أَطلقت عملية النقب، عصر أمس، إنذاراً في الداخل المحتل، الذي يخشى الاحتلال انتقال المواجهة إليه، في ما يشكل السيناريو الأسود بالنسبة إلى "الإسرائيليين". وتلقّى العدو ضربة مؤلمة، بمقتل أحد ضباطه، إثر عملية الطعن الفدائية التي وقعت في مستوطنة «بيت كاما» في شمالي صحراء النقب، جنوبي فلسطين المحتلة.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن عملية الطعن التي أظهرت مقاطع تسجيلية متداولة إصابة الضابط فيها وسقوطه أرضاً، أدّت أيضاً إلى إصابة مستوطنين آخرين بجراح متوسطة، فيما أطلقت قوات الاحتلال النار على المنفذ، ما أدى إلى استشهاده. والأخير هو الشاب فادي أبو الطيف (22 عاماً)، وهو غزّي الأصل ويعيش في رهط منذ عام 2019، وقد عمدت شرطة الاحتلال بعد التعرّف إلى هويّته، إلى محاصرة منزل عائلته في رهط.
وتحت بند «سُمح بالنشر»، أعلن جيش العدو، مساءً، مقتل الضابط أوري مويال، متأثّراً بجروحه «البليغة» جراء عملية الطعن، علماً أن مويال ضابط رفيع المستوى في مجال التكنولوجيا والصيانة، وهو من سكان «ديمونة».
وتأتي هذه العملية، بعد يوم واحد من عملية طعن مماثلة جرت عند حاجز النفق الفاصل بين القدس والخليل، أقدم على تنفيذها الفتى محمد طالب الوهادنة (15 عاماً) من بلدة الخضر في بيت لحم، وأصيبت فيها مجنّدة "إسرائيلية" وحارس أمن بجروح متوسطة إلى طفيفة، وهو ما يؤشر إلى تصاعد في العمليات، في شهر رمضان، كانت توقعته التقديرات الأمنية "الإسرائيلية"، رداً على الجرائم المستمرة في غزة، وتلبية لدعوات المقاومة إلى نصرة القطاع، والمشاركة في "طوفان رمضان".
وباركت حركة «الجهاد الإسلامي»، العملية، في بيان، أكّدت فيه أن «هذا الفعل البطولي سيتصاعد في كل ربوع وطننا المحتل، رداً على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدو الصهيوني»، مشيرة إلى أنها «تأتي رغم كل الإجراءات الأمنية القمعية».
وشدّدت «الجهاد» على أن الرهان على الأهالي في القدس والضفة والداخل المحتل كبير، مضيفة: "نحن واثقون بأنهم متمسكون بالقيام بواجبهم الوطني والأخلاقي، رغم كل الترهيب والتنكيل الصهيوني".
