غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حوار مطول مع أ. "وليد حلس"

"دعوية الجهاد".. انجازات لا تتوقف وخطط تطويرية تجابه بتحديات الواقع المُرَّ

حوار-خاص--قالب.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

حققت اللجنة الدعوية العامة في حركة الجهاد الإسلامي، انجازاتٍ مهمةٍ منذ بداية (عام 2023) على عدة مستويات، أبرزها إعداد وبناء جيل قرآني فريد على موائد القرآن الكريم في احضان المساجد، وحشد طاقات العلماء نصرةً لقضية فلسطين عربيًا وإسلاميًا، وتصحيح بعض الأفكار والاجتهادات المغلوطة فكريًا ومنهجيًا.

واستطاعت اللجنة منذ بداية العام تخريج الآلاف من "حفظة القرآن الكريم، ودورات أحكام تأهيلية وعليا ومنح السند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، إضافة إلى افتتاح عددِ من المساجد، وانجاز مشاريع خدماتية للأسر المتعففة، وإصدار العديد من المنشورات والبيانات لتوضيح موقفها من قضايا إسلامية مختلفة.

 

اللبنة الأولى للجهاد

"تُعد المساجد هي اللبنة الأولى لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي منذ عقود من الزمن، إذ تشكل محورًا رئيسيًا لإحياء التراث الإسلامي امتدادًا لنهج -رسول الله صلى الله عليه وسلم – تزامنًا مع العواصف الفكرية والاجتهادات المغلوطة التي تدفع الشباب المسلم للقتال والجهاد في أماكن غير مكانها، إذ جاءت حركة الجهاد الإسلامي واللجنة الدعوية والتي هي جزء اصيل منها؛ بتصحيح المسار الفقهي والفكري لدى الشباب المسلم" كما أكد مسؤول اللجنة الدعوية وليد حلس.

وقال حلس في حوارٍ مطولٍ مع "شمس نيوز": "إن اللجنة الدعوية في المساجد لها دور مهم لا يقل أهمية عن الدور العسكري، إذ تعتبر ميزانًا لضبط الخطاب الإسلامي داخل حركة "الجهاد"، لافتًا إلى أن شهداء (السادس من أكتوبر 1987) الذين أشعلوا فتيل انتفاضة الحجارة، تخرجوا من المساجد وتربوا على موائد القرآن الكريم وحلقات العلم والوعي".

وأشار إلى أن الأفكار والمبادئ الإسلامية التي تسببت في إنشاء حركة "الجهاد الإسلامي" تؤكد بانها حركة تجديدية وحركة إحيائية ليست لفلسطين فقط؛ إنما للأمة جمعاء وجعلت من فلسطين نقطة الارتكاز والانطلاق نحو نهضة الأمة، إذ تُجسد اللجنة المنهج والفكر الوسطي ونشر ثقافة التسامح والمودة بين ابناء المجتمع الواحد ليصبح ذلك سلوكًا وممارسة عبر المساجد واللقاءات العُلمائية، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

 

آلية عمل اللجنة

وتتخذ اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي آليات متعددة لتعزيز الفكر والمنهج الوسطي للإسلام في المجتمع الفلسطيني ونشره عبر "المساجد والخطب والدروس الإيمانية وملتقى دعاة فلسطين والمقرأة الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي"؛ لتوعية وإرشاد عوام الناس بالقضايا الإسلامية.

ولفت حلس إلى أن اللجنة الدعوية وجمعية اقرأ الخيرية تشرفان على أكثر من 350 مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم في محافظات قطاع غزة، علمًا بأن أعداد الطلبة الذين يرتادون هذه المراكز نحو (9 آلاف إلى 10 آلاف) طالب وطالبة على مدار العام.

وبيَّن أن مراكز تحفيظ القرآن الكريم تعمل على إيصال رسالة اللجنة الدعوية للطلبة، بهدف بناء جيل مسلم على موائد القرآن الكريم والدروس الإيمانية، مشددًا على أن الجيل القرآني الذي سيخرج من بين ثنايا سورة الإسراء والانفال هو الجيل الوحيد القادر على تحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك من دنس المحتلين.

ولفت إلى أن "اللجنة الدعوية تشرف على نحو ( 200 خطيب وداعية) يتم توجيههم بتعميمات أسبوعية وشهرية لإلقاء خطب توعوية لعوام الناس بهدف نبذ العنف ومحاربة التطرف والفكر التكفيري والحفاظ على الخطاب الإسلامي الوسطي؛ ليصبح خطابنا جمعي وحدوي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة ".

وأضاف "من الطرق والوسائل التي تستخدمها اللجنة الدعوية لنشر فكر الجهاد الإسلامي المقاوم ، والوسطي، الدروس الدعوية والتثقيفية المجدولة أسبوعيًا إذ يتم الحديث عن الإسلام ووسطية السمحة وسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- وسيرة الصحابة والتابعين".

