كمال عزام

ما انفك الإعلام العبري والغربي عن تزييف حقائق المجازر المرتكبة من قِبل الإحتلال الصهيوني على قطاع غزة. سعياً منه لتضليل الرأي العام، وإقناعه بأن المجرم القاتل هو الضحية في هذه الحرب الكونية، التي تشنها الإدارة الأمريكية وحلفها الاستعماري الغربي، ضد قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته الـ 365 كيلو متراً مربعاً.

في خضم التضليل الإعلامي المتواصل، وتحت الغطاء الذي يوفره الحلف الأمريكي الغربي، نفذ العدو الصهيوني جريمته بقصف المستشفى المعمداني وما تلاها من مجازر على امتداد القطاع، وطالت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، وآلاف البيوت السكنية والمؤسسات، سقط خلالها نحو 10000 شهيدا جلهم من الأطفال والشيوخ والنساء..

ونتيجة هول مجزرة المستشفى المعمداني، ادعت سلطات الاحتلال عدم استهدافها المستشفى، وتم إتهام المقاومة الفلسطينية بأنها من قصفت المستشفى، عن طريق الخطأ. نافضا يده من المجزرة الموصوفة... ولم تقو وسائل الإعلام "الإسرائيلية" وأكاذيبها المتلاحقة على الصمود في وجه الحقائق التي لا يمكن تغطيتها بغربال الأكاذيب التي تتقن فبركتها المؤسسة الإعلامية الصهيونية.

وآخر ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية، الذي ضاعف من فضيحتها، هو تصريح وزير التراث بحكومة العدو "الإسرائيلي" "عميحاي إلياهو" في مقابلة داخل إذاعة عبرية، قال فيه: "إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن"، وأضاف: "أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى "إسرائيل" إعادة إقامة المستوطنات فيه "، هذا التصريح كان قنبلة نووية على حكومة الإحتلال، اضطرت رئيس حكومة العدو على وزيره بالقول: "إن تصريحات إلياهو منفصلة عن الواقع، وإن "إسرائيل" والجيش "الإسرائيلي" يتصرفان وفقاً للقانون الدولي لتجنب الإضرار بغير المقاتلين"، وبدل أن "يكحلها عماها"!

أما عضو "الكنيست" إسحاق كروزر، فقد قال لوسائل الإعلام العبرية: "يجب محو قطاع غزة عن الخريطة من أجل بعث رسالة إلى سائر أعدائنا".

ان الكذب "الإسرائيلي" المتمادي، الذي شارك به الرئيس الأمريكي جو بايدن والكثير من المسؤولين في إدارته، ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية، سرعان ما انقلب السحر على الساحر، وارتد على أصحابه، بعدما فضحت المجازر المتواصلة والإجرام المتمادي كل أكاذيبهم.. فالحقيقة لا يمكن تغطيتها بغربال!..