كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخشى أن تتحول الحرب على غزة إلى "حرب أميركية"، بسبب عدم بلورة "تل أبيب" خطة مسبقة لإنهاء المعارك.
ولفت الكاتب في الصحيفة تسفي بارئيل إلى أنّ الأميركيين يخشون أن يجدوا أنفسهم متورطين في الوحل الغزي بفعل عجز إسرائيل عن الخروج من القطاع حتى لو تمكنت من إسقاط حكم حركة حماس، مشيراً إلى أن الأميركيين تعلموا من تجربتي أفغانستان والعراق أن المكوث الطويل للقوات في البلاد المحتلة سيتحول إلى "ضرر استراتيجي".
ولفت بارئيل إلى أن المرونة التي ستتعامل بها الولايات المتحدة مع الحرب الإسرائيلية على غزة تتعلق بشكل أساس بمخطط "تل أبيب" لإدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.
وأضاف أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تتبنى الموقف الإسرائيلي بعدم السماح لحركة حماس بمواصلة حكم قطاع غزة بعد الحرب، إلا أن أحداً ليس بوسعه تحديد الطرف الذي يمكنه أن يتولى إدارة القطاع بعد حماس.
وبحسب بارئيل، فإن بايدن "يخشى أن تتحول الحرب الإسرائيلية على غزة إلى نسخة أخرى من الحرب السعودية على اليمن، التي تتواصل على الرغم من أن الرئيس الأميركي كان قد دعا بعد شهر من توليه الحكم إلى وقفها بشكل فوري، فضلاً عن إصداره قراراً بوقف تزويد السعودية بالمعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ عملياتها داخل اليمن".
ولم يستبعد بارئيل أن يبادر الأميركيون إلى بلورة خطة لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، حتى لا تتورط "إسرائيل" في الوحل الغزي لسنوات طويلة بشكل يفضي إلى تورط الولايات المتحدة فيه.
ووفقاً للتقرير، فإنّ المسؤولين الأميركيين منغمسون بالفعل في اتصالات تهدف إلى بلورة مثل هذه الخطة، وتحديداً كل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، اللذين بحثا مسألة اليوم التالي للحرب على غزة مع قادة في المنطقة، وتحديداً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتوقع بارئيل أن تتعرض "إسرائيل" لحملة من الضغوط الأميركية من أجل التوافق على مخطط اليوم التالي للحرب على القطاع، لافتاً إلى أن جنرالات في واشنطن يحذرون "إسرائيل" من مغبة الوقوع في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
وذكر الكاتب في الصحيفة أن احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان استمر 20 عاماً، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن أعلنت في بداية الحرب أن هدفها القضاء بشكل مطلق على حكم حركة طالبان، وتدشين نظام حكم جديد، لكن ذلك انتهى بتوقيع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على اتفاق يشرع عودة طالبان إلى حكم البلاد.
وأبرز بارئيل أن خطة الخروج من العراق التي وضعتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في عام 2014، تهاوت في أعقاب صعود تنظيم "داعش"، ما أجبر الولايات المتحدة على مواصلة التورط الأميركي في الوحل العراقي حتى الآن.