 

ملتقى دعاة فلسطين

وسلط حلس الضوء على دور ملتقى دعاة فلسطين مؤكدًا أن الملتقى له دورٌ كبيرٌ ومميز على مستوى العالم العربي والإسلامي، إذ بات الملتقى ضمن الهيئة التنسيقية العلمائية ومقرها تركيا و التي تضم نحو 100 مؤسسة علمائية عربية وإسلامية.

وقال: "لا يتم نشر وتعميم أي بيان للهيئة التنسيقية؛ إلا بعد عرض البيان على ملتقى دعاة فلسطين"، لافتًا إلى أن بيانات التنسيقية العلمائية تعالج قضايا الأمة بشكل عام.

ويواصل ملتقى دعاة فلسطين كمل يؤكد حلس نشر الإصدارات التوعوية والفتاوى وبيانات توضح موقف الإسلام من بعض الأعمال الهوجاء التي تتسبب بمغالطات كثيرة تصل للعنف والإرهاب الفكري وترويع الآمنين، مؤكدًا أن الأفعال العنيفة قد تكون من أجل معتقد أو مسألة خلافية بين علماء الأمة لا داعي لفرضها بالقوة والتشدد بها.

 

إنجازات اللجنة الدعوية

وتميزت اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي بتحقيق انجازات مهمة على مستويات مختلفة إذ تتنوع مجالات اللجنة الدعوية ومنها (تخريج الحافظين لكتاب الله – تخريج الحاصلين على السند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - تخريج أفواج من الأصوات الندية - انشاء مراكز جديدة للقرآن - المقرأة الإلكترونية - دائرة المشاريع).

وفيما يتعلق بإنجازات اللجنة من حفظة القرآن الكريم أكد مسؤول اللجنة الدعوية بأن مراكز تحفيظ القرآن خرجت نحو 1200 حافظ وحافظة لكتاب الله كاملًا (منذ بداية 2022 – حتى أكتوبر 2023)، علمًا بان اللجنة خرجت ما يزيد عن 5 آلاف حافظ وحافظة خلال الأعوام  الماضية.

بينما تمكن نحو 150 طالب وطالبة من الحصول على السند المتصل إلى -رسول الله صلى الله عليه وسلم- بالروايات والقراءات المختلفة منذ (بداية 2022 – حتى أكتوبر 2023)، علمًا بان المئات من الطلبة حصلوا على السند المتصل خلال الأعوام الماضية.

وفي السياق ذاته خرجت دائرة ملتقى الأصوات الندية في اللجنة الدعوية لحركة الجهاد مجموعات جديدة من طلبة الأصوات الندية، إذ أكد حلس أن اللجنة ستستعين بالأصوات الندية خلال المناسبات والفعاليات التي تقيمها الحركة.

 

صفوة الحفاظ

ولم ينسَ مسؤول اللجنة الدعوية الحديث عن مشاركة الحافظين لكتاب الله -عز وجل- في صفوة الحفاظ 2 التي أقيمت في قطاع غزة قائلًا: "إن اللجنة خرجت نحو 300 مثبت للقرآن الكريم خلال العامين الماضيين، شارك جزء منهم في صفوة الحفاظ 2".

ولفت إلى أن اللجنة الدعوية كانت حاضرة و مشاركة خلال مهرجان صفوة الحفاظ2 الذي أقيم في ملعب اليرموك بغزة، إذ حصل نحو 16 طالب وطالبة من أبنائها على عمرة مجانية وحجتين".

وشدد حلس على أن اللجنة الدعوية تستعد من الآن لفعاليات قرآنية جديدة لسرد القرآن الكريم على جلسة واحدة من (7 إلى 9 ساعات كاملة) بالضبط والاتقان.

وفيما يتعلق بإنجاز افتتاح المراكز ودائرة المشاريع قال حلس: "تم افتتاح العديد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم في محافظات قطاع غزة، إذ وصل العدد لنحو 350 مركزًا لتحفيظ القرآن يرتاده نحو 10 آلاف طالب وطالبة".

أما دائرة المشاريع فقد كانت إضافة نوعية في عمل اللجنة الدعوية مشيرًا إلى أن دائرة المشاريع دعمت حفظة القرآن الكريم والحاصلين على السند المتصل وقدمت المعونة للمحتاجين والأسر المتعففة في القطاع فيما وزعت لحوم الأضاحي وسلة رمضان الخيرية، وفي الوقت ذاته تقوم بدورها المنوط منها خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة من خلال توفير بعض الأموال العينية وتقديم المساعدات العاجلة للأسر المتضررة.

وفيما يتعلق بالمقرأة الإلكترونية أشار حلس إلى أن المقرأة تعتبر من الملفات المهمة والمنجزة في اللجنة الدعوية إذ تعمل على منح السند المتصل إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لجميع الجنسيات في العالم، مبينًا أنها منحت السند لعدد من الطلبة من جنسيات مختلفة من الدول العربية والإسلامية.

ولفت إلى أن اللجنة بصدد تطوير عمل المقرأة الإلكترونية وتوسيعها؛ لتشمل جميع ملفات اللجنة الدعوية خارج فلسطين.

 

على صعيد المساجد

وتواصل اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي عملها الدؤوب في بناء المساجد إذ قال حلس: "هناك نهضة كبيرة ومنقطعة النظير بفضل الله ثم المخلصين من أبناء شعبنا ودعم قيادة الحركة وقيادة الساحة بقطاع غزة وعلى رأسها الأخ المجاهد الأمين العام  زياد النخالة (ابوطارق) الذي لا يتردد لحظة واحدة في دعم اللجنة الدعوية وافتتاح المساجد واعمارها وتكريم الحفظة".

وأشار إلى أن اللجنة افتتحت نحو 35 مسجدًا خلال الأعوام  الماضية، وما زال هناك 8 مساجد قيد الانشاء سيتم افتتاح بعض منها مع نهاية العام الجاري. بالإضافة الي عدد عشرة من قطع الأراضي المتبرع بها خلال العامين الماضيين سنبدأ بإنشاء المساجد عليها خلال المرحلة المقبلة ان شاء الله

 

خطة اللجنة التطويرية

وتعمل اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي على مدار الوقت للارتقاء بالعمل وتطويره؛ لتشمل جميع محافظات الوطن، إذ قال حلس: "لدينا تطلعات كبيرة وخطط وبرامج للارتقاء بعمل اللجنة الدعوية لنشر الدعوة الإسلامية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، لأن ذلك جزء من واجبنا وأمانة في اعناقنا ".

ولفت إلى أن اللجنة تتطلع لافتتاح مزيد من المساجد في الوقت القريب إضافة لتخريج عدد من حفظة القرآن الكريم وتثبيته، وخوض مسابقات محلية وعربية وإسلامية كما تسعى اللجنة لتخريج المزيد من طلبة الأصوات الندية، وإعداد برامج لاكتشاف المواهب من أصحاب الخامات الصوتية الجيدة.

وتسعى اللجنة لإعداد جيل إيماني وقرآني لتعزيز مفهوم الإيمان والوعي والثورة، إذ قال حلس: "نذهب للقتال كما نذهب للصلاة".

 

تحديات وعوائق

تواجه اللجنة الدعوية تحديات كبيرة تحد من أداء الرسالة والمنهج الإسلامي الوسطي في العالم العربي والإسلامي، وأشار حلس في هذا الصدد إلى إغلاق المعابر ومنع عدد من شيوخ ودعاة اللجنة الدعوية للمشاركة وحضور المؤتمرات العلمائية.

وذكر حلس أن اللجنة الدعوية تم دعوتها للمشاركة في مؤتمرات في ماليزيا والعراق وايران وتركيا لكن ممثلي اللجنة الدعوية لم يتمكنوا من مغادرة قطاع غزة بسبب المعابر .

 

الرسالة الذكرى الـ 36 للانطلاقة الجهادية

إذ بارك حلس لأبناء شعبنا وقيادة حركة الجهاد الإسلامي ومناصريها وعلى رأسهم الأمين العام القائد زياد النخالة الانطلاقة الجهادية الـ 36، مؤكدًا أن الجهاد الإسلامي إضافة نوعية وليست رقمية على كل المستويات الفقهية والفكرية والسياسية والعسكرية.

وقال: "إن الجهاد الإسلامي انطلقت لإحياء الروح للجسد الميت بعد نكبة الـ 1967، إذ زاوجت بين المطلق والممتد وأنهت جدلية واشكالية الصراع بين الإسلام وفلسطين والجهاد عن طريق المزاوجة والدمج بينهما وباتت فلسطين هي الهدف والإسلام هو الأيديولوجية والمرجعية والجهاد والمقاومة هي الطريق و الوسيلة لتحقيق هذا الهدف".

وأكد حلس أن حركة الجهاد تتمتع بسعة الآفاق وبعد النظر فبندقيتها لا تبصر إلا القدس وموجهة صوب العدو الصهيوني، وأن أي بندقية لا تبصر مأذن القدس فهي اما مشبوهة او مأجورة

ولفت إلى أن الجهاد ما زالت متمسكة بالثوابت والمبادئ التي انطلقت من اجلها دون تبديل اوتحريف وان فلسطين هي مركز الصراع وان الحركة  لم تنزلق في مشاريع التسوية وتصفية القضية، ففلسطين من بحرها إلى نهرها لا يجوز التفريط بشبر منها ولا يجوز لأحد أن يفرط أو يتنازل عن شبر من فلسطين المقدسة والمباركة، فهي جزء من عقيدة المسلمين".

 

رسالة للأمة العربية والإسلامية

ووجه حلس رسالة للعرب والمسلمين وعلى رأسهم علماء الأمة قائلًا: "قوموا بواجبكم للدفاع عن المسجد الأقصى مسرى النبي – محمد صلى الله عليه وسلم- فالأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم إنما للعالم العربي والإسلامي والتفريط به هو تفريط بجزء من العقيدة.

وأضاف: "فلسطين تحتاج إلى جهد العالم العربي والإسلامي وكل أحرار العالم الذين يتتوقون للحرية والخلاص من براثن الاحتلال "، مشيرًا إلى أن مناصرة الشعب الفلسطيني تكون عبر دعمه بشتى الوسائل لمواجهة ومقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة.