كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الإسرائيلية اليوم الثلاثاء (13/8/2024) تفاصيل جديدة عن بعض بنود صفقة التبادل المرتقبة بين "إسرائيل وحركة حماس" برعاية الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية مصر ودولة قطر يوم الخميس المقبل.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية نقلًا عن ضابط عسكري كبير وآخر أمني رفيع المستوى ومطلع على حوار صفقة التبادل: "إن الهدف من عودة إسرائيل إلى مباحثات صفقة التبادل مع حماس هو إعادة أكبر عدد من الأسرى الأحياء من قطاع غزة، وإعادة تنظيم صفوف قوات الجيش من أجل العودة للقتال"، مؤكدة أن وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب.
وزعمت الصحيفة نقلًا عن الضابط العسكري والمسؤول الأمني، قولهم: "إن مقترح الاتفاق المطروح حاليا ليس جيدا، ونحن نريد تحرير أسرى أحياء أكثر؛ لكن الصفقة صحيحة الآن، وهذا الحد الأقصى الذي بإمكاننا تحقيقه حاليا".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وأضافت: "إذا كان ضباط كبار يفكرون بشكل مختلف عن نتنياهو بما يتعلق بتشديد المواقف في إطار المفاوضات حول الصفقة؛ إلا أن موقف نتنياهو نابع من دوافع موضوعية وغير سياسية" على حد قولها.
وأشارت الصحيفة نقلًا عن المسؤول الأمني، إلى أن هناك اجماع لدى المؤسسة العسكرية بما يتعلق بمحاولات المستوى السياسي، من جانب نتنياهو وكذلك من جانب غالانت، لجر كبار الضباط إلى نقاشات سياسية"، وقال المسؤول: "أنا أختلف مع نتنياهو، لكنني أعتقد أن إصراره في المفاوضات موضوعي، بما يتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح وكذلك في قضية عودة السكان إلى شمالي القطاع".
وتابع قوله للصحيفة: "أنا أؤيد موقف جهاز أمن الاحتلال، الذي بموجبه يمكن التعامل مع القضايا التي يصر عليها نتنياهو من أجل عدم إهدار الفرصة للتوصل إلى اتفاق وإنقاذ أسرى أحياء، كذلك نحن ملزمون بمواصلة العمل وتدمير الأنفاق تحت محور فيلادلفيا، حتى إذا كان معظم الأنفاق لا تعمل في السنوات الأخيرة، وهذا يستغرق وقتا".
وفيما يتعلق بمحور فيلادلفيا أكدت الصحيفة عن المصادر الإسرائيلية قولها: "إن العملية العسكرية لتدمير أنفاق فيلادلفيا من شأنها أن تصطدم مع شروط صفقة مستقبلية لتحرير الأسرى؛ لكن هناك قناعة في المؤسسة الأمنية بوضع حلول تكنولوجية مبتكرة بشأن محور فيلادلفيا، للمدى القريب والبعيد، تساعد على اكتشاف الأنفاق، وستكون مقبولة على الدول التي تتوسط المفاوضات".
معبر رفح
وعن معبر رفح البري تبين الصحيفة بأن "إسرائيل ترفض بشدة الانسحاب من معبر رفح واستمرار وجود حماس في الجانب الفلسطيني من المعبر، فيما الخلاف بين المستويين السياسي والأمني يتعلق بهوية العناصر التي ستكون هناك".
وأوضحت بان جيش الاحتلال الإسرائيلي والموساد والشاباك يريدون وجود مندوبين فلسطينيين إلى جانب قوة دولية، حتى لو كانت هذه جهات مقربة أو مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، بينما يرفض المستوى السياسي وجود قوة فلسطينية تابعة للسلطة".
وفي هذه النقطة تحديدًا يعتقد جميع المسؤولين الأمنيين وفقًا للصحيفة بان المستوى السياسي سيضطر إلى التنازل، لأنه لن تكون هناك شرعية شعبية في "إسرائيل" لرفض صفقة، فقط لأن جهة فلسطينية مقربة من السلطة الفلسطينية ستتواجد في معبر رفح بدلا من أفراد شرطة حماس".
وتابعت قولها: "إن المستوى السياسي سيضطر إلى التنازل والسماح بتواجد جهات فلسطينية في المعبر، ولا أرى إمكانية لعودة السلطة الفلسطينية إلى داخل غزة حاليا، والمصريون يمارسون ضغوطا شديدة كي نفتح المعبر، وهذا أمر هام لهم بسبب الرأي العام الداخلي وأن يظهروا أنهم يقدمون مساعدة إنسانية لسكان غزة، وهذا مهم لهم اقتصاديا طبعا".
وفيما يتعلق بعودة سكان شمال القطاع إلى بيوتهم، فإن ما يقلق جيش الاحتلال والشاباك وفقًا للصحيفة "هو عودة المقاتلين إلى الشمال والقدرات الإسرائيلية المحدودة في منع ذلك، في المقابل، يخشى المستوى السياسي من تأثير العودة إلى الشمال على الوعي".
وتضيف: "إذا وافقت إسرائيل على عودة السكان إلى شمال القطاع، سيُنفذ ذلك بصورة تدريجية ومدروسة، بإشراف أمني إسرائيلي مشدد، من حيث جمع المعلومات الاستخباراتية وكذلك من حيث المنطقة العازلة بين غزة ومستوطنات الغلاف"
يُشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر دعوا في بيان مشترك كل من حركة حماس و"إسرائيل" للعودة إلى التفاوض يوم الخميس المقبل (15/8/2024) من أجل البحث في آليات وقف إطلاق النار وإجراء صفقة التبادل.