غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور مصطفى فياض.. 65 يومًا من التعذيب والإهانة في سجون الاحتلال ولقاء مؤثر بالدموع والقُبل

لقاء مؤثر بالدموع والقبل
شمس نيوز - مطر الزق

تتطاير الدماء من كفيه يمنةً ويسرةً، ويركض متجاوزًا الحفر والطرق الوعرة محاولًا تفادي الرصاص القاتل الذي يطلق صوبه من قبل جنود الاحتلال، توقف لحظة عن الركض ليبتلع ريقه ويشتم رائحة الحرية؛ لكن غبار الرصاص الذي يصطدم بالأرض لم يتوقف حتى وصل مسافة كيلو ونصف بعيدًا عن أعين الجنود.

مشهد مرعب ومفزع رواه الشاب مصطفى فياض الذي أفرجت عنه قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء (17-7-2024) من سجونها بعد 65 يومًا من الاعتقال، تذوق مصطفى أصناف متعددة من أساليب التعذيب الوحشي، وشاهد بعينيه ما تعرض له الأسرى من بتر للأطراف دون أية رحمة أو رأفة في قلوب جنود الاحتلال.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

الشاب فياض أعتقل من إحدى مدارس معسكر جباليا شمال قطاع غزة، وكان قد لجأ إليها أملًا في الحصول على الأمن والأمان على اعتبار أنها مأوى للنازحين ومحمية وفقًا للقانون الدولي والإنساني، لكن المدرسة تحولت إلى كابوس مرعب، سيظل محفورًا في عقله.

حكاية مصطفى

بدأت الحكاية عندما اعتقلته قوات الاحتلال برفقة العشرات من الرجال والشباب، ووضعتهم في شاحنة صغيرة لا تتسع لـ(15 شخصًا)، أغلقوا أعينهم وربطوا أكفهم خلف ظهروهم وجردوهم من الملابس، وكانت الطريق وعرة يتخبطون ببعضهم البعض، لم يكتفِ الجنود عند هذه المأساة فقد ألقى جندي نفسه على الأسرى وبدأ يضربهم بكل وحشية، وهنا ردد الشاب مصطفى أكثر من مرة: "طول الطريق ضرب ضرب ضرب".

لم يعلم الشاب مصطفى أن تلك هي بداية التعذيب على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي، انتقل مصطفى ومن معه من الأسرى إلى معسكر الاعتقال الذي يحتوي على العديد من البركسات كانت 3 ليالي قاسية عليهم، يقول مصطفى: "كنا فقط نجلس على أقدامنا وإذا تحركنا يمين أو يسار كان الجندي يضربنا بالعصى بشكل عنيف".

وبعد الليلة الثالثة نقل جنود الاحتلال مصطفى إلى قسم التحقيقات الذي تميز بالضرب والتعنيف بصوت مرعب جدًا: "الضرب عندهم زي الرز مش قادر اتحمل من كثر الضرب"، لم يحصل المحققون على أية معلومة من مصطفى تفيدهم على مكان رئيس حماس في غزة يحيى السنوار أو قائد أركان القسام محمد الضيف أو حتى مكان الأسرى الإسرائيليين، ببساطة لأنه لا يملك أية معلومة عنهم؛ لكن الجنود مارسوا كل أصناف التعذيب التي تنتهك القانون الدولي والإنساني بحق مصطفى وجميع الأسرى.

ويروي مصطفى تفاصيل الحياة اليومية داخل السجن والتي كانت أسوأ أيام حياته يقول: "كل يوم تهجم علينا فرقة ملثمة من جنود الاحتلال يحملون السلاح والعصي ويقودون الكلاب البوليسية ويمارسون بحقنا أصنافًا من التعذيب والإهانة".

"يدفعون كلابهم بشكل يومي للتبول على أجسادنا"، في أبشع مشهد وأكثرها آلامًا على الأسير كما يقول مصطفى، ومن بين أصناف التعذيب الذي يمارسه الجنود، الضرب بالعصى الكهربائية على أجساد الأسرى، ويشير إلى أن الجنود عندما يعلمون بوجود أسير مصاب سواء في قدمه أو في انحاء متفرقة من جسده يجدونها فرصة ثمينة لزيادة معاناة الأسير فيواصلون ضربه حتى يفقد وعيه.

وتخرج الكلمات بصعوبة من فمه عندما يتذكر بتر أطراف الأسرى فيروي الحكاية والدموع تسيل على وجنيته "الكثير من الأسرى بترت أقدامهم بعدما ينتشر العفن ويخرج الديدان منها؛ لعدم تلقي العلاج اللازم داخل السجن، وعندما يتم بتر أي طرف من الأسرى يقول الجنود ببساطة، تستاهل انت كلب لا تستحق الحياة".

ويقفز الشاب مصطفى لعدم قدرته على الحديث للحظة الإفراج المرعبة التي عاشها داخل الباص وهو في طريق عودته إلى قطاع غزة، إذ مرر الجندي المدجج بالسلاح قطاعة الحديد على كفي مصطفى، وفجأة قضم الجندي المربط وجزء من الجلد ليصرخ بأعلى صوته من شديد الألم، فتناثرت دمائه على ملابسه البيضاء.

رسالة الأسرى

وقبل أن يغلق مصطفى فمه تلقى ضربة على الوجه وصرخة مدوية من الجندي القاتل: "تستاهل عشان تتعلم الأدب"، مشهد مفزع عاشه الشاب مصطفى فياض قبل لحظات قليلة من الإفراج عنه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي برفقة 20 أسيرًا فلسطينيين اعتقلوا من شمال قطاع غزة.

وينقل الشاب مصطفى فياض رسالة الأسرى من داخل سجون الاحتلال فيقول: "والله وضع الأسرى صعب جدًا جدًا كل يوم الأسير بموت أكثر من 100 مرة بسبب التعذيب والضرب والشبح"، وبصرخة مدوية أطلقها الشاب مصطفى "يا عالم أنقذوا إخوانكم الأسرى من أيدي القتلة".

لقاء مؤثر

وصل الشاب مصطفى إلى مستشفى شهداء الأقصى بحالة صعبة جدا لكن، آلامه ومعاناته تلاشت عندما وجد والده.

كان اللقاء مليئاً بالدموع والشوق والأحضان لأن مصطفى عاد سالما إلى حضن والده بعد 65 يوما من التعذيب والإهانة.

اخترنا لكم:  "هيثم" يروي تفاصيل جريمة الاحتلال في مواصي خانيونس: "كانت مرعبة"!