لا عودة إلى طاولة المفاوضات إلاَّ بعد القبول بشروطنا
نلمس جديَّة لدى حماس وعدو المصالحة الزمن
شمس نيوز – قاسم الأغا
أكّد عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" وعضو طاقم المفاوضات، د. محمد اشتيّة على موقف القيادة الفلسطينية بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي إلاَّ بعد أن تعترف "إسرائيل" بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وأن توقف الاستيطان بشكل تام في الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى الإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل "أوسلو" وخاصة أسرى الداخل، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي في مرحلة المفاوضات السابقة لم يتحلَّ بالجدية.
وقال اشتيّة في تصريح خاص لـ"شمس نيوز": "نحن نريد مفاوضات جديَّة تنهي الاحتلال عن أرضنا وتقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ومن المقرر أن تصل مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، الأربعاء، إلى المنطقة على رأس وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية والمالية والدفاع والاستخبارات.
وحول زيارة رايس إلى المنطقة وعلاقتها بمفاوضات التسوية، أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن الأولوية الأساس لزيارة رايس إلى "إسرائيل" هو بحث الملف النووي الإيراني وليس بحث المفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار اشتيّة إلى أن ما تريده "إسرائيل" هو استمرار الأمر الواقع الذي يضر بالقضية الفلسطينية بشكل كبير، والمتمثل باستمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني والاستيطان، مبيناً أن كسر الأمر الواقع الذي تريده "إسرائيل" يكون من خلال إنجاز المصالحة وتشكيل حكومة التوافق بأسرع وقت ممكن إلى حين الوصول إلى الانتخابات؛ لأن عدو المصالحة هو الزمن.
وأضاف عضو طاقم المفاوضات " وكذلك يجب الاستمرار في التوجه للأمم المتحدة وتفعيل الطلبات في المؤسسات الدولية التي أصبحت فلسطين عضواً فيها، كذلك البحث عن عضويات جديدة في مؤسسات الأمم المتحدة والبالغ عددها 63 مؤسسة.
مؤسسات جديدة
وكشف أن القيادة الفلسطينية في طور التحضير للانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية جديدة؛ ليصبح بذلك عدد الاتفاقيات والمعاهدات التي انضمت إليها فلسطين منذ الاعتراف بها كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة 30 اتفاقية ومعاهدة.
وتابع اشتيّة " يجب علينا أن نجعل هذا الاحتلال مكلَّف اقتصادياً وغير اقتصادياً؛ لأنه إذا لم يصبح هذا الاحتلال كذلك لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي حقيقي من الأراضي الفلسطينية ".
إسرائيل تتحمل المسؤولية
وفيما يتعلق بحملة التشويه التي تقوم بها "إسرائيل" في العالم الغربي وتحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية فشل المفاوضات، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح": "من الواضح تماماً أن "إسرائيل" الآن في الزاوية، والعالم كلُّه ألقى باللائمة عليها وحمَّلها مسؤولية فشل المفاوضات، مضيفاً " جاء ذلك في مداخلة السيد جون كيري في الكونغرس وجاء أيضاً على لسان أكثر من مسؤول أوروبي"
وتابع " لن تنجح تلك الهجمة ولن يكون لها أي مردود إيجابي على "إسرائيل"؛ لأن العالم بدأ يدرك تماماً أن حكومة الائتلاف الإسرائيلية هي حكومة مستوطنين وليس حكومة سلام".
قرار استراتيجي
وحول ملف المصالحة، أكَّد اشتيّة أن حركته تلمس جديّة لدى حركة "حماس" من أجل طي صفحة الانقسام، مشدداً على أن المصالحة بالنسبة لحركة "فتح" هو قرار استراتيجي ويقع في عصب استراتيجيتها.
وقال: " نحن في حركة فتح كنّا دائماً ولا نزال حريصين كل الحرص على أن تنجز ونبقي الوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي عنوان صمودنا وتمسكنا بالثوابت".
ورأى أن التحدي الكبير الذي يقف أمام إنجاز المصالحة هو عنصر الزمن، مضيفاً " يجب علينا أن نسرع في إنجاز المصالحة وتشكيل حكومة وفاق وطني والذهاب إلى الانتخابات من أجل توحيد الجغرافيا والديمغرافيا وتوحيد المؤسسة الفلسطينية.
زيارة قريبة
وحول نيّة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس زيارة القطاع في ظل الأجواء الإيجابية التي تخيِّم على اتفاق المصالحة، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح": " الرئيس أبو مازن مسؤول عن كل الأراضي الفلسطينية وأعتقد أن إنهاء الانقسام و وإتمام المصالحة سيحتِّم عليه أن يكون في قطاع غزة في القريب العاجل من أجل أن يشكِّل الحكومة وأن يعيد لحمة الشعب الفلسطيني، مشدداً على موقف الرئيس بأنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة.
وعن الدور البارز الذي يلعبه الصحفيون والإعلاميون في إتمام وتعزيز المصالحة الوطنية، قال اشتيّة مخاطباً جمهور الصحفيين عبر "شمس نيوز": "أنتم أصحاب رسالة وطنية، يجب عليكم أن تلعبوا دوراً إيجابياً في إتمامها، وابحثوا على نقاط الالتقاء بين الجميع وابنوا عليها ولا تراكموا على الخلاف؛ لأن هناك من لا يريد المصالحة".