أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، ومسؤول دائرتها السياسية، د. محمد الهندي، اليوم الخميس، أن الجهاد الإسلامي تزداد في انطلاقتها الـ36، قوةً ويقيناً بالنصر، على الرغم من اغتيال قادتها والمعارك التي خاضتها.
وشدد د. الهندي، في تصريحات إذاعية لـ"صوت القدس"، تابعتها "شمس نيوز" على أن "إسرائيل" فشلت في كل محاولاتها لاستئصال حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، التي خاضت معها خلال العامين الماضيين عدة معارك.
وأوضح د. الهندي أن سرايا القدس خاضت خلال العامين الماضيين عدة معارك، و"إسرائيل" ادعت في كل مرة أنها ستستأصل حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس؛ إلا أنها فشلت في كل هذه المحاولات.
وقال: "إسرائيل" استهدفت تتبجح باغتيال القادة الشهداء وتعتبر أنها وجهت ضربة قوية لحركة الجهاد الإسلامي، ولكنَّ هذا التبجح انكسر أمام قوة السرايا وكتائبها في الضفة الغربية الذين كسروا كاسر أمواج العدو".
وأضاف: "كيان الاحتلال في كل مرة كانت تستهدف قادة حركات المقاومة كانت تتوقع أنها تضعف؛ إلا أن "الجهاد" وفصائل المقاومة زادت قوة حيث تم استهداف الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ أحمد ياسين وأبو علي مصطفى، وزادت هذه الحركات قوة".
وحول المسير العسكري المهيب الذي نظمته سرايا القدس، أكد د. الهندي أن المسير العسكري المهيب بالأمس والاحتفال المركزي الذي سيقام غداً الجمعة بالانطلاقة يبعثان رسائل على أعلى مستوى، بأن حركة الجهاد الإسلامي زادت قوة ويقيناً واستفادت العبر من هذه الضربات.
وشدد على أن المسير حمل عدة رسائل، أبرزها أن حركة الجهاد تزداد قوة بدماء الشهداء الذين ارتقوا إلى الله في الجنان، وأن دماءهم كانت وقوداً لكل المجاهدين الصابرين.
وتابع: "هؤلاء الشهداء الذين يحرصون على لقاء الله كما يحرص الأعداء على الحياة"، فدماء الشهداء شجرة مباركة وهي الفكرة التي تأسست عليها حركة الجهاد الإسلامي، على تقوى الله، وقد أثمرت اليوم بالمجاهدين الصادقين الذين يشترون الحياة الآخرة بمتاع الدنيا".
وبيَّن د. الهندي أن "رسالتنا اليوم هي رسالة التضحية والثبات"، مشيراً إلى أنه منذ البداية اختارت حركة "الجهاد الإسلامي" هذا الطريق؛ لأنها هو الذي يحقق آمال شعبنا وتطلعاته وأن كل الطرق الأخرى التي توهم البعض أنه يمكن من خلالها تحقيق إنجاز وصلت لطريق مسدود وفشلت فشلاً ذريعا بعد 30 عاماً".
ووجه نائب الأمين العام، خلال حديثه، التحية لسكان القدس الصامدين المرابطين في وجه الاحتلال والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه، كما توجه بالتحية لأهلنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة والشتات وأهالي الشهداء الأكرم منا جميعاً، والجرحى وأهالي الأسرى، وإلى المجاهدين من أبناء شعبنا وخاصة من أبناء سرايا القدس، وكتائب القسام، وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأوضح د. الهندي أن استمرار الاحتلال في اعتداءاته على المسجد الأقصى هي نتيجة التطبيع العربي والمؤامرات "الإسرائيلية" على القضية الفلسطينية، مبيناً أن من يقف اليوم فقط في مواجهة هذه المؤامرات سوى فصائل المقاومة.
وأضاف: "الشعب الفلسطيني يقول اليوم أن الطريق الوحيد هو المقاومة بالرغم من التضحيات"، مبيناً أن "الجهاد الإسلامي" ماضية في مقاومة العدو الصهيوني حتى نلقى الله وهو راض عنا".
وتابع د. الهندي: "في ظل اغتيال القادة الشهداء نستذكر أننا في انتفاضة عام 1987 كنا نملك في المقاومة فقط الحجارة في مقاومة الاحتلال، واليوم فصائل المقاومة التي تألقت في انتفاضة 87 تملك صواريخ تدك تل أبيب وتصيب الحياة بالدولة العبرية بالشلل التام".
