غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حلوى مغموسة بالألم..

بالصور والدة الشهيد يزن العجل تفي بوعدها مع نتائج الثانوية وتكشف سر الورقة الصفراء

حلوى يزن العجل.jpg
شمس نيوز - نهلة شعبان أحمد

تُقلبُ والدة يزن في ذكرياتها عبر حساب منصة الفيسبوك، لتجد ما يُبكي فؤادها ويفتح جراح لم تندمل، هناك صورة لكتاب نجلها وتغريدة سابقة تحمل وعدًا قاطعًا بتوزيع الحلوى فور الإعلان عن نتائج الثانوية العامة "التوجيهي"، والمؤلم في كتاب ذكرياتها الورقة الصفراء التي تحمل قصة المعدل النهائي لنتيجة نجلها في امتحان الثانوية العامة.

لحظات مؤلمة ومبكية عاشتها والدة يزن العجل قبل أن تستعيد توازنها؛ وتكشف ما يجول بخاطرها: "سأنفذ ما وعدت به نجلي يزن وأوزع الحلوى في يوم الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، ليس لأن يزن كان سيحقق النجاح في الدنيا إنما لأنه حقق الفوز الأعظم في الجنة باذا الله".

تختلط مشاعر الحزن والألم والفرح لتخلق أجواءً مشتتة بين أبناء العائلة، تقول والدة يزن لمراسل "شمس نيوز": كان نفسي يكون ابني يزن بيننا اليوم؛ لكن قدر الله وما شاء فعل"، حيث استشهد يزن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي مع أحد أصدقائه في منطقة الزهراء وسط قطاع غزة أثناء محاولته العودة إلى منزله في مدينة غزة.

وكان من المقرر أن يحتفل يزن مع والدته اليوم الاثنين (29-7-2024) بنجاحه أثناء إعلان نتائج الثانوية العامة التوجيهي بالتزامن مع الضفة الغربية والقدس المحتلتين، لكن قدر الله أن يكون يزن واحدًا من بين المئات من الشهداء الطلبة في قطاع غزة الذين حُرموا من تقديم امتحانات الثانوية العامة بسبب استمرار حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" منذ نحو 297 يومًا، فنال الشهادة الأعظم.

تروي والدته حكاية نجلها مع الثانوية العامة إذ تقول: "منذ بدء العام الدراسي (2023-2024) كنت أتابع مع يزن كل صغيرة وكبيرة، كنا نرسم ونخطط ونحلم بالمستقبل، هيَّأتُ له كل الأجواء الجميلة والهادئة ليدرس بشكل جيد، وفي كثير من الأوقات أساعده في حل الأسئلة والحصول على النتائج الصحيحة".

وتستعيد والدته شريط الذكريات، "في أول شهر للدراسة قدم لي يزن ورقة صفراء وقال أريد أن أخبئ هذه الورقة معك يا أمي، لكنني رفضت وطلبت منه أن يخفيها في كتابه أو حقيبته لتكون أمام عينيه ويحقق هذا المعدل الذي كتبه بنفسه".

كتب يزن على ورقة صفراء بأنه سيحقق معدل 87% رغم إدراك والدته بأنه يستطيع أن يتجاوز الـ90%، إلا أن يزن ليس طماعًا إلى هذه الدرجة فهو يريد تحقيق هذا المعدل ليحصل على ما يخطط له بدراسة الهندسة ليصبح بعد نهاية الثانوية العامة "المهندس يزن".

خبأ يزن الورقة في كتابه وبدأ يدرس بشكل جيد؛ إلا أن طبول الحرب خربطت الأوراق، ليتم إجباره على وقع الصواريخ والمجازر الإسرائيلية (المستمرة لليوم الـ 297 على التوالي) للنزوح جنوب وادي غزة أملًا في الحصول على الأمان.

كان يشعر بالألم والأسى والحزن لانتهاء العام الدراسي وفقدان حلمه بأن يصبح مهندسًا يحقق آمال والديه، لكن يزن الذي أحب أن يجتاز هذه المرحلة ويتوجه بكلمة (باش مهندس) ارتقى شهيدًا برصاص قوات الاحتلال وترك معه ذكريات لن تُمحى من ذاكرة والدته.

وباستشهاد فلذة كبدها فقدت والدة يزن طعم الحياة؛ لكن مع مرور الوقت كانت ذكريات حسابها على منصة الفيسبوك وقصص الشهداء والمجازر التي تتعرض لها العائلات الغزية نتيجة القصف الإسرائيلي الهمجي تخفف آلامها وأحزانها.

وفي أحد الأيام وهي تقلب حسابها على منصة الفيسبوك ظهرت أمامها ذكرى الورقة الصفراء وتغريدة الوعد المطلق بتوزيع الحلوى وتزامنت تلك الذكرى قبل يومين تقريبًا من إعلان نتائج الثانوية العامة لطلبة الضفة والقدس المحتلتين، في تلك اللحظات أصيبت بحالة من الحزن والتيه والفقد ولا تدري ماذا تفعل؟".

وبعد دقائق قررت والدة يزن أن تفي بوعدها وتوزع الحلوى رغم ما نتعرض له من مجازر إسرائيلية يومية تحصد فيها عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ وطلبة المدارس، لأن يزن لم يفز في شهادة الدنيا فقط إنما فاز أيضًا في شهادة الآخرة وحقق الفوز والنجاح الأعظم

وتحمل والدة يزن أمنية واحدة وهو العثور على جثمان نجلها يزن ودفنه في مقابر المسلمين وزيارته وقراءة الفاتحة على قبره، وانتهاء الحرب والعودة إلى الديار في مدينة غزة.


حلوى يزن العجل.jpg
يزن العجل.jfif
والدة يزن العجل.jfif
b8b074a2-afe9-4422-854c-081b0b523cdc.jfif
الشهيد يزن العجل.jfif