يشعر مسؤولو الإدارة والمخابرات الأمريكية بالقلق من أن “إسرائيل” تخطط لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في أواخر الربيع أو أوائل الصيف إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود الشمالية مع "إسرائيل"، حسبما يقول كبار المسؤولين في الإدارة ومسؤولون ذو صلة بالاستخبارات.
وفي حين لم يتم اتخاذ قرار "إسرائيلي" نهائي بعد، فإن القلق حاد بما فيه الكفاية داخل إدارة بايدن لدرجة أن احتمال التوغل قد شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفقًا لشخص تلقى إحاطة وتم إخباره بأن العملية يمكن أن تتم في أوائل الصيف.
وقال أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن: "نحن نعمل على افتراض حدوث عملية عسكرية "إسرائيلية" في الأشهر المقبلة.. العملية ليست وشيكة بالضرورة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع. عملية عسكرية "إسرائيلية" هي احتمال واضح".
كانت هناك أشهر من الهجمات اليومية القاتلة عبر الحدود من قبل كل من "إسرائيل" وحزب الله، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان اللبنانيين و"الإسرائيليين" من منازلهم. أطلقت "إسرائيل" نيران المدفعية وأطلقت طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار لضرب أهداف، بينما استخدم حزب الله بعض ترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف.
في حين أن الولايات المتحدة هي الوسيط الرئيسي في المناقشات الجارية حول وقف القتال في غزة، فإن إدارة بايدن تقود أيضًا مناقشات موازية مع المسؤولين "الإسرائيليين" واللبنانيين والتي في حال نجاحها ستنشئ منطقة عازلة بعرض أميال داخل جنوب لبنان. يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذا الاتفاق من شأنه أن يؤجل التوغل "الإسرائيلي" على الأرجح.
وقال المسؤول الكبير الذي سمع آراء متباينة داخل الحكومة "الإسرائيلية" حول ضرورة الذهاب إلى لبنان: "أعتقد أن ما تفعله "إسرائيل" هو أنها تثير هذا التهديد على أمل التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض".
وقال: "يشير بعض المسؤولين "الإسرائيليين" إلى أن هذا مجرد جهد لخلق تهديد يمكنهم الاستفادة منه". وأضاف: "يتحدث آخرون عن ذلك باعتباره ضرورة عسكرية ستحدث".
وقال مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن إن هناك عناصر داخل الحكومة والجيش
"الإسرائيليين" تؤيد التوغل. هناك "مجموعة متنامية تقول: مرحبًا، دعونا نلقي نظرة فقط. وقال المسؤول الكبير: "دعونا نفعل ذلك فحسب"، مضيفًا أن أي توغل قد يؤدي إلى "تصعيد كبير جدًا لا نعرف أبعاده حتى".
نزح حوالي 80 ألف "إسرائيلي" من الشمال منذ أكتوبر/تشرين الأول. وفي بيان لشبكة CNN، كتبت السفارة "الإسرائيلية" في واشنطن: "إن دولة إسرائيل لن تعود إلى الوضع الراهن قبل الحرب، حيث يشكل حزب الله تهديداً عسكرياً مباشراً وفورياً لأمنها على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".
وفي الأيام الأخيرة، صعّدت "إسرائيل" حملتها الجوية، وقصفت مناطق أعمق في لبنان. وجاءت الضربات الأسبوع الماضي على بعد 27 ميلاً من العاصمة بيروت، وهو أبعد مسافة داخل الأراضي اللبنانية من الحدود منذ بدء العنف مباشرة بعد مذابح حماس في 7 أكتوبر في "إسرائيل".
ويوم الإثنين، قصفت "إسرائيل" معقلاً لحزب الله في بعلبك، شمال شرق البلاد.
وقال شخص آخر مطلع على المخابرات الأمريكية: "هناك مخاوف من أن يتطور الأمر إلى حملة جوية موسعة تصل إلى مناطق أبعد شمالاً في المناطق المأهولة بالسكان في لبنان وتتطور في النهاية إلى بعد بري أيضًا".
وأضاف المصدر أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي "يدق أجراس الإنذار".
زار رئيس أركان الجيش "الإسرائيلي" الحدود الشمالية يوم الثلاثاء وقال إن حزب الله “يجب أن يدفع ثمنا باهظا” بسبب أفعاله منذ 7 أكتوبر.
قال اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي: "من الواضح أن أول شيء يتعين علينا القيام به هو صد العدو. ولاحقاً إنشاء حاجز قوي للغاية".
------------------
العنوان الأصلي: Concern rising among Biden officials Israel may launch incursion into Lebanon
الكاتب: Alex Marquardt
المصدر: CNN
التاريخ: 29 شباط / فبراير 2024
الترجمة: وكالة القدس للأنباء