وأكمل حديثه:" استطاعت الجهاد الإسلامي أن تخوض معارك مع الاحتلال على مدار أيام متعددة؛ وبالرغم من ذلك لم تستطع "إسرائيل" إلحاق الهزيمة بها وهي فصيل لوحدها في الميدان"، مشيراً إلى أن الوهم الكبير بأنه يمكن بالقوة إضعاف فصائل المقاومة فهو وهم تبدد ولم تسطع ردع المقاومة".
ولفت إلى أن "كيان الاحتلال لا يستطيع أن يردع شاباً فلسطينياً في الضفة المحتلة سواء في طولكرم أو جنين أو غيرها من المدن، موضحاً أن الشباب المقاومة في الضفة يواجه الاحتلال بوسائل بسيطة مقابل الاحتلال المدجج بكل وسائل القوة".
وأشار الهندي إلى أن المعركة مع الاحتلال تبقى معركة إرادات، والشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة والعدو بالرغم من امتلاكه القوة الكبيرة إلا أن الشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة القوية؛ لأن المقاومة تدافع في دفاعها عن شعبها وعن أبنائها هي تدافع عن دينها ومقدساتها في فلسطين، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني بالرغم من إخلال الموازين إلا أنه هو الذي سيعيد تعديل الموازين مجدداً من خلال الإرادة والقوة والاستعداد للتضحية.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني بالرغم من إخلال الموازين إلا أنه هو الذي سيعيد تعديل الموازين مجدداً من خلال الإرادة والقوة والاستعداد للتضحية.
وقال د. الهندي: إنه "لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم يحقق شعبنا الفلسطيني حقوقه كاملة، مشيراً إلى أنه بالرغم من التطبيع مع الاحتلال وطالما توجد إرادة فلسطينية بالمقاومة، فالشعب الفلسطيني ومقاومته هي كلمة السر في هذا الصراع، وهي التي تحدد شكل وطريقة هذا الصراع مع الاحتلال".
وعن نجاح حركة "الجهاد" على كافة المستويات، أكد نائب الأمين العام أن الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني، موضحاً أن الرد على الاحتلال في هذه المرحلة هي بالمقاومة، وأن أي وهم بوجود مفاوضات "سلام" فهذا سيدمر حقوق الشعب الفلسطيني، وأي مشاركة في هذا الوهم هي تظليل للشعب.
وأضاف د. الهندي: "مسيرة التنازلات الفلسطينية بدأت منذ عام 1974 منذ أن قبلت المنظمة ببرنامج مرحلي وبدأت تبحث عن الشرعية الدولية، مبيناً أنه هذا هو الوهم بحد ذاته؛ في حين أن الجهاد الإسلامي حينما شقت طريقها في التحرر الوطني قررت بأنه يجب مقاومة العدو ولا مجال للمفاوضات والمساومات".
وبيّن الهندي أن المسألة في الأساس بين من يؤمن بالمقاومة ومن يؤمن بالسلام تتعلق بالرؤية، فمن يؤمن بالمقاومة متيقن بأن الاحتلال جاء ليقتلعك من أرضك فمن الواجب مقاومته، مشيراً إلى أن رؤية حركة الجهاد الإسلامي بدأت كفكرة انطلاقاً من النص القرآني والنص النبوي والتاريخ الإسلامي الذي تعيشه الأمة وقالت:" "إسرائيل" ليست كياناً لليهود على أنقاض هيكل سليمان بل هي كيان استعماري أقامه الاستعمار الغربي للسيطرة على المنطقة".
وأوضح: "أن المستهدف من احتلال فلسطين ليس فقط الفلسطينيين، موضحاً أن يراد لهذه المنطقة ألا تنهض لأن مشروع الكيان هو مشروع غربي أساساً تطامعت معه الأطماع اليهودية بعد ذلك".
وقال: "لا يمكن أن نكون المعركة بين الفلسطينيين وهذا الكيان، موضحاً أن المعركة هي معركة كل الأمة ونحن في الخندق الأول ندافع عن مستقبل الأمة كله ونهضتها الحقيقية، مشيراً إلى أنه البعض ينهار ويسلم أمام الاحتلال ويطبع معهم، وحتى من يطبع معهم فالاحتلال يهيمن عليه وهذه هي رؤية "الجهاد الإسلامي" منذ البداية".
وأكد د. الهندي أن: "فلسطين توحد الأمة الإسلامية فالرباط الذي عُقد من فوق سبع سماوات بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام هو رباط قائم إلى يوم القيامة، مبيناً أن القدس تجمع الجميع ومن يريد الكلام عن القدس فهي تكشفه وتعريه وتكشف عورته".
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي انقسمت المنطقة وتفرقت المصالح، مشدداً في الوقت ذاته على حرص حركته على أن تكون القدس محل إجماع الجميع دون التدخل في مشاكل جانبية.