غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ما زال واجب الجهاد الإسلامي يتغلب على الممكن

أ. ياسر الخواجا

 بقلم/ ياسر عرفات الخواجا    

مضت سفينة الجهاد الاسلامي وما زالت تمضي وهي تشق عباب البحر وأمواجه المتلاطمة في طريق معركة تحرير فلسطين، واتخذت محرك شراع سفينتها الإسلام وبوصلتها فلسطين، متخطية بذلك المعيقات والانحرافات عن البوصلة خلال مراحلها العديدة من مسيرة العمل الجهادى الممتد والمتواصل، ورغم كل الظروف الصعبة التي ألمت بها فقد خاضت الحركة كل معاركها وهي تقدم الواجب على الممكن، وذلك عبر الأدوات القتالية المتنوعة ابتداء بالسكين ومرورًا بالقنابل والمسدس والرشاش، وليس انتهاء بالصواريخ والعبوات وغيرها، فقد أبدعت الحركة في كل مراحلها المقاومة، واستمر عطاؤها القتالي المستمر منذ نهاية السبعينيات إلى يومنا هذا، وهي الآن تزهر مجددًا، وتصنع مجداً وتنتج ثورة، وتسبغ غور المشهد الفلسطيني المقاوم، وتستمر على طريق ذات الشوكة؛ لتصيغ حالة كفاحية وجهادية محددة وجهتها نحو فلسطين والقدس.

ستة وثلاثون عاماً وما زالت حركة الجهاد الإسلامي تبني من قطرات دماء قادتها وأبنائها عزة وكرامة، وتصيغ من نزيف تضحياتها على مذبح فكرة المقاومة والتحرير معادلة المقاومة والجهاد، و ومازالت تواصل فعلها القتالي بكل أدواتها المتاحة، وتقف للعدو الصهيوني بالمرصاد تزلزل أمنه واستقراره،  ويشهد على ذلك فعلها في "بيت ليد, وزقاق الموت، وديزنغوف, وثأر الأحرار، ووحدة الساحات, وبأس جنين" وكل الملاحم البطولية التي سطرتها عبر تاريخها الوطني الناصع.

تأتى هذه الذكرى لتجدد فينا انطلاقة الفكرة النقية، والبندقية النظيفة، والوجهة الأصيلة "القدس"، وما زالت الحركة على العهد لم تغير ولم تبدل، ولم تترك خندق المواجهة وميدان النزال مرة واحدة، ولم تتقاعس يوماً عن أداء الواجب المقدس نحو فلسطين، ولم تحنِ رأسها لرياح  المطامع والمغانم العاتية وإغراءات المكاسب المادية القوية.

إن ما يميز استمرار حركة الجهاد الإسلامي اليوم والتفاف الجماهير حولها هو بسبب  التزامها بفكرتها الأصيلة التي انبثقت منها في الماضي، فكما تمسكت بنهجها في قتال العدو الصهيوني في الماضي، وكما كان لها قصب السبق في المقاومة فكرة وممارسة وواقعية في ميدان الحراك الجهادى والدفاع عن فلسطين 

فها هي اليوم كما كانت في الماضي باقية على العهد، تقود الحالة الكفاحية عبر رؤية وطنية مقاومة واضحة.

رغم وعورة الطريق وإرباكات المشهد وتراجع مساحات القتال للبعض أحياناً، ورغم التزايد في الهرولة نحو التطبيع والاصطفاف الصهيوني العربي إلا أنها مازالت بفكرها وجهادها عصية على الانحراف، وقوية على الانكسار، وما زالت ترفع لواء المواجهة ضد العدو الصهيوني، ولم تسقط قلاعها الحصينة، فهي  مستمرة في موائمة المراكمة والمشاغلة دون أي انتقاص من إحداها، وكذلك في تطوير  الخبرات والبناء والإعداد، وتحشد الجيل الشبابي المسلم الحر الذى يسعى  لديمومة المقاومة والجهاد، وما تزال الحركة إلى يومنا هذا قادرة على صناعة الأحداث اليوم في الضفة الغربية بفعل أبطال نفق الحرية الذى كان بمثابة ثقاب الكبريت الذي أشعل الحالة المسلحة والشعبية في الضفة الغربية، فكانت جنين وكتائبها التابعة لجناح الجهاد العسكري "سرايا القدس"  مصدر المقاومة لكل مدن الضفة الغربية، حتى أضحت حالة عصية على الاجتثاث والاستئصال؛ لتصبح  نبراساً يضيء ذكرى ملحمة تشرين البطولة، وما زالت تحمل شعار التحدي والدم والشهادة، ويشهد على ذلك ما سطرته انتصاراتها في المعارك التي وقعت على أرض الشجاعية البطولة والفداء، فكانت بمثابة الصاعق المفجر لأكبر  ثورة شعبية فلسطينية شهدها العالم في تاريخ الصراع، ونقشت اسمها في سجلات العزة والكرامة والسؤدد والفخار  في ذاكرة الوطن الذى لا ينسى.

الخلاصة: حركة الجهاد الإسلامي وفى ذكرى انطلاقتها السادسة والثلاثين لاتزال تحافظ على طهارة الفكرة ونقاء البندقية وصيانة الدم الفلسطيني ونصاعة التاريخ المشرف، وهى اليوم أكثر نضجاً  وعطاءً  وصمودً وتضحية، وأكثر تحدياً ومضياً واستعدادًا في مواجهة المستحيل على الرغم من هذا الاصطفاف التطبيعي الخارج عن فطرة العروبة والمتماهي مع المشروع الصهيوني. 

إن هذا الانحطاط والسقوط العربي في وحل العدو الصهيوني  يدفع ويعزز مفهوم المقاومة تجاه الاحتلال، فحركة الجهاد ما زالت قادرة على ضرب جبهته واستنزافه، وضرب طوقه الأمني واستقرار وجوده المصطنع.
و في ذكرى انطلاقتها المباركة نقول: ستحيا حركة الجهاد الإسلامي كريمة عزيزة بتاريخها المقاوم وسيشهد التاريخ دوما على أصالة الفكرة ونقاء البوصلة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".