دمّرت الحرب "الإسرائيلية" غير المسبوقة على قطاع غزة، والمستمرة لليوم الـ 61 تواليًا، مبان تاريخية ودور نشر ومراكز ثقافية، في حين غيّبت عددًا من المبدعين في مجالات ثقافية مختلفة.

ورصدت وزارة الثقافة الفلسطينية، في تقرير، اليوم الأربعاء، ما تعرض له القطاع الثقافي من تدميرٍ واعتداءات طالت الممتلكات الثقافية، بعد شهرين من الحرب على قطاع غزة، ومواصلة اعتداءاته على كل مقدّرات شعبنا.

حيث فقد المشهد الثقافي العديد من المبدعين في مختلف المجالات عُرف منهم حتى اللحظة 28 استشهدوا من بينهم 4 أطفال، وفق التقرير.

وأشارت وزارة الثقافة، أن العدوان "الإسرائيلي" على غزة، دمّر 9 دورِ نشر ومكتبات، بالإضافة إلى تضرر عدد من المراكز الثقافية بشكل كلي أو جزئي عرف منها 21 مركزاً، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة للتدمير بما فيها 20 من المباني التاريخية، من كنائس، مساجد، متاحف ومواقع أثرية، وتدمير وتضرر 3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.

وعقّب وزير الثقافة عاطف أبو سيف، على ذلك بالقول: "إن جوهر هذه الحرب قائم على فكرة محاولة إبادة ومحو شعبنا وإزالته وتهجيره؛ لذلك فهي تستهدف كل شيء في قطاع غزة، تستهدف كل مقومات الحياة من البشر والحجر والشجر والماء".

وتابع: "فخلال حرب الإبادة هذه يتم استهداف مناحي الحياة كافة وبلا استثناء، وكالعادة فإن استهداف الحياة الثقافية في البلاد جزء من هذه الحرب المستعرة على شعبنا التي تهدف في جوهرها إلى استكمال مخطط النكبة الذي ابتدأ في العام 1948".

وأشار "أبو سيف" إلى أن "الحرب على الثقافة كانت دائمًا في صلب الحرب التي شنها الغزاة على شعبنا؛ لأن الحرب الحقيقية هي حرب على الرواية من أجل سرقة البلاد وما في هذه البلاد من قيمة غنية بآثارها وبكنوزها المعرفية والتاريخية والحضارية وما عليها وعنها من حكايات".

وأوضح تقرير وزارة الثقافة، لاستشهاد عدد من الأدباء والمفكرين والعلماء، إضافة لمصورين وأطفال كانت لهم نشاطات ومشاركات فنية وثقافية مختلفة.

كما شمل التقرير نبذة عن حياة شهداء القطاع، وعن الأماكن المستهدفة من قبل طائرات الاحتلال، وهي أماكن تاريخية ومسيحية وإسلامية ومراكز ثقافية، كان لها أثرًا كبيرًا في المشهد الثقافي الفلسطيني في قطاع غزة.