غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور "بسمة أمل"... على وجوه معوّقي غزة

عائلة سلمان حمدية من ذوي الإعاقة يتحدثون عن أزمة الخيام والنزوح خلال حرب الإبادة على غزة.jfif
الأخبار اللبنانية- مطر الزق

واجه الزوجان هديل وسلمان حمدية، الكثير من الصعوبات للتأقلم في مخيمات ومدارس النزوح من غزة إلى رفح ثم دير البلح، بسبب إعاقتهما السمعية؛ إلا أنه ما إن سمع الزوجان بمخيم «بسمة أمل» للأشخاص ذوي الإعاقة، والمُقام في منطقة مواصي دير البلح، حتى توجّها مباشرة إليه لضمان الحصول على خيمة تقيهما حرّ الصيف وبرد الشتاء، وبعض الخدمات الخاصة بهما.

والواقع أن أحوالهما تغيّرت منذ أن وطئت أقدامهما المخيم الذي يعدّ الأول من نوعه وأنشأته 3 مؤسسات إغاثية لمساعدة المعوّقين، سواءً سمعياً أو بصرياً أو حركياً، على تخطّي صعوبات النزوح، بتوفير احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب وخدمات اجتماعية ونفسية وتعليمية، فقدوها منذ اندلاع الحرب على القطاع.

وبدأت حكاية الزوجين حمدية مع النزوح، عندما استهدف قصف إسرائيلي موقع سكنهما شرقي حي الشجاعية في مدينة غزة، وأصاب طفلهما الصغير جهاد بحالة من الهلع، ما دفعهما إلى النزوح بشكل عاجل، مخلّفَين وراءهما أهمّ ممتلكاتهما، والمتمثّلة في «سماعات الأذن».

ومع اشتداد العدوان الإسرائيلي، اضطرّا إلى النزوح مجدداً إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، ثم إلى مدينة دير البلح، وهما مجرّدان أيضاً من مستلزماتهما، ويقول سلمان، لـ«مراسلنا»: «علمتُ بوقوع الحرب من حالة الخوف التي أصابت ابني، وصوت الضجيج داخل أذني، كنت أعاني من وجع رأس شديد، حملت ابني وأخذت زوجتي وهربت إلى مكان اعتقدت أنه آمن»، مضيفاً: «قلبي حزين كثيراً لعدم قدرتنا على التأقلم والتعامل مع الناس.

كنا قد تأقلمنا مع الأسرة والمجتمع المحيط بنا، ولكن منذ بداية الحرب والنزوح واجهنا الكثير من الصعوبات، ومن ضمنها عدم قدرة الناس على التعامل معنا بسهولة، حيث تصل المعلومات إليهم بصعوبة كبيرة»، متابعاً: «لا أستطيع مثلاً سماع دقة باب الخيمة، وهذا أكثر ما يؤلمني».

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

أما زوجته هديل، فتقول: «كانت حياتنا جميلة وسهلة ومميزة مع الأسرة والعائلة والأحباب قبل الحرب، ولكن بعد السابع من أكتوبر تغيرت رأساً على عقب، إذ تفاجأنا بأن الحرب طالت مدتها، لا يوجد هناك شغل ولا هدف، وباتت الحياة صعبة جداً»، وتستذكر أوّل أيام الحرب، عندما احتضنها نجلها جهاد بقوة من دون سبب كما كانت تعتقد، قبل أن تكتشف أن ردّ الفعل هذا كان نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف جداً.

وفيما يتعلق بحياتها داخل مخيم «بسمة أمل»، تشير هديل إلى أن «المكان جميل جداً، وأفضل من أي مكان نزحنا إليه، لأنه وفر لنا الكثير من الاحتياجات الخاصة بنا كأشخاص ذوي إعاقة، وعمل على دمجنا وحل بعض مشكلاتنا المتمثلة في توفير خيمة تؤمن لنا الحماية وحمامات خاصة، إضافة إلى خدمات الطعام والشراب»، مستدركةً بأن «الأزمة التي تعاني منها داخل المخيم هي عدم إيجاد فرصة عمل لزوجها سلمان، يستطيع عبرها توفير دخْل للأسرة».

وإلى جانب عائلة حمدية، تجد عائلة السيدة سوزان أبو ناموس التي نزحت من شمال غزة، ولديها ثلاثة أبناء من ذوي الإعاقة هم: «رُبى (21 عاماً) التي تعاني إعاقة سمعية وحركية بالإضافة إلى ضمور في العضلات، وعبد الله (18 عاماً) الذي يعاني إعاقات مماثلة، وسراج (10 أعوام) الذي يعاني إعاقة حركية وضموراً أيضاً». وكانت أبو ناموس تعاني، في مخيمات النزوح الأخرى، من عدم قدرة على الانسجام، لأن أبناءها بحاجة إلى تعامل خاص.

تقول لـ«مراسلنا»: «كان أبنائي يجلسون على الأرض الملوثة؛ لعدم توافر الفراش والمياه النظيفة والخيمة وكراسٍ للإعاقة، لكن داخل مخيم "بسمة أمل" توافرت بعض الأمور المهمة والضرورية لحماية أبنائنا من التلوث أو الإصابة بأمراض أخرى»، مستدركةً بأن أبناءها «ما زالوا يفقدون الكثير من حقوقهم المسلوبة، ومنها الحق في التعليم والحق في الحياة والحق في توفير الشراب والمأكل والملبس»، مناشدةً العالم «توفير الحماية والأمان لسكان قطاع غزة بشكل عام، والأشخاص ذوي الإعاقة تحديداً، وتوفير كراسٍ وسماعات للمعاقين».

ومن جهتها، توضح مسؤولة مخيم «بسمة أمل»، نهى الشريف، أن «المخيم أقيم على نحو 7 دونمات في مواصي دير البلح وسط قطاع غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر، وجمعية أطفالنا للصم، إيماناً منا بمسؤوليتنا تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة»، مشيرة إلى أن هؤلاء هم «أكثر الفئات المهمشة في المجتمع، ولا سيما خلال عمليات النزوح».

ويخدم «بسمة أمل»، وفقاً للشريف، «نحو 93 أسرة تتكون من نحو 117 شخصاً، بهدف تحسين الظروف المعيشية لهذه الفئة»، سواء لناحية «توفير دورات مياه خاصة للنساء وأخرى للرجال، أو غرف صفية للأطفال، أو برامج تفريغ نفسي وجميع الخدمات اللوجستية من طعام وشراب، إضافة إلى حفر بئر غاطس وتوفير كشافات للإضاءة لتوفير الهدوء النفسي».

وتلفت إلى أن «أعداد المعاقين زادت بشكل كبير في المجتمع الفلسطيني»، مشددةً على ضرورة «دعمهم ببرامج طويلة الأمد كالبرامج التشغيلية، علماً أن الكثيرين منهم لديهم مهن وحرف مختلفة أبرزها الحلاقة»

بسمة أمل 3.jfif


بسمة أمل 4.jfif


بسمة أمل.jfif


بسمة أمل 2.jfif