غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

 تفاصيل مؤلمة ومؤثرة لحظة الإعلان عن استشهاد عائلة الزميل وائل الدحدوح

وائل الدحدوح.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

"الغارات مستمرة ومتواصلة على قطاع غزة وأعداد الشهداء من الأطفال والنساء كبير جدًا" بهذه الجملة لخص الزميل الصحفي وائل الدحدوح المشهد في القطاع على قناة الجزيرة القطرية قبل أن يختفي فجأة عن الشاشة، "وائل أين أنت؟"، كانت رسالة عاجلة قد وصلت وائل على هاتفه الخاص: "الاستهداف الأخير في مخيم النصيرات كانت لمنزل العائلة".

فور اتجه وائل بمركباته مع طاقم قناة الجزيرة من مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، كانت دقائق مؤلمة ومؤثرة جدًا، فقد نصب الصحفيون عدسات الكاميرات بعدما اتضح المشهد.

وأعلنت مصادر طبية استشهاد زوجة وائل الدحدوح وابنته وابنه محمود، تفاجأ وائل من مشهد انتظار عدسات الكاميرات في مستشفى شهداء الأقصى، وتزامنًا مع وصوله داخل المستشفى وصلت سيارة مدنية تحمل طفلة صغيرة من عائلة الدحدوح وبعضًا من النساء.

كانت الدموع حكاية لقاء اللحظة الأولى ما بين وائل وأبناء عائلته، حمل وائل الطفلة الصغيرة بين ذراعيه عله يدب في قلبها الروح، وإلى جانبه سقطت سيدة من العائلة على الأرض من هول الصدمة وعدم القدرة على التركيز.

صرخ عدد من الصحفيين والمسعفين في وجه الناس التي تجمعت حول وائل لتسمح له بالدخول لقسم الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى، أسرع وائل لوضع الطفلة الصغيرة على سرير المرض ليتركها مع الأطباء المختصين.

في تلك اللحظة الأليمة وصل عدد من أبناء العائلة إلى قسم الطوارئ، كان الشاب قد عصب رأسه بالشاش والدماء ما زالت مطبوعة على قميصه الممزق، تبين أنه نجل الزميل وائل الدحدوح، فورًا وجه له سؤالا استفهاميًا، "أين أخوك؟".

حاول بعض الزملاء الصحفيين تهدئة وائل قدر المستطاع بإبلاغه أن أبنائه وزوجته في قسم أخر من المستشفى لكن قلب وائل كان موجوعًا فسألهم مباشرة: "في الثلاجات؟"، هز نجله رأسه بألم شديد، وكانت الدموع تنهمر من عينيه.

تماسك وائل أمام عدسات الكاميرات وانتقل إلى جانب الصحفيين أبرزهم هشام زقوت مراسل قناة الجزيرة ليبحث عن زوجته وابنته وابنه، قاده الصحفيون مجتمعون إلى خيمة الشهداء المجهولين، هناك كانت الصدمة والفاجعة؛ لكن وائل أثبت قوته وصموده وتماسكه عند رؤية نجله شهيدًا.

في تلك اللحظة جلس وائل على ركبتيه وبدأ يُمرر يده على جسد ووجه نجله الشهيد وهو يردد: "بدك تصبح صحفي يا محمود؟"، ثم يحاول وائل بيده اليسرى إزالة الدموع التي تجمعت أمام عينيه وبدأت تسيل على خديه.

عاد وائل وأمسك نفسه وهو ينظر إلى زوجته وابنته وابنه قائلًا: "هادي أهداف إسرائيل؛ لكن معلش، الحمد لله، الحمد لله، كلنا شهداء مع وقف التنفيذ!"، وغادر وائل الخيمة باكيًا نحو أبناء عائلته ليقول كلمته للصحفيين: "الدموع التي رأيتموها ليست حزنًا أو يأسًا، إنما دموع الفخر والعزة والكرامة".

وفي تفاصيل استهداف عائلته قال وائل: "عندما طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي قطاع غزة بمغادرة المدينة والاتجاه جنوب وادي غزة وحذر العائلات الفلسطينية من الاستهداف والاغتيال، دعا وائل عائلته لمغادرة المكان والانتقال إلى المكان الآمن في مخيم النصيرات وسط القطاع حيث منزلًا آخر للعائلة".

لم تتمكن عائلة وائل الدحدوح من النزوح إلى مدارس الأونروا والمدارس الحكومية نظرًا لاكتظاظها بآلاف العائلات النازحة من شمال القطاع ومدينة غزة، الأمر الذي دفع العائلة للمكوث في منزل العائلة بمخيم النصيرات عله يكون منزلًا آمنًا لهم ولأطفالهم، هكذا قال وائل الدحدوح.

لكن وائل أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يؤمن مكره ولا يوجد مكان آمن في قطاع غزة إلا وتعرض للقصف والدمار ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.

بعد أن ألقى وائل نظرة الوداع على زوجته وابنه وابنته في مستشفى شهداء الأقصى، عاد إلى منزل العائلة عله ينقذ ما تبقى من الأشخاص من تحت ركام المنزل الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي فور رؤوس ساكنيه، إذ تشير المعلومات بأن أكثر من 70 فرًا كان داخل منزلي عائلة الدحدوح وعوض المتلاصقان.