غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

العيد الأول لكنان..

صورة غزيون يحتفلون بأعياد ميلاد أبنائهم بعلب السردين والتونة رغم الظروف القاهرة بمدارس الإيواء

مدارس الأونروا للنازحين خيام
شمس نيوز - مطر الزق

يحتضن الطفل كنان بين قدميه "علبة السردين" التي تعلوها شمعة على شكل رقم واحد، فيما تشتعل إنارة الشمعة أمام عينيه اللتان امتلأتا بالفرح والسعادة، في الوقت ذاته زاد التصفيق وارتفعت الضحكات، رغم تضاعف الآلام والمعاناة الشديدة بين النازحين في مدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بدير البلح وسط قطاع غزة، جراء حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" ضد السكان المدنيين منذ 39 يومًا على التوالي.

احتفل "كنان جهاد" أمس بعام ميلاده الأول في مدرسة للإيواء، إذ نزح برفقة أسرته من حي الشجاعية نتيجة تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف منطقة "تل المنطار"، لينتقل إلى مدارس "تل الهوا" وبعد نحو أسبوع تقريبًا انتقلت الأسرة نتيجة القصف الإسرائيلي في محيط المدرسة وخطورة القصف الإسرائيلية إلى مدينة دير البلح وسط القطاع.

ورغم معاناة العائلة المتفاقمة كغيرها من الأسر النازحة بالمدارس؛ إلا أنها حاولت أن تخرج عن المألوف وترسم الفرحة والسرور داخل قلوب الأطفال في ذكرى عيد ميلاد طفلها لاسيما وأن هذا الميلاد هو العيد الأول له، فقد كانت العائلة ترغب بإقامة حفل ميلاد كبير في منزلها لكن ظروف الحرب حالت دون تحقيق ذلك الحلم.

في مثل يوم الاثنين (13 نوفمبر) من العام الماضي، انطلقت صرخة مدوية في منزل عائلة كنان لتعلن عن قدوم المولد البكر، حينها ارتسمت الابتسامات وهلت الأفراح والمسرات بالمنزل، وأقسمت الأسرة بأن تحتفل في عيد ميلاه الأول بشكل أوسع وأكبر كغيره من الموالد؛ لكن حلمهم بات بعيدًا بسبب حرب الإبادة.

مع اقتراب عيد ميلاده الأول تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية أزالت الأسرة الصغيرة فكرة الاحتفال بميلاد طفلها، لكن عمه "محمد" كان له رأي آخر إذ أقدم على شراء طقوس عيد الميلاد من "طاقية وشموع" مستغلًا تكدس الأطفال في الصف المدرسي ليغنوا بشكل جماعي: "عيد ميلاد سعيد يا كنان".

أما جدته التي استبدلت على سبيل المزاح الكعك والمكسرات والحلويات بعلب التونة والسردين التي توزعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا على النازحين، قائلة: "نبكي كل يوم على الشهداء والجرحى ونتألم على ما يجري لبيوتنا وحاراتنا وشعبنا، لكننا لا نستطيع أن نفعل شيء سوى الدعاء بالصبر والثبات والنصر على المحتل".

تخترق مشاعرها حاجز قلبها بعدما استعاد شريط ذكرياتها قبل أيام قليلة فقط بعضًا من صور الشهداء والدمار والقتل لتضيف: "تغيرت حياتنا بشكل كلي وبدأنا نصارع الوقت لتوفير مقاومات الحياة فقط من أجل الوقوف على القدمين"، مشيرة إلى معاناة أبنائها في توفير مياه الشرب والخبز والدقيق ومأكل في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية.

رغم ما روته جدة كنان؛ إلا أنها تمسكت بالحياة والفرح والسرور لأسباب متعددة أبرزها وفقًا لما تقول الوضع الإنساني السيء في مدارس اللجوء تحديدًا، بحاجة إلى بعضٍ من تفريغ الهموم والأحزان القاتلة، لتشير إلى أنها استغلت موعد عيد ميلاد حفيدها، لتستعيد قوتها المنهارة بسبب ما تسمعه من قصص تشيب لها الولدان لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ أن جاء اليوم المشهود لعيد ميلاد حفيدها فورًا أعدت له صينية مليئة بعلب التونة والسردين ثم وضعت عليها شمعة وألبست حفيدها طاقية عيد الميلاد، وهنا ارتسمت الفرحة وعادت الضحكات لأطفال وبنات العائلة بعد 38 يومًا من الخزن والألم.

يُشار إلى أن المئات من النساء الفلسطينيات في مدارس الإيواء النازحين، أو المباني السكنية أنجبن أطفالًا جدد أثناء الحرب على غزة، فيما قتلت "إسرائيل" بدم بارد منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 11500 فلسطيني بينهم نحو 4609 أطفال.

عيد ميلاد سعيد.jpg