 3 أكتوبر عام 2015م، قرر فارسنا مهند الانتقام للانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، فامتشق سكينًا ثم انطلق إلى البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ومع حلول المساء وبينما كان المستوطنون يمارسون إرهابهم، قام فارسنا مهند بطعن الحاخام "نحاميا ليفي" واستولى على سلاحه، ثم أطلق النار تجاه مجموعة أخرى من المستوطنين فقتل حاخامًا آخر يدعى "أهارون بنيتا"، وأصاب 3 آخرين قبل أن يرتقي برصاص شرطة الاحتلال التي أطلقت النار عليه.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ابنها الشهيد المجاهد مهند الحلبي منفذ عملية القدس البطولية، وباركت العملية، معتبرةً أنها تطور نوعي للمقاومة الفلسطينية، ورد طبيعي على جرائم الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا.