شمس نيوز/ عبدالله عبيد
"إن لم نعش على هذه الأرض أحرار فبطنها أولى لنا من ظهرها"، كلمات كان يرددها دوماً الأسير الشيخ خضر عدنان، فكانت عبارة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي يريد إيصالها الشيخ عدنان، خصوصاً وأنه عانى الأمرّين داخل سجون الاحتلال.
هذا كان ملخص حديثنا مع زوجته أم عبد الرحمن، المرأة الصابرة المحتسبة أمرها إلى الله عزوجل، فكثيرة هي الأيام والليالي التي بعد عنها زوجها يصارع عتمة الزنازين وآلام الجوع لنيل الكرامة.
مفجر ثورة الإضرابات
خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة، يدخل اليوم الأربعاء يومه التاسع في إضرابه المفتوح عن الطعام بسجون الاحتلال الإسرائيلي، والذي أعلنه احتجاجاً على تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثالثة على التوالي.
في مستهل الحديث بدأت زوجة الأسير عدنان بالدعوة لزوجها بأن يقوي الله من عزيمته في معركته ضد السجان، لتقول لـ"شمس نيوز": لقد قدر الله لنا هذه الابتلاءات، فزوجي ومنذ اللحظات الأولى من زواجنا وهو معتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي، والحمدلله على كل حال".
وتضيف: هذا ليس أول إضراب يخوضه الشيخ خضر، بل يعتبر مفجر ثورة الإضرابات"، لافتة إلى أن هذا الإضراب الثالث الذي يخوضه الشيخ "عدنان".
والأسير عدنان 37 عاما، هو مفجر ثورة الإضرابات عن الطعام احتجاجا على الاعتقال الإداري بعد إضرابه لأكثر من 66 يوما في العام 2011.
قلّ فيه الرجال
رغم القوة التي تتمتع بها هذه المرأة والتي اكتسبتها من عزيمة زوجها المعتقل، إلا أن علامات القلق والحزن بدأت تظهر رويداً رويداً على نبرات صوتها، وكيف لا تقلق على "رجل قلّ فيه زمن الرجال، بمعركة داخل السجون لا يؤانسه فيها إلا اليقين على الله"، بحسب تعبير زوجة عدنان.
برهة صمت أثناء حديثها، لتبدأ أم عبد الرحمن بالدعوة لزوجها مرة أخرى: اللهم وفق الشيخ أبا عبد الرحمن وكن معه، اللهم أسقِه من ماءك وطعاما أفضل من طعامه، اللهم اجعل نصره على عدوه قريبا".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الشيخ خضر عدنان بتاريخ 08/07/2014، وحولته للاعتقال الإداري في حينه.
الأسلوب الأنجع
ووجهت الزوجة عدنان دعوة لجميع الأسرى والمعتقلين بالأخص الإداريين كزوجها بأن يشاركوا الشيخ خضر إضرابه المفتوح عن الطعام، مشددة على أن الإضراب الجماعي الأسلوب الأنجع لنيل مطالبهم وحريتهم.
كما وناشدت أحرار العالم والشعب الفلسطيني من التضامن بشكل أكبر مع قضية الأسرى وأن يدعوا لزوجها الشيخ خضر وكافة الأسرى في كل الأوقات بأن يكون معهم وينصرهم على عدوهم، وأن يفك أسرهم في القريب العاجل.
وخاض الشيخ خضر عدنان إضرابين آخرين قبل هذا الإضراب، حيث مكث في إضرابه الأول مدة 67 يوما، والثاني مكث فيه أسبوعا واحدا فقط وكان عبارة عن رسالة موجهة للسجان الإسرائيلي.
وكان والد الأسير خضر قال إنه: خلال زيارته له في سجنه قبل شهر أخبره أنه سيبدأ بالإضراب عن الطعام في حال تم تجديد اعتقاله الإداري مرة أخرى".
وطالب والد الشيخ خضر من الأسرى التضامن مع خضر وخاصة الإداريين منهم، وقطع الطريق على الاحتلال الاستفراد به في سجونه.