غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الطفل عاصف أبو مهادي.. صاروخ إسرائيلي دمر مستقبله وحلمه بات طرف صناعي

عاصف أبو مهادي
شمس نيوز - مطر الزق

يشعر الطفل عاصف أبو مهادي بالفرح والسرور أثناء حراسة المرمى لمنع كرة القدم من الدخول لشباكه، كان يحلم بأن يصبح لاعبًا عالميًا مشهورًا؛ لكن حلمه بات بعيد المنال عقب استهدافه ومجموعة من الأطفال بصاروخ إسرائيلي دمر مربعًا كاملًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

الطفل عاصف بترت قدمه اليمنى فيما أصيب شقيقه بجروح طفيفة في وجهه وبعضَا من أصدقائه استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي، يقول عاصف لـ"شمس نيوز": "كنت ألعب في الشارع كرة القدم مع أصدقائي وعندما سقطت الكرة في حقل زراعي طلبت الإذن من صاحب الحقل لاستعادتها وفي اللحظة التي وصلت فيها لمكان الكرة تم استهداف المنزل ولم استفق إلا بالمستشفى".

كان المشهد مؤلمًا جدًا، وصل الطفل عاصف (11 عامًا) إلى مستشفى شهداء الأقصى وقد بترت ساقه اليمنى، وبعد ساعات قليلة علم الطفل بما أصابه من بتر لساقه هنا كان شعوره لا يوصف يقول والدموع تنهمر من عينيه: "أنا طفل عمري 11 سنة، ما عمري ضربت صاروخ ولا أي طلقة نارية، ايش ذنبي تدمر إسرائيل حياتي وتحطم حلمي".

لم يستوعب الطفل ما أصابه من معاناة شديدة جدًا بعد تدمير مستقبله كلاعب كرة قدم: "أنا بحلم ولا بحقيقة مستقبلي ضاع، وحياتي مدمرة جدًا يا عالم أنا بعيش بواقع حقيقي ولا كذب".

كلمات أصابت قلوبنا بالفاجعة والألم الكبيرين، لما يعيشه الطفل عاصف؛ لكن المعاناة لم تتوقف هنا مطلقًا، فإصابته حرجة جدًا، بترت ساقه اليمنى فيما وضع الأطباء "الابلاتين" في قدمه اليسرى ورغم ذلك كتبوا له الخروج من المستشفى نظرًا لكثرة الإصابات التي تصل لقسم الطوارئ نتيجة استمرار طائرات الاحتلال بقصف المنازل المأهولة بالسكان في جميع مناطق قطاع غزة.

أشاح بيده بعضًا من الدموع التي تساقطت على قدمه المصابة وقال: "وين أروح أنا وعائلتي، بيتي تدمر بسبب القصف، لن أغادر المستشفى أنا أحتاج إلى علاجات ضرورية وأشعر بالخوف من تفاقم أعراض الإصابة".

وعندما تنسدل أشعة الشمس ويبدأ ليل يوم جديد يدخل الطفل عاصف وأسرته إلى إحدى زوايا مستشفى شهداء الأقصى للنوم؛ لكنه يبقى مستيقظًا يقلب الصور والفيديوهات من هاتفه النقال، ينظر بعينيه الدامعتين إلى إحدى المباريات التي كان يخوضها في السابق.

كان يركض بسرعة ويقفز عاليًا ليتصدى لكرة حرة قوية جدًا، لكنه تصدى لها ببسالة كأنه أفضل لاعب في الملعب، ينظر إلى صوره القديمة ودموعه تنهر كالنهر الجارف: "أملك زي رياضي لونه أزرق غامق وفاتح وكرتين قدم وجرابين رياضية وقفازات لحراسة المرمى" يتوقف برهة من الوقت عند تلك الصور لينفجر بصوت عالِ: "أنا أيش ذنبي كنت بحلم أصير لاعب كرة قدم والآن كيف بدي أحقق حلمي".

أكثر ما يحلم به الطفل عاصف أبو مهادي بعد أسبوع من بتر ساقه أن يحصل على طرف صناعي ليستعيد عافيته ويكمل مسيرته الكروية والتعليمية إذ يقول: "كنت مسجل اسمي في نادي كرة قدم؛ لأصبح من أمهر اللاعبين في المستقبل وأنافس اللاعبين العالميين"، إذ أشار إلى أنه يحب ويشجع نادي ريال مدريد الاسباني.

ويتمنى الطفل عاصف بأن يعود إلى مدرسته لأكمل مسيرته العلمية كغيره من الطلبة، الذين فقدوا الأمن والأمان والحق في التعليم منذ حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" ضد سكان قطاع غزة.

تحاول والدته إخفاء الهاتف النقال من عاصف لكنها تستسلم عندما تجده باكيًا شارد الذهن مكتئبًا نتيجة ما أصابه، تقول: "أعطيه الهاتف ليتسلى ويقضي الوقت بسرعة دون الألم، لكن أجده في الليل يقلب الصور والفيديوهات القديمة ويبكي بحرقة على ما أصابه".

ويخشى الطفل كما تقول والدته من حديث أصدقائه الأطفال في المستقبل عندما يعود إلى المدرسة، إذ يكشف لها في ساعات الليل عن مخاوفه بعد بتر ساقه يقول: "بكرا لما انروح واتخلص الحرب أصدقائي بدهم يحكولي أبو رجل مقطوعة ويضحكوا عليا"، في هذه الكلمات الصعبة لم تتمكن الأم من تماسك نفسها فتبكي حرقة على شعور طفلها الذي فقد اغلى ما لديه لتحقيق حلمه.