لم يمضِ سوى دقائق معدودة على وصول شهداء وجرحى مجزرة إسرائيلية جديدة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى، مساء يوم الأربعاء (18 أكتوبر 2023) حتى خرجت ممرضة باكية من هول المشاهد التي رأتها بأم عينيها لتصيح غاضبة: "حرام عليكم! وينكم يا عرب؟ وينكم يا مسلمين؟".

صرخات الممرضة التي وثقها مراسل "شمس نيوز" تعبر عن فظاعة المشاهد التي رأتها الممرضة عندما وصلت الإصابات والشهداء من النساء والأطفال وكبار السن إلى قسم الاستقبال عبارة عن أشلاء ممزقة بشكل متتالي في مجزرة تقشعر لها الأبدان.

تقترب الممرضة بسرعة عالية نحو كاميرات الإعلام صارخة بشكل جنوني: "وينكم يا صحافة؟ وينكم يا عالم؟، والله مش قادرين، لا نستطيع أن نتحمل ما يجري، أعداد كبيرة من الإصابات والشهداء ملقاة على الأرض، جثامين النساء والأطفال والرجال مكدسة فوق بعضها البعض".

تحاول الممرضة أن تصدح بأعلى صوتها إذ أصابها التعب والإرهاق من شدة الصراخ لتقول: "الأطفال والنساء ماتوا، كل الإصابات والشهداء التي ارتكبت في المجزرة استهدفت المدنيين والأمنين والأبرياء، اصحوا يا عرب اصحوا يا مسلمين، احنا تعبنا، احنا بنموت".

ترفع الممرضة يديها عالية وهي ترتجف من هول الفاجعة التي حلت في مستشفى شهداء الأقصى؛ وبصوت مليء بالحزن والألم والمعاناة الشديدة تقول: "مش عارفين وين انحط الأطفال، مش عارفين وين انحط الشباب والنساء".

تتطاير الدموع من عيون الممرضة يُمنة ويسرة تزامنًا مع بحة حادة أصابت صوتها: "ارحمنا يا الله، ما النا غيرك يا الله، الكل مات، انقذنا يا الله"، لتختتم رسالتها الحادة بـ -حسبنا الله ونعم الوكيل-.

وأصيب واستشهد في مجزرة عائلة موسى التي وقعت في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة العشرات من النساء والأطفال والشيوخ، إذ استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي العائلة دون سابق إنذار، لتضاف إلى سجل المجازر الإجرامية الإسرائيلية التي ارتكبت منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".