غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"هزيمة الفلسطينيين في غزة غاية لا تدرك"

تحليل "إسرائيلي": بعد مقتلة المغازي.. انطلقت الأصوات المعارضة للحرب

شمس نيوز -

ما ان جرى الاعلان عن مقتل 21 جنديا في تفجير مبنيين في محيط مخيم المغازي حتى انطلقت اجواء غريبة في "اسرائيل". الكل يتحدث عن كارثة كبيرة والاشاعات وصلت الى حدود خيالية. بل ان البعض في "اسرائيل" تحدث حتى عن ابادة لواء "اسرائيلي" كامل.

ما ان تبدت الصورة وجرى اخراج القتلى من تحت الانقاض حتى خرج رقم 21 يضاف الى ثلاثة أخرين جرى الاعلان عن مقتلهم في صباح اليوم نفسه. وكان رقم 24 قتيلا كافيا لاثارة ضجيج هائل في الكيان اساسه كيف يلقى هؤلاء مصرعهم بعد حوالي 107 ايام، اي مع اقتراب الشهر الرابع للحرب من نهايته.

في ذهن "الاسرائيليين" حروب الايام الستة والساعات التسعون والدقائق الخمسة. لم يتعودوا بعد على حرب الشهور الاربعة المفتوحة على الاقل، وفق التصريحات "الاسرائيلية"، على عام حرب طوال 2024.

بعد مقتلة الجنود في المغازي والى جانبهم عشرات آخرين من المصابين ومن يحملون اعاقات مدى الحياة لم يجد نتنياهو مخرجا سوى اصدار بيان مشترك مع كل من اعضاء مجلس الحرب غانتس وغالانت. واعلن الثلاثة بشكل موحد "ان الحدث مؤلم جدا لكن الحرب ستتواصل".

لم يكن لهذا الاعلان من مغزى سوى القول "للاسرائيليين" والعالم انه ليس امام "اسرائيل" سوى اكمال الطريق نحو الاهداف المعلنة.

ولكن كل العالم يرى ان تحقيق الاهداف المعلنة شبه مستحيل. وأن هزيمة الفلسطينيين في غزة غاية لا تدرك. وأن استمرار الحرب مستحيل.

انطلقت الاصوات المعارضة لاستمرار الحرب. صحيح أن المحكمة العليا امرت الشرطة بالسماح بالتظاهرات ضد الحرب. لكن ما هو اهم من ذلك هو انطلاق اصوات الساسة ضد الحرب.

كان التشكيك في مسار الحرب حكرا على عدد قليل من المعلقين السياسيين في وسائل الاعلام. صار بشكل بطيء ينضم اليهم ساسة بعد ان صار قادة عسكريون يقولون انه من دون افق سياسي لا معنى للانجازات الميدانية.

امريكا صارت تتحدث صراحة عن عجز "اسرائيل" عن حسم الحرب وعن لا جدوى استمرارها بهذه الطريقة.

الجديد انضمت الى المعارضة زعيمة حزب العمل السابقة شيلي يحيموفيتش والتي كتبت اليوم مقالة بعنوان: "أوقفوا النزيف في غزة".

وكتبت "سيتم أيضًا مناقشة والتحقيق في كيفية قيام "الإرهابيين"، بالقرب من الحدود، في المنطقة التي كان من المفترض أن تكون تحت سيطرة الجيش "الإسرائيلي"، بإطلاق صاروخين دقيقين من نوع آر بي جي، من مسافة قصيرة، مع ضبط مباشر، دون إزعاج أو تحذير . ويتساءل المرء أيضاً كيف يتم تنفيذ مثل هذا النشاط المفتوح مع وجود قوات هزيلة فقط تقوم بتأمينه، وكيف تجمع هذا العدد الكبير من المقاتلين في نقطة واحدة، في ظل الافتراض الخاطئ بأنه لا يوجد عدو يتربص بهم في المنطقة.

ولكن الحقيقة يجب أن تقال. حتى لو تم التحقيق في الحادثة بشكل شامل وتم استخلاص جميع الاستنتاجات العملياتية واستيعابها وتنفيذها، فسوف يحدث ذلك مرة أخرى. هذه هي طبيعة الحرب التي تصبح روتيناً يومياً، هكذا يبدو السير نحو هدف وهمي متغطرس ومكشوف. هكذا تبدو الحرب التي ترفض الحكومة أن تحدد لها ولو ذرة من هدف سياسي أو نقطة نهاية، أو حتى هدف يمكن تحقيقه. هكذا تبدو الحرب على المقاتلين بالكامل، بينما يتنصل قادتهم من أي مسؤولية أو تصرف."

واضافت "إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الأدلة على ذلك، فإن كلمات بنيامين نتنياهو الفارغة جاءت بالأمس: "لن نتوقف عن القتال حتى النصر الكامل". النصر المطلق. حقًا. وأضاف نتنياهو: "باسم أبطالنا ومن أجل حياتنا"، وانضم إلى رسالة "بالاسم" و"من أجل" يوآف غالانت ("سقوط المقاتلين أمر لتحقيق الهدف"). أهداف الحرب" وبتسلئيل سموتريتش ("التزامنا هو أن سقوط الأولاد لن يذهب سدى"). وفي اليوم التالي تمسّك بهم، وجرفه التيار أيضًا، بيني غانتس، الذي وقع "احني رأسك ولكن واصل الفوز".

واشارت زعيمة حزب العمل السابقة: الى انه "ليس هناك منطق في هذه التصريحات. إنها حلقة مفرغة. ماذا يقولون؟.. وإنه مع تزايد الخسائر سيزداد أيضاً "الالتزام" و"الأمر" بمواصلة القتل؟ فهل الخسارة -المخطوفون والقتلى- تبرر لنا خسارة المزيد؟ ومتى، وإذا كانت ستنتهي هذه الحلقة المفرغة على الإطلاق، عندما تكونون أنفسكم غير قادرين على الاقتراب ولو قليلا من نقطة النهاية، بصرف النظر عن ذلك "النصر" غير المتبلور؟

على الرغم من فظاعة هذه المجموعة، إلا أنها تذكرنا بالمقامرين في الكازينو الذين يضعون المزيد والمزيد من الرقائق لأنهم قد وضعوا الكثير بالفعل. وهذا اتجاه إنساني معروف وموثق في الاقتصاد وعلم النفس. إذا كنت قد استثمرت بكثافة، تشعر أنك يجب أن تستمر. ليس هناك سبب أو منطق في هذا. بالتأكيد ليس هناك أخلاق. الحياة التي تم الاعتناء بها وانتهت لا تقدر بثمن. هؤلاء أناس، معظمهم من الشباب الذين ماتوا بدماء أيامهم، حتى قبل أن يتاح لهم الوقت لتحقيق ولو بعض أحلامهم، ويتركون وراءهم الموت والفجيعة والحزن والمعاناة التي لن تنتهي أبدًا.

ولا يمكن أن يقع عبء كارثة 7 أكتوبر وتبعاتها على عاتق الجنود النظاميين والاحتياط فقط، وتجلس حكومتهم بلا أي تحرك سياسي. وهذا هو الدور الوحيد للحكومة في الوقت الراهن.

عموما هذا تفكير بدا يعبر عن نفسه في وسائل الاعلام والحلبة السياسية "الاسرائيلية" لم يكن موجودا من قبل.