غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لم تشهدها من قبل

تفاصيل صادمة ومرعبة ترويها محامية حول ظروف احتجاز أسرى غزة

شمس نيوز -متابعة

تروي المحامية نادية دقة شهاداتها حول ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين بالعموم وأسرى قطاع غزة على وجه الخصوص حيث تقول دقة إن، "وضع الأسرى بالعموم منذ 7 من أكتوبر في السجون كارثي، فتمارس مصلحة السجون بحقهم سياسات العقاب الجماعي كما أن عدد الأسرى ازداد بشكل واضح منذ 7 من أكتوبر، فنحن نتحدث اليوم عن 9 آلاف أسير في السجون يعيشون بظروف معيشية صعبة جدًا ولا يتلقون القدر الكافي من الطعام ويعيشون في ظروف صحية سيئة جدً، ولا يملكون أي ملابس ليرتدونها ولا يُعالجون بالشكل المناسب ويعيشون في غرف مكتظة".

وتتابع: "الأسرى ينامون على الأرض ومعزولون تمامًا عن العالم الخارجي ولا يتواصلون مع عائلاتهم ويلتقون بصعوبة بالغة مع المحامين، كما أن أسرى جزء يعيشون هذه الأوضاع ولكن بشكل مضاعف فنحن نتحدث عن إخفاء قسري واضح لـ8 أشهرلأغلب المعتقلين الغزيين، ويتم احتجازهم في معسكرات للجيش بظروف قاسية جدًا، فتُكبّل أيديهم وأرجلهم ويظلون معصوبي الأعين ولا يتحركون ويُمنع عليهم الحديث مع بعضهم البعض".

وتقول ، "هناك أخوة في ذات المعسكر لا يعلمون بوجود بعضهم، فأحد المعتقلين قال لي إنه علِم أن شقيقه معه في المعتقل فقط عندما نادى الجندي عليه، فهم لا يعلمون أين هم".

وتضيف، "معظم معتقلي غزة نقلوا إلى معسكر سديه تيمان في النقب فهم يمكثون هناك من 70 إلى 100 يوم ثم يتم نقلهم إلى سجون رسمية أو معسكرات مشابهة كمعسكر عوفر، وظروف هذه السجون والمعسكرات ليست أفضل".

 

ظروف التحقيق

وتوضح المحامية نادية دقة أن ظروف التحقيق مع الأسرى قاسية جدًا، وتتم في المرحلة الأولى أي في معتقل سديه تيمان في النقب، مضيفة، "إذا استدعى الأمر إجراء تحقيقَا بشكل مباشر مع الشاباك فيتم نقل الأسير إلى مركز تحقيق يتبع للشاباك كمركز تحقيق عسقلان أو الجلمة أو بتيح تكفا".

وتقول: "في سديه تيمان هناك نوعين من التحقيق، وهما ’تحقيق البامبرز، والديسكو"، وأما عن النوع الأول فأي معتقل يذهب لتحقيق البامبرز يتم وضع الحفّاظ له حيث يتم منعه من دخول الحمام كما أن المعتقلين لا يعلمون كم سيمكثون في التحقيق ولهذا يعتمدون على الحفّاظ".

وتضيف ، "في نهاية التحقيق يعود المعتقل للقسم الخاص به ونحن نتكلم عن تحقيقات ميدانية أي يتم احتجاز الأسير لساعات طويلة وربما لأيام وفي نهاية الأمر يعود المعتقل للقسم".

وتتابع، "أما تحقيق الديسكو فيتم أخذ المعتقل لغرفة التحقيق وتعريضه للموسيقى الصاخبة التي تقوده للجنون، ويُمنع من النوم ثم يعود للبراقيّة التي كان فيها قبل التحقيق".

وتُشير إلى أن، "هناك شهادات من معتقل سديه تيمان أنه يحوي مستشفى ميداني يتم فيه معالجة المعتقلين بطرق غير مهنية وهناك شهادات حول تورط الطواقم الطبية في تعذيب المعتقلين حيث يتم بتر أطرافهم دون تخدير في المستشفى غير المُهيأ للقيام بعمليات جراحية، كما أن أعداد هائلة من المعتقلين استشهدوا في هذا المعتقل وهناك أسرى قابلتهم أعطوني بعض التفاصيل عمّن استُشهدوا ولكن يبدو أن الأعداد أكبر بكثير مما يُنشر".

وتضيف ، "بعد انتهاء التحقيق الأولي الميداني ربما يعود المعتقل مرة أخرى للتحقيق في حال تطلب الأمر، وخلال التحقيق يتعرض المعتقل لسلسلة من الممارسات التعذيبية جزء متعارف عليه وأخرى مفاجئة بكميتها وكثافتها، وفي نهاية المطاف يتم نقل الأسير لمعسكر آخر".

وتردف دقة أن، "الأسرى الذين تتم زيارتهم يأتون إلى غرفة الزيارة على هيئة مشابهة لهيئة الأسرى في أنظمة سابقة كالنظام النازي، فالمعتقلون يأتون معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي والأرجل ويُساقون كالدواب وعلى معاصمهم سِوار يحمل رقم، ويتحرك الأسير ومعه الرقم بشكل دائم ويُنادى به فقط ولا يخلعه أبدًا فينام به ويدخل الحمام به، ويخلعه فقط عند الاستحمام الذي يحصل مرة واحدة أسبوعيًا ولمدة 4 دقائق في أفضل الأحوال".

 

تجربة محامٍ

وتقول المحامية نادية دقة إنها عاشت خلال زيارته لمعتقلي غزة تجربة لم تعيشها من قبل، فهي مصحوبة بكم كبير من الصعوبات والعجز، مضيفة، "في نهاية الأمر نلتقي بالمعتقل في ظروف قاسية جدًا وهناك صعوبة من بناء شبكة أمان مع المعتقل ومنحه شعور بالأمان، كجهة أولى غير الجنود يتعامل معها".

وتتابع، "هناك صعوبة في بناء الثقة مع المعتقلين ودائمًا الملفت في الزيارات أن المعتقل يعيش لحظة انكسار حيث يرى في اللقاء لحظة أمل بعد أشهر طويلة خاصة عندما نُخبره عن الأهل والعائلة".

وتقول ، "نحن كمحامون شاهدون على ما يحصل ولكن قدرتنا على تغيير الوضع بطيئة ومحدودة، ويرافقنا شعور دائم بالعجز".

وتتابع، "عمِلتُ في المحاماة لمدة 10 سنوات لم أتقدم سوى بشكوتين فقط ضد مصلحة السجون ولكن في الأشهر الـ8 الأخير قدمت 5 شكاوى وفي حالات أخرى لم أتقدم، بالتالي نحن المحامون نعاني خلال الزيارة فيتم منعنا في بعض الأحيان من الزيارات بطرق غير لائقة ولكن ليس لدينا ما نفعل".

وتختم دقة ، "في المعسكرات كمعسكر عوفر، يتم تفتيشنا في الشارع قبل الدخول للزيارة ويتم إدخالنا في مركبة مع جنود مسلحين وجزء منهم ملثم والزيارة في حد ذاتها صعبة ومقلقة ومخيفة، ففي المرة الاولى التي وصلت لزيارة أسير، دخلتُ إلى الزيارة وأنا أشعر بالخوف لأنني لا أعلم إلى أين سأذهب".