غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خيام النزوح.. تهدد حياة النازحين وتفقدهم الأمان والخصوصية

خيام النازحين في الليل 2.jfif
شمس نيوز - عبدالله أبو نصيف

في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين تعيش عائلة "أم معاذ" مأساة حقيقية داخل خيمة لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء، فقد تكافح من أجل تأمين أساسيات الحياة لأطفالها من خلال "فرن الطينة" لتوفير بعضَا من الأموال التي تساهم في توفير قوت أطفالها اليومية.

وكغيرها مئات الآلاف من العائلات الغزية النازحة من شمال قطاع غزة تعرضت "أم معاذ" لتحيات وصعوبات كبيرة تجعل من الحياة اليومية كابوسًا مستمرًا داخل مخيمات النزوح حيث توفير المياه والطعام والملابس وكل مستلزمات الحياة.

تهدد كارثة وبائية جديدة مخيمات النزوح وسط قطاع غزة مع انتشار مرض "الجرب" الجلدي، سريع العدوى، والذي تفشى جراء تراكم مياه الصرف الصحي بين الخيام وانعدام النظافة الشخصية بسبب شح توفر المياه والمنظفات.

ويعيش نحو مليوني نازح داخل المخيمات ومراكز الإيواء في قطاع غزة، في ظروف معيشية قاسية، ووسط خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة.

وما يزيد الحالة الصحية خطورة، النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات للمرضى والمصابين، فيما استشهد عشرات المرضى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، جراء هذا النقص.

ومع شح المياه والمنظفات كالصابون ووسائل الاستحمام، يبقى المشهد أكثر تعقيدا، حيث تنعدم وسائل النظافة الشخصية وسط حالة من الاكتظاظ السكاني في أماكن النزوح ما يتسبب بتفشي الأمراض الجلدية خاصة "الجرب".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، حذرت منظمات ومؤسسات صحية وحقوقية وأممية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين جراء الاكتظاظ وتراجع النظافة الشخصية.

وتؤكد المصادر الطبية أن آلاف المرضى في القطاع يواجهون الموت نتيجة نقص الأدوية وتدمير إسرائيل معظم المنظومة الصحية في القطاع.

وعمد الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات رسمية وأممية.

"أم معاذ" والتي تعيل ثلاث فتيات، فقد اضطرت للنزوح المتكرر داخل قطاع غزة بحثاً عن الأمان، من شمال غزة إلى دير البلح، ثم إلى مواصي خانيونس، وصولاً إلى رفح وأخيراً عادت إلى مخيم النصيرات، ما يعكس حجم الكارثة التي تعانيها.

وتفتقد "أم معاذ" للأمان والخصوصية، فابنتها الكبرى "إسراء" تعبّر عن حالة من التوتر والقلق اليومية التي تعيشها نتيجة لعدم الأمان، حيث تشعر بالخوف من دخول الغرباء أو حتى الحيوانات الضالة ما يجعل الليل وقتًا للتوتر النفسي والعقلي، لا سيما في ظل الظلام الدامس، لعدم توفر الكهرباء أو حتى البطاريات.

وتؤكد أم معاذ أنها تعيش وسط تهدد كارثي لحياة أطفالها وبناتها في ظل فقدان الخصوصية والأمان، مشيرة إلى أن بناتها أصبن بالحساسية المفرطة نتيجة الحرارة المرتفعة داخل الخيمة.

وبينت أنها بحثت عن الأدوية في جميع الصيدليات المحيطة بمخيمها والمستشفى دون جدوى ما أدى لانتشار أوسع لمرض الحساسية في أجساد بناتها، إذ أرجعت السبب إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية بهدف نشر الأمراض بين أبناء قطاع غزة.

لا تختلف معاناة "أم معاذ" عن جارتها "أم السعيد" التي نزحت من الشيخ عجلين إلى مدينة رفح جنوب القطاع ثم إلى العودة إلى مخيم النصيرات خلال الاجتياح البري لرفح، فقد دمر الاحتلال منزلها بالكامل، ما اضطرها للعمل في نفس المهنة "فرن الطينة" تقول: "صحيح إن الجهد الشاق لم يكن خياراً بل ضرورة للبقاء على قيد الحياة".

وتقول أم معاذ لمراسلنا: "إنها تعيش وعائلتها في مخيم يفتقر إلى الصرف الصحي حيث تنتشر في الأمراض داخل المخيم ما أدى لإصابة الكثير من الأطفال بأمراض وتلوثات بيئية خطيرة".

وأوضحت أن الديدان اجتاحت خيمتهم بسبب انعدام وسائل النظافة أو المبيدات الحشرية، قائلة: "يوميا وفي ساعات الصباح الباكر أشرع بتنظيف الديدان بكنسها للخارج".

وتحمل العائلات الغزية شوقاً لا يوصف للعودة إلى بيوتهم، حتى لو كانت بيوتهم مجرد أنقاض، ليستعيدوا ذكرياتهم الجميلة ويأملون بأن تنتهي الحرب قريباً ليعودوا إلى الأماكن التي شهدت أحلامهم وتفاصيل حياتهم.

وفي حزيران/يونيو الماضي، أعلنت مصادر طبية فقدان 70 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية من المستودعات الصحية، محذّرة من نفاد وشيك للأدوية والمهمات الطبية الخاصة بالأمراض التخصصية كالسرطان والفشل الكلوي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، في حصيلة غير نهائية، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.​​​​​