بعد أيام من التهديدات اليمنية بالتدخل لنصرة قطاع غزة والتظاهرات الحاشدة التي طالبت بمثل هذا التدخّل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ليل أمس أن سفينة حربية أميركية اعترضت صواريخ ومسيّرات انطلقت من اليمن، وقال ناطق باسم الوزارة إنها ربما كانت متجهة صوب "إسرائيل" وإنها أطلقت من اليمن.
في هذا الوقت، تُواصل واشنطن مباحثاتها مع قيادات عسكرية رفيعة في الحكومة الموالية لـ«التحالف»، في ما يبدو محاولةً لاحتواء أيّ مشاركة عسكرية لقوات صنعاء في معركة «طوفان الأقصى». ومع تصاعد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في قطاع غزة، وارتفاع مؤشّرات توسّع الحرب، كثّف المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، والسفير الأميركي، ستيفن فاجن، تحرّكاتهما لدى «المجلس الرئاسي» وقادة التشكيلات المسلّحة بشكل لافت خلال الأيام الماضية، بالتوازي مع بدء رئيس أركان القوات التابعة لحكومة عدن، الفريق صغير بن عزيز، منذ عودته من الولايات المتحدة منتصف الأسبوع الفائت، سلسلة ترتيبات في عدد من المناطق العسكرية.
وعلى مدى الأيام الماضية، عقد فاجن، في الرياض، سلسلة لقاءات مع أعضاء «المجلس الرئاسي» الذين يقودون تشكيلات عسكرية، كما التقى قيادات رفيعة المستوى في «حزب الإصلاح»، على صلة بالميليشيات المنتشرة في جبهات مأرب وحجة، أو في تعز ووادي حضرموت. والظاهر أن فاجن يسعى، من خلال ذلك، إلى حضّ تلك القيادات على إنهاء خلافاتها، وتوحيد الجهود في إطار «المجلس الرئاسي»، بهدف مواجهة أيّ تصعيد محتمل من قِبل صنعاء.
في السياق، كشفت مصادر مطلعة، في حديث إلى «الأخبار»، أن الجانب الأميركي بدأ بالتنسيق مع قيادة قوات حكومة عدن والتشكيلات التابعة لـ"التحالف" في المحافظات الجنوبية، منذ ما بعد عملية «سيف القدس»، في أيار 2021، عندما أعلنت «أنصار الله» أنها ستكون جزءاً من أيّ حرب إقليمية للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
ووفقاً للمعطيات المعلَنة وقتذاك، فإن قيادة الجيش الأميركي وعدت صغير بن عزيز، المحسوب على أبو ظبي، بتقديم المزيد من الدعم العسكري واللوجستي لقواته في إطار ما يسمّى "مكافحة الإرهاب".
وتتمحور المخاوف الأميركية، خصوصاً، حول أيّ ردّة فعل قد تطال الملاحة البحرية في باب المندب، وهو ما عكسه لقاء السفير الأميركي، العميد طارق صالح، قائد الفصائل العسكرية المنتشرة في أجزاء واسعة من الساحل الغربي وباب المندب، والذي عاد واجتمع بابن عزيز - بعد عودة الأخير من واشنطن - حيث نقل إليه رسالة من قيادة القوات المركزية الأميركية.