شمس نيوز/خاص
"إلى غرفة العناية بسرعة، المريض بحاجة إلى جراحة سريعة وإلا سيموت خلال ساعتين، المريض: دعني أصلي ركعتين لله قبل أن أدخل العمليات.. الطبيب: لا يوجد وقت للصلاة حياتك في خطر".
هذا جزء من المشهد المضحك المبكي، والمكان كالمعتاد، مستشفى الشفاء بغزة، حيث التاريخ يتكلم عن أناس كثيرين دخلوا مشيا على الأقدام، وخرجوا محملين على الأكتاف، ليس بسبب أخطاء طبية أو شهادات طب لا نعلم من أي دولة تم شراؤها بالمال، حاشاهم، بل لأنه في الأصل جاء للمستشفى ميتا، ولأن الجنين أيضا كان ميتا في بطن أمه منذ شهرين، أو أن المريض دخل المستشفى حاملا لانفلونزا الطيور!! بالطبع هذه هي مبرراتهم لتبييض صفحتهم، وإبقاء الضحية ضحية حتى بعد دفنه تحت التراب، مع قليل من الترهيب والتخويف والتهديد حال تم الإفصاح للإعلام أو الشكوى لأحد من المسئولين..
قد يكون في الكلام شيء من المبالغة، وقد يكون لا يوفي أطباءنا الأعزاء حقهم.. لكن ما هي القصة؟؟
قبل ثلاثة أيام، دخل المواطن (ي.ن) من مدينة غزة، والبالغ من العمر (45 عاما) إلى استقبال مستشفى الشفاء بغزة، يعاني من بعض الألم في صدره، جراء ضربة خفيفة لا تستدعي إلا الاطمئنان فقط، ذهب ماشيا على قدميه برفقة بعض أقاربه، يخلو إلا من بعض الإرهاق والرضوض.
طلب طبيب الاستقبال من المريض النزول إلى قسم الأشعة (x ray)، وعمل صورة لصدره، فنزل يرافقه أحد أقاربه، دخل غرفة الأشعة، احتضن جهاز التصوير، خرجت الصورة، صعدوا بها إلى الطبيب المختص..
الطبيب ينظر إلى الصورة بتعجب، يلقي بها من يده بسرعة البرق، يستدعي الأطباء بشكل طارئ، الخوف بدأ ينتاب المريض (ي.ن) والمحيطين به، ما الذي يجري؟؟ ما القصة؟؟ الطبيب: إلى غرفة العمليات بسرعة، المريض بحاجة لعلمية جراحية عاجلة وإلا سيموت خلال ساعتين!!
يطلب المريض من الطبيب أن يصلي ركعتين لله قبل دخول العملية، الطبيب: لا يوجد وقت للصلاة، أنت ستموت خلال ساعتين!!
أحد المرافقين: خير يا دكتور شو القصة؟ الطبيب: صدره معبأ بالهواء ويحتاج لجراحة لتفريغ الهواء بسرعة وإلا سيموت خلال ساعتين!!
المرافق: هناك خطأ ما يا دكتور.. الطبيب غاضبا: لا وقت للكلام، إلى العمليات بسرعة.
دخل (ي.ن) غرفة العمليات، ولحق به أحد أقاربه الذي حضر تصوير الأشعة محاولا إقناع الأطباء أن خطأ ما حصل أثناء أخذ الأشعة لصدره، إلا أن الطبيب المختص بعلاج الحالات الصدرية تجاهل المرافق، وألبس المريض لباس العمليات، وضربه إبرة بنج أفقدته الوعي وأخذ عدة التشريح بيديه.
المرافق قريب المريض مصمم على أن خطأ ما حصل في غرفة الأشعة، ليقول للطبيب قبل ثوان فقط من بدء التشريح: الرجل في غرفة الأشعة أخذ الصورة للمريض بدون أن يطلب منه خلع قميصه المليء بأزرار حديدية تظهر في صورة الأشعة وكأنها ضربات في الصدر!!
بعد جهد جهيد، استدعى الطبيب قميص المريض، وقارن بين الأزرار على صدر القميص وعددها ومكان الفتحات في صورة الأشعة، ليجدها متطابقة، فيأمر بإنزال المريض مجددا إلى غرفة الأشعة، لكن هذه المرة بدون قميص، لتظهر النتيجة بأن صدره خالٍ من فقاعات الهواء، ولا يوجد لديه أي مشكلة تستدعي عملية جراحية طارئة!!
يقول (ي.ن) لـ"شمس نيوز": كدت أموت خوفا عندما رأيت المشهد، فربما قتلوني بسبب خطأهم هذا".
وأضاف: دخلت المستشفى بحالة مستقرة أعاني من بعض الألم، وفجأة وجدت نفسي بحاجة لعملية جراحية سريعة وإلا سأموت خلال ساعتين، حتى أن الطبيب لم يسمح لي بصلاة ركعتين!!".
ويطالب المواطن المذكور كل المعنيين بوزارة الصحة وعلى رأسهم الوزير، بمحاسبة المسئولين عن هذا الخطأ الطبي وتقديمهم للمحاكمة، ومراقبة عمل المستشفيات بشكل جدي ومهني لئلا يقع الناس ضحايا لجهل الأطباء.
أما مرافق المريض الذي كان يحاول إقناع الطبيب بوجود خطأ في صورة الأشعة، فقال لـ"شمس نيوز": منذ اللحظة الأولى لتصويره في غرفة الأشعة لاحظت أن البقع البيضاء الدائرية في الصورة مطابقة للأزرار الحديدية في قميص قريبي، ولولا عناية الله لمات الرجل تحت أيديهم، والمبرر لدى الأطباء جاهز، جاء ميتا أصلا!!".
وأضاف: بعد اكتشاف حقيقة صورة الأشعة طلب منا الطبيب إخفاء الأمر والتستر على الأطباء وعدم إفشاءه، إلا أنني أرى ضرورة فضح الأمر حتى لا يتكرر، مع قناعتي التامة أنهم لن يحققوا في الموضوع وربما يتضرر المريض نفسه وتتم ملاحقته".
زوجة الضحية (ي.ن) أعربت عن قلقها من ملاحقتهم بعد نشر القصة، أو التضييق عليهم، إلا أنها سلمت أمرها لله، واقتنعت بضرورة محاسبة المسئولين عن الأخطاء الطبية ليكونوا عبرة لغيرهم.
وتحتفظ "شمس نيوز" بالتقرير الطبي للمريض وصور الأشعة الأولية التي تظهر الخطأ الذي وقع فيه الأطباء.
وحاول مراسل "شمس نيوز" التواصل مع مسئولين في وزارة الصحة بالضفة وغزة، إلا أن الاتصالات فشلت.
وبعد هذه القصة.. هل تتحرك أقطاب وزارة الصحة بسرعة تحرك الطبيب قبل أن يموت الشعب خلال ساعتين؟؟؟
وتترك "شمس نيوز" منبرها مفتوحا لوزارة الصحة كي توضح الأمر وتنشر مبرراتها.