يحاول عمال الإغاثة ومدنيون جاهدين العثور على ناجين بين أنقاض المبنى السكني الذي استهدفته غارة إسرائيلية، أمس، في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة مخلفة عشرات القتلى.
وأظهرت صور فرانس برس أشخاصا بلباس مدني ينقلون قتلى وجرحى ويحملونهم بعد أن لفوا بأغطية مغطاة بالدماء من موقع القصف الذي خلف دمارا كبيرا.
كما أظهرت الصور جثثا منتشرة في الطرقات وملفوفة بأغطية وملاءات ملونة بينما يحاول أشخاص التعرف عليها أو توديع من يعثرون عليه من أقاربهم.
ورصد مصور وكالة فرانس برس عربة يجرها حصان محملة بجثامين ملفوفة بملاءات بيضاء بينما تجمع عدد من الأشخاص حولها.
وفي موقع آخر في البلدة، كان أشخاص يدفنون عددا من الجثامين في قبر واحد.
وفي موقع الغارة وعند نافذة إحدى الشقق، تدلى نصف جسد يبدو أنه لفتاة ذات شعر طويل.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن "عدد الشهداء في مجزرة منزل عائلة أبو نصر في بيت لاهيا (ارتفع) إلى 93 شهيداً وما زال نحو 40 مفقودا تحت الأنقاض".
وبث نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد من النساء والأطفال وعدد من الرجال يجلسون وبعضهم يبكي، حول عشرات الجثث الملفوفة بأغطية والملقاة على الأرض بجانب المبنى المدمر.
وقال بصل، إن البناية المستهدفة المؤلفة من خمس طبقات كانت تؤوي عشرات النازحين من سكان مخيم جباليا وبيت لاهيا.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، إن منظومة الدفاع المدني "معطلة بشكل كامل" في شمال القطاع بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، إضافة إلى "اعتقال عشرات الأفراد من كوادر الدفاع المدني والصحة".
أما الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان فأكد وصول "15 شهيدا و35 جريحا غالبيتهم أطفال جراء قصف منزل لعائلة أبو نصر في بيت لاهيا".
وأكد أبو صفية، "لا يوجد في (مستشفى) كمال عدوان سوى إسعافات أولية بعد اعتقال الجيش للطواقم الطبية والعاملين في المستشفى".
وكان مدير المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص وجه دعوة إلى كل الأطباء الجراحين "للعودة إلى مستشفى كمال عدوان لمحاولة إنقاذ المصابين".
لكنه أضاف، "مستشفى كمال عدوان خارج عن الخدمة وجيش الاحتلال يطلق النار أثناء إسعاف مصابي مجزرة مشروع بيت لاهيا"، مناشدا العالم "التحرك وعدم الاكتفاء بالتفرج على حرب الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.