أكد الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي "توم مهجار" أن المقاومة الفلسطينية حققت انتصارًا كاملًا على "إسرائيل" عبر 3 معاير حاسمة فرضت من خلالها قواعد اللعبة وتحكمت بالميدان، محذرًا من استمرار الحرب ضد سكان القطاع.
وأوضح الكاتب مهجار في مقالة له بعنوان: "إسرائيل لن تنتصر في هذه الحرب، فحماس حماس فرضت قواعد اللعبة بثلاثة معايير حاسمة" نشرها على صحيفة هآرتس الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء (29 نوفمبر 2023)، بأن على قادة إسرائيل أن يعترفوا بالهزيمة أمام مقاومة غزة.
تغطية متواصلة على قناة وكالة "شمس نيوز" في "تليغرام"
وقال: "لا يهم عدد الضربات الوحشية التي يتعرض لها قطاع غزة وسكانه، إنما الحقيقة المؤلمة أن المقاومة في غزة، وفي أعقابها "حزب الله"، قد جروا "إسرائيل" إلى حرب بدأت بمبادرة هجومية منهما وبفشلنا الفظيع، فالعمليات العسكرية لن تنجح في تغيير الوضع السياسي الذي وجدنا أنفسنا فيه".
ويتمثل المعيار الأول وفقًا للكاتب مهجار بالوضع غير المسبوق الذي نجحت حماس وبعدها "حزب الله"، في خلقه على حدود القطاع وعلى الحدود الشمالية، بعد السابع من أكتوبر، وبعد فقدان الأمن الشخصي في "إسرائيل" عقب ذلك، إذ أن نحو 120 ألف إسرائيلي تركوا أماكن سكناهم في النقب الغربي وفي منطقة الشمال، وهم "مهجرون داخل إسرائيل" منذ أسابيع.
وشكك مهجار بهدف القضاء على حماس، بينما توقع استمرار "حزب الله" في ترسيخ معادلة إطلاق النار المتبادل في الشمال ومحاولة الاختراق إلى داخل الكيان ويعني ذلك، أنه كلما طالت الحرب فالكثير من المواطنين لن يعودوا إلى بيوتهم.
وفيما يتعلق بالمعيار الثاني كما يقول مهجار "هو الإضرار الكبير بسياسة إسرائيل للتوصل إلى التطبيع مع العالم العربي، وعلى رأسه السعودية.
وأشار إلى أن "إسرائيل" كانت على شفا التوقيع على اتفاق تاريخي بين أمريكا والسعودية وإسرائيل، لكن المقاومة في غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى مركز جدول الأعمال الإقليمي والدولي، وكلما استمرت إسرائيل في حربها الوحشية في قطاع غزة سيزداد الضغط على العالم العربي لاتخاذ موقف قاطع ضدها، موقف لن يعيد الدولاب إلى الوراء، فالحديث يدور عن إضرار كبير بالآفات التجارية – الاقتصادية التي سعت إسرائيل إليها، والتطلع إلى شرعية إقليمية أمام السعودية وحلفائها في المنطقة والعالم".
أما المعيار الثالث يرى الكاتب مهجار بأن صفقة التبادل التي تم تنفيذها تبرهن على اضطرار "إسرائيل" إلى التنازل لحماس والاستجابة بدرجة لا بأس بها لمصالحها، يمكن الافتراض أن الضغط داخل "إسرائيل" سيزداد بعد تنفيذ الصفقة الحالية؛ من أجل تنفيذ جولات أخرى من التبادل مقابل هدنة طويلة المدى وإطلاق سراح أسرى "لهم وزن"، أما إذا رفضت إسرائيل فستضطر التضحية بالجنود في مهمات ذات شك كبير في أن تؤدي إلى إطلاق سراح أسرى إسرائيليين على قيد الحياة، الأمر الذي سيثير توتراً شديداً في المجتمع الإسرائيلي.
ويدعي الكاتب الإسرائيلي بأن إسرائيل ستهزم حماس وسلطتها خلال بضعة أشهر، ولكن مسؤولية استمرار السيطرة على القطاع وسكانه ستلقى على إسرائيل في هذا الواقع الجديد، وهناك شك إذا كانت هذه الهزة القوية ستجلب الأمن، أو قد تخلد وضعاً دائماً من القتال والخسائر، وهذا نعرفه من قطاع غزة قبل عملية الانفصال، ومن جنوب لبنان.
وأمام كل تلك المعطيات قال الكاتب: "حان الوقت لنعترف بأننا لن نحقق انتصاراً، ولا يهم عدد الضربات الوحشية التي سنوجهها للقطاع وسكانه المساكين، الحقيقة المؤلمة أن المقاومة في غزة، وفي أعقابها "حزب الله"، قد جرا إسرائيل إلى حرب بدأت بمبادرة هجومية منهما وبفشلنا الفظيع، العمليات العسكرية لن تنجح في تغيير الوضع السياسي الذي وجدنا أنفسنا فيه".
ووضع الكاتب الإسرائيلي بعضًا من الحلول لإنقاذ الموقف في إسرائيل تتمثل فيما يلي: "أولاً، يجب العمل على وقف إطلاق النار، إجراء صفقة شاملة لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين ومحاسبة المسؤولين عن الفشل في أسرع وقت، ثم الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل وقف بعيد المدى لإطلاق النار، 15 سنة تقريباً، والعمل على تنفيذ هذا الالتزام".
ولفت إلى أن عرض هدنة طويلة المدى سيحصل على دعم العرب والعالم العربي والسلطة الفلسطينية، ولن يبقى أمام حماس أي خيار سوى الانضمام إلى هذه المبادرة، كما اقترح قادة حماس خطة مشابهة من قبل، لقد حان الوقت لمبادرة إسرائيلية سياسية تنبع من الإدراك بأن الشعب الفلسطيني لن يختفي، وأن طريقة العيش بأمان هنا من خلال الاعتراف بحقوقه وطلباته المشروعة في الاستقلال".