هبة دهيني – وكالة القدس للأنباء
إنّه تساؤلٌ مستمرّ، يتسلّق إلى أعماق كيانك كلّما سمعتَ عن عربيٍّ يبيع فلسطين، أنْ "كيفَ يبيع المرء عُروبته؟" فيأتيكَ الجوابُ من منبع العروبة والطّلاقة، من الّذين عرفوا كيف ينطقون قاف اللغةِ بطريقتهم؛ فخسئت دونَ قافهِمُ الأحرف.. من اليمن!
كيف يُطعم الخبز من لا يملكه! كيف يطلق الصّواريخ من حوصِر وزعموا تدمير 90٪ من قوّاته منذ 9 سنوات! يا قوّة الله الّتي تُمدّ إلى أيدي المقاومين، ويا عروبتَنا الحقّة، يا يمن.
تزامنًا مع ضربات اليمن المقاوم وتحذيراته المستمرّة للسفن "الإسرائيلية" المارة عبر البحر الأحمر نحو الكيان الغاصب، بدأت مسلسلات حرص "البيت الأبيض" على سلام الكيان المحتلّ، إذ تعمل واشنطن على تجميع قوة عمل بحرية تضمن مرورًا آمنًا للسفن "الإسرائيليّة" بعيدًا عن ضربات اليمن العزيز، مؤكّدةً على البدء بتشكيل "أوسع تحالف بحريّ ممكن".
إذ أعلن وزير الدفاع الأميركي "لويد أوستن"، الإثنين، تشكيل تحالف دولي يضمّ عشرة بلدان، هي: "الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، البحرين، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النروج، السيشل وإسبانيا"، للتصدّي "لهجمات الحوثيين المتكررة للسفن "الإسرائيلية" في البحر الأحمر" على حدّ قوله، داعيًا البلدان التي تسعى إلى ترسيخ "المبدأ الأساسي لحرية الملاحة" إلى التّكاتف لمواجهة الخطر القريب.
إذ كانت حركة "أنصار الله" قد أعلنت، الإثنين، أن "القوات المسلحة اليمنية" نفذت عملية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني، الأولى سفينة "سوان أتلانتيك" المحملة بالنفط، والأخرى سفينة "إم إس سي كلارا" المحملة بحاويات، وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين. كما حذّرت الحركة في بيانها "كافة السفن المتجهة إلى الموانئ "الإسرائيلية" من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه أخواننا الصامدون في قطاع غزة من ماء ودواء".
قوّة اليمن لن يُطفئها ضعف تهديداتهم، فقد أكّدت مصادر عسكريّة، أنّ الحرب البحرية مع العدوّ لم تبدأ حتى الآن بنظر القوات المسلحة اليمنية، وأن "كلّ العمليات ضد السفن التابعة للكيان "الاسرائيلي" والأجنبية المتجهة نحو الموانئ المحتلة، كانت عمليات تحذيرية لا أكثر، وأن القوات البحرية لا تزال تحتفظ بثقلها العسكري من زوارق وصواريخ وألغام عائمة قادرة على مواجهة المخاطر كافةً في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
تحدّت صنعاء الهيمنة الصّهيو-أميركيّة في البلاد، والضّغوط المستمرّة عليها لوقف "هجماتها" على السّفن المتّجهة إلى الموانئ "الاسرائيليّة"... صنعاءُ اليوم، كما كانت دومًا "قوّةً" تقهر العدوّ "الّذي لا يقهر"، بكلّ أشكاله، و"تهديدًا" يطالُ رأس "البيت الأبيض" الخائف من الأقدام الحافية لرجال الله، وصنعاءُ اليوم، كما كانت دومًا "كتفًا صلبًا" يتّكئ عليه محور المقاومة، وحضنًا عزيزًا يحتوي أطفال غزّة... صنعاءُ اليوم، خنجرٌ للكيان وأتباعه، ويدٌ لا تنقطع.. للمقاومة وحلفائها!