غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

والدة الأسرى وسنديانة المقاومة تتقدم الزحوف الهادرة.. الحاجة أم إبراهيم بارود أول الواصلين إلى عرس الانطلاقة 

الحاجة أم إبراهيم بارود.jpg
شمس نيوز - وليد المصري

بوقارٍ واتزانٍ تجلس أم إبراهيم بارود والدة الأسير المحرر إبراهيم بارود، على كرسيِ الفخار في مقدمة صفوف مهرجان الانطلاقة الجهادية الـ36 لحركة الجهاد الإسلامي؛ مرتديةً على رأسها قبعة مرسوم عليها خريطة فلسطين في وسطها الرقم 36 على شكل بندقية في قلبها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة، وبجانبها مكتوب عبارة: "الشهداء بشائر النصر"، وهو الشعار الذي اتخذته الحركة عنواناً لانطلاقتها هذا العام. 

تحت أشعة الشمس المتوسطة في كبد السماء، وفي ظل الأناشيد الجهادية والحماسية، تُوزِّع أم إبراهيم نظراتها التي تشي بالفخر والاعتزاز بمسيرة هذه الحركة الكبيرة، مُسجِّلةً اسمها في سجل أول الحاضرين للمهرجان الجهادي (الشهداء بشائر النصر) على أرض الكتيبة غرب مدينة غزة. 

تُحدِّق الحاجة السبعينية إلى منصة المهرجان العملاقة التي يظهر على يمينها مجسم لبوابة مخيم جنين في إشارة واضحة لوحدة الساحات وعدم انفصالها عن بعضها، وعلى يسارها مجسمٌ لباب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك الذي يُحاول الاحتلال تهويده على مدار الوقت؛ في دلالة على الإسلامية الخالصة للمسجد المبارك وأبوابه وباحاته، ومن ورائها الحشود الهادرة التي تتوافد تباعاً لتجديد البيعة مع المقاومة والوفاء للشهداء. 

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت إبراهيم بارود في الثاني من أبريل/ نيسان 1986 من منزله في مخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة، وقضت محكمة الاحتلال آنذاك بسجنه 27 عاماً، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في فعاليات المقاومة، كما اعتلقت عدداً آخر من أبنائها.

إبراهيم الذي اعتقل يوم أن كان عمره لم يتجاوز الـ23 عاماً، خرج بعد 28 عاماً وهو ابن الخمسين ربيعاً، إذ ترك أهله شاباً يافعاً وعاد إليهم مسناً، لكن مدرسة "الحنان والحب" التي أسستها له والدته ستعوضه عن أيام الأسر، كما تقول. 

مراسل "وكالة شمس نيوز" الذي تواجد مبكراً في أرض الكتيبة استعداداً لرصد الحشود وتغطية فعاليات الانطلاقة، التقى بالحاجة أم إبراهيم، التي وجهت المباركة إلى حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها العطرة، مُبرِقةً بالتحية إلى الأمين العام الأستاذ زياد النخالة وقيادات الحركة وأنصارها، ومُوجِّهةً التحية إلى أرواح الشهداء الأبطال الذين خضَّبت دماؤهم ثرى فلسطين، ورسموا خارطة الطريق بدمائهم.

وأوضحت الحاجة بارود أن حركة الجهاد الإسلامي مازالت ثابتة على درب الجهاد ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وصد عدوانه وتغوله على المقدسات والأرض والعرض. 

أثناء حديث الحاجة السبعينية، علت أصوات الأناشيد الجهادية ما دفعها للقول إن "هذه الأناشيد تبث فينا العزيمة والإصرار على التمسك بطريقنا القويم وخيارنا الصحيح والوحيد وهو طريق النضال والمقاومة والفداء".

وهُجِّرت الحاجة أم إبراهيم بارود، وهي ذات 10 أعوام، من قرية بيت داراس التي دمرها الاحتلال في العام 1948م، وأقام الاحتلال عليها عدة مستوطنات، قصفت طائرات الاحتلال منزلها 4 مرات خلال العدوانات المتكررة على قطاع غزة.  

لذلك، دعت الحاجة أم إبراهيم الفصائلَ الفلسطينيةَ كلها بأن تحذوا حذو حركة الجهاد الإسلامي، وتبني استراتيجياتها التي تنطلق منها دفاعاً عن شعبنا الفلسطيني الصامد على أرضه، وصد العدوانات الإسرائيلية الهمجية. 

كما طالبت بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام على الفور، وتصويب البوصلة نحو القدس والمسجد الأقصى، وتوحيد الجهد الفلسطيني؛ لدحر الاحتلال، واستعادة الأرض المغتصبة، وتحرير المقدسات والأسرى، وعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم. 

واختتمت حديثها بالدعاء بالنصر والتمكين والسداد للمقاومة، والترحم على أرواح الشهداء الأطهار، والحرية للأسرى.