غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"خطة الجنرالات".. "إسرائيل" تبحث عن طريق الحسم

عبد الله مغاري
كتب/ عبد الله مغاري

حتى اليوم، لم تحقق "إسرائيل" الأهداف المُعلنة والتي وضعتها للحرب على غزة في ايامها الأولى، والتي تتمثل بتحرير الأسرى الإسرائيليين والقضاء على المقاومة في القطاع وإنهاء حكم حركة حماس، ولم تترك "إسرائيل" منذ ذلك الوقت اي طريقة إلا وجربتها في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود.

لقد دمرت "إسرائيل" غزة وقتلت ما يزيد عن 40 ألف من سكانها، وجوعت من تبقى ومارست كل الضغوط لتحقيق أهدافها ولم تفلح، صحيح أن الخسائر الفلسطينية كبيرة وكبيرة جدًا لكن الإنجاز الإسرائيلي يبقى معدومًا ما دام لم تتحقق أهداف الحرب.

▫ينشغل الجميع في "إسرائيل" بالتفكير في طريقة حسم الحرب وتحقيق أهدافها، وذلك نابع من شعور النخبة السياسية والعسكرية أيضًا، بعدم وجود إمكانية حقيقية لحسم الحرب لصالح "إسرائيل"، في ظل فشل تحرير الأسرى بالطرق العسكرية وفشل الضغط بالحصول على تنازل بشأن صفقة التبادل، بجانب فشل الجيش بالقضاء على المقاومة وإنهاء حكم حركة حماس، فضلًا عن فشل إعادة سكان مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

الجنرالات هم من ضمن الذين فكروا في إيجاد طريق الحسم، فكانت خطتهم تقضي بإخلاء شمال غزة واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، وهذه ليست الخطة الوحيدة، هناك عدة خطط ومقترحات منها ما يجري تجربته في لبنان ومنها ما جرى تجربته في غزة، ومنها ما هو غير معلن وما هو معلن مثل الاستيطان في غزة، وإبعاد قادة حماس للخارج، وخطة العشائر الخ.

" خطة الجنرالات" خطة قديمة جديدة، أهم عناوينها وهو إخلاء شمال غزة تم تجربته في بداية الحرب، نجحت "إسرائيل" حينها في تهجير معظم السكان، لكن على الصعيد العملياتي لم يحقق لها ذلك الإنجاز الكبير فلم تنجح بالقضاء على المقاومة هناك، أما على الصعيد السياسي فقد أعطاها ذلك ورقة تستخدمها بالمفاوضات وهي ورقة النازحين.

لا يعرف أحد التفاصيل الكاملة  لخطة الجنرالات، لكن ما نعرفه استنادًا لما يرشح بالإعلام العبري واستنادًا للعناوين المنشورة للخطة، أن تطبيق الخطة بأكملها أمر غير متوافق عليه إسرائيليًا، وذلك لعدة اعتبارات أهما النتائج العكسية المتعلقة بصورة إسرائيل أمام العالم.

نعود للخلف قليلًا، قبل أسابيع صادق نتنياهو وغالانت على دراسة العمليات التي يمكن تنفيذها بغزة على أساس خطة الجنرالات، أي أن المستوى السياسي والعسكري اتفقا على الاستناد إلى أجزاء من الخطة وخاصة المتعلقة في العمليات بغزة، وهذا ما يبدو أنه يجري في جباليا حاليًا.

واضح أن الاحتلال يستخدم أساليب جديدة في شمال غزة، سواء على شكل العملية أو على صعيد خطة الحصار، صحيح أن الغموض يكتنف كثير من تفاصيل ما يجري هناك، لكن الواضح أن "إسرائيل" تجرب خطة جديدة إذا نجحت فيها بالطبع ستكررها وتطبقها على مناطق أخرى في غزة.

▫الحرب في غزة بالمفهوم العسكري انتهت، نحن في مرحلة انتظار النهاية، وحتى نصل إليها لا تتوقف "إسرائيل" عن محاولات الحصول على صورة نصر أولًا، والحصول على وضع أمني وسياسي بعد الحرب يتناغم مع أهدافها الاستراتيجية ثانيًا، في ظل مأزق الخروج من عنق الزجاج.

المشاريع الإسرائيلية كبيرة وخطيرة، ولا أقصد تلك التي تحاك خلال الحرب إنما قبل ذلك، لكن كل المشاريع الإسرائيلية هي مشاريع هشة وضعيفة لأنها غير مستندة للحق، تفشل هذه المشاريع إذا وقف الفلسطيني أمامها موحدًا بالسياسة والميدان، فتوحدوا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".