أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، أن الفصائل الفلسطينية تتعاطى بإيجابية كبيرة مع الجهود التي تبذلها القاهرة والوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال د. الهندي في مداخلة على قناة الجزيرة مباشر مساء الخميس (28 ديسمبر 2023): ""حريصون على بلورة اتفاق فلسطيني للرد على الورقة المصرية خلال الأيام القادمة"، مؤكدًا أن الفصائل تسعى للاتفاق فيما بينها لبلورة رد متفق عليه يحمل رؤية الجميع حول مجمل القضايا المتعلقة بوقف العدوان وتبادل الأسرى".
وأضاف: "نحن حريصون أن تبقى ورقة الأسرى الإسرائيليين في يد المقاومة حتى التوصل لاتفاق كامل على وقف إطلاق النار"، لافتًا إلى أن الفصائل لديها قناعة مطلقة بان الاحتلال يريد استكمال العدوان بعد استعادة أسراه؛ ولهذا السبب تريد الفصائل اتفاقًا شاملًا لوقف العدوان وانسحاب قواته المتوغلة داخل التجمعات السكنية قبل تبادل الأسرى.
وأوضح بأن الفصائل تدرك تمامًا بأن أمامها حرب أخرى ومعركة كبيرة تتمثل بإعادة إعمار ما دمرته آلة القتل والإرهاب الإسرائيلية، قائلًا: "نحن حريصون جدًا على أن تدخل معركة إعادة الإعمار ضمن أي اتفاق يتم بلورته خلال الأيام القادمة".
ونفى د. الهندي أي ضغوط تُمارس على حركة الجهاد الإسلامي أو حركة حماس قائلًا: "لا يوجد أي ضغوط على الجهاد أو حماس؛ لكن هناك حرص من جميع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى أكبر وأوسع موقف فلسطيني، لأن القضية لا تخص غزة أو الضفة فقط إنما تخص مستقبل القضية الفلسطينية بأكملها".
وأشار إلى أن الفصائل حريصة على أن يكون هناك اتفاق له بعد سياسي يحفظ وحدة غزة والضفة ويوقف العدوان في غزة والضفة والقدس، مشددًا على أن ميدان القتال هو صاحب القرار.
واستذكر د. الهندي العديد من الفيديوهات والصور التي تُصدرها فصائل المقاومة المختلفة والتي تتميز بتحسن أدائها في ميدان القتال إذ يشهد قطاع غزة كل يوم اشتباكات ومواجهات مفتوحة مع القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل التجمعات السكنية في غزة، مقابل اقتصار الأداء الإسرائيلي على ارتكاب المجازر ضد المدنيين.
وفيما يتعلق بتلويح "إسرائيل" للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة قال: "إن الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية لم يحققوا أي هدف في المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية من الأهداف الأساسية التي أعلنوا منذ بداية الحرب على غزة والتي تتمثل بالقضاء على حماس والمقاومة واجتثاث حماس من السياسة".
وقال د. الهندي: "إن الاحتلال وأمريكيا وجدوا بالذهاب إلى المرحلة الثالثة فرصة ثمينة لحل الفشل الذي مُنى به الجيش على مدار أكثر من 83 يومًا في الحرب على غزة"، مشددًا على أن قوة المقاومة وشعبنا الصامد الصابر أفشلوا أهداف الاحتلال في المرحلتين الأولى والثانية للحرب قادرون على إفشال المراحل القادمة من الحرب لا سيما الهدف الأكبر الذي يقع تحت بند "الترحيل".
وفيما يتعلق بالأسباب التي دفعت المقاومة للتمسك بوقف الحرب ثم المفاوضات، يرى د. الهندي أن هناك نحو 92% من الإسرائيليين يؤيدون استمرار الحرب ضد قطاع غزة لكن هناك اختلاف بين الإسرائيليين على طريقة وآلية وموعد الحرب، لافتًا إلى أن بعض الإسرائيليون يؤيدون استمرار الحرب بعد عودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، فيما يرى البعض الأخر ويقف على رأسهم بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير، وهم أغلبية باستمرار الحرب حتى لو كان الثمن مقتل جميع الأسرى الإسرائيليين.