عبر مواطنون جنوب قطاع غزة عن ارتياحهم الشديد من تصفية بعض لصوص وسارقي الشاحنات التجارية والإغاثية، تزامنًا مع انتشار شبح المجاعة؛ لشح الأسواق من السلع والمنتجات الغذائية لا سيما اختفاء "الطحين" وارتفاع سعره بشكل جنوني.
وكانت مصادر أمنية أكدت تمكن أجهزة الأمن الفلسطينية بالتعاون مع لجان عشائرية من تنفيذ عملية نوعية أدت لقتل نحو 20 شخصًا من العصابات الإجرامية واللصوص ضمن حملة موسعة لمكافحة سرقة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
ولاقت العملية النوعية ترحيبًا واسعًا من كافة الجهات الشعبية والرسمية، حيث أشادت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بالجهود الرادعة التي قامت بها وزارة الداخلية "بحق اللصوص المجرمين الذين يعبثون بأمن الجبهة الداخلية ويسرقون أقوات المواطنين وخبزهم ودواءهم.
تحذير للتجار
وقالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، في تصريح لها مساء الاثنين: "إن هؤلاء اللصوص يكملون دور الاحتلال في محاصرة شعبنا وتجويع أطفاله ونساءه وشيوخه"، مشيرة إلى أنها حذرت مرارا وتكرارا كل العابثين وقطاع الطرق وعصابات اللصوص، وأعلنت القوى مطالباتها الملحة بضرورة التحرك الفاعل والسريع ضد كل السارقين واللصوص.
ووجهت القوى رسالة إلى التجار، حذرتهم فيها من "العبث والكسب غير المشروع على حساب المواطن النازح والفقير"، داعية التجار لوقفة صادقة مع أنفسهم وعدم الانسياق وراء رغبات النفس ونزواتها على حساب الأمر الذي يزيد من معاناة أبناء شعبهم".
وجددت القوى تأكيدها رفع الغطاء الوطني عن جميع المتورطين، واستعدادها الدائم لإسناد جهات الاختصاص في عملها المرتكز على حماية مصالح المواطنين وتأمين إيصال المساعدات وتوزيعها بشكل عادل لكل مواطن.
شكرا لأجهزة الأمن
وأكد مواطنون عبر حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي بأن عصابات سرقة الشاحنات التجارية والإغاثية لم يجرؤوا على تنفيذ سرقتهم وتشكيل عصابة شبه منظمة؛ لولا الحماية والدعم الذي يقدمها لهم الاحتلال الإسرائيلي لا سيما في المناطق الشرقية لمدينة رفح وخانيونس أقصى جنوب القطاع.
الدكتورة انