غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من حجر "فارس عودة" إلى عمليّاتٍ من "مسافة صفر"!

شمس نيوز -

هبة دهيني

لم تنقطع صلة الحجارة بفلسطين أبدًا، فهذه البلاد الّتي تحارب كيانًا بأسلحةٍ هائلةٍ وإدارةٍ "حمقاء"، أطلقت أولى صواريخها "الحجر"، وكانت ذخيرتها "الروحية" مقياس ثباتها وعزيمتها. فحين يُحكى عن أبطال فلسطينَ يُحكى عن الدّم المناضل والصّرخات التي ما انطفأت رغم أنَف الاحتلال، عن حجرٍفي يد "فارس عودة" انطلق ليصبح عبوة من صناعة محليّةٍ تدمّر الاحتلال من "مسافة صفر"!

في الثامن من تشرين الثاني عام 2000، رمى طفل فلسطيني الحجارة على دبابة "إسرائيلية" قرب معبر المنطار شرق قطاع غزّة، خلال الشهر الثاني من انتفاضة الأقصى.

تصدّى الطفل الفلسطينيّ "فارس عودة" بحجارته الصغيرة لدبابتهم بجبروتها الوهميّ، وتصدرت صورته المجلات والصحف العالمية. وقتها، أدرك العالم بأكمله أنّ النضال يولد مع الطفل الفلسطينيّ من لحظة إبصاره الأول للنور، فكيف يرضى طفلٌ بالولادة في وطنٍ مسلوب من دون مقاومة عدوّه؟ "فارس عودة" طفلٌ بمثابة "بوصلة"، طريقه واضحٌ وبصيرته أنارت قطعة الحجر الصغيرة في يده، وللآن، يمسك المقاومون بحجر "فارس"، فيغدو ببركة الله رصاصة وعبوة وصاروخ ومسيَّرة!

في الواحد والعشرين من شهر آب عام 2021، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو يظهر شابًّا فلسطينيًّا استطاع الإمساك بفوهة سلاح قناص "إسرائيلي" يختبئ خلف جدار إسمنتيّ على حدود قطاع غزة، وأطلق النار عليه من مسدس، من "مسافة صفر"، وصادف ذلك انطلاق مسيرات شعبية رفضَا لاستمرار الحصار على قطاع غزة، وإحياءً للذكرى ال52 للتعدي على المسجد الأقصى بإحراقه على يد شخص أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهن، في التاريخ نفسه من عام 1969، والتهمت النيران حينها كامل محتويات الجناح الشرقي للجامع القبلي في الجهة الجنوبية من المسجد، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين.

"مسافة صفر" الّتي زرعها الشاب الفلسطيني الذي يرجح أنه يبلغ من العمر 17 عامًا، هي إكمالٌ لمسيرة حجر "فارس" وبوصلته التي لن تتزعزع حتى تحرير آخر شبر من بلادنا، وحتى يسقط "الجدار".

في الثاني من تشرين الثاني الجاري، صارت الرصاصة عبوة فجّر فيها المقاومون الفلسطينيون دبابة "إسرائيلية" من "مسافة صفر" شرق حي الزيتون في قطاع غزّة، في استمرار المقاومين الفلسطينيين لأن يجعلوا للصفر قيمة!

أما يوم السبت في الرابع من شهر تشرين الثاني الجاري، فقد استطاع المقاومون "بالولّاعة" أن يشعلوا دبابة أخرى من "مسافة صفر"، لا بل واستطاعوا أن يزرعوا

فوقها أثرهم، علم مقاومتهم التي لا تموت رغم أنف محتلّي الأرض.

إنّ غزّة ستكون - بأيدي شبابها - لعنةً على رؤوس الاحتلال، هذا ما أكّده لنا "الملثّم"، بعدما أكّد بأن شباب المقاومة الفلسطينية دمروا 24 آلية عسكرية "إسرائيلية"، وأنّ حربنا "سيخلّدها التّاريخ".

يا شباب مقاومتنا، ويا رجالًا أبصروا طريقهم بحقّ، إنّ حجر "فارس عودة" حيّ فيكم، يزيدكم عزمًا بأنّ الرّوح هي أصل الثّبات، وبأنّ "المسافة صفر" شيء اعتياديّ، كقهوة كلّ صباح، لكنّها لا تخسر لذة الرشفة الأولى، فأذيقونا حلاوة عمليّاتكم، ليشربها العدوّ مرارة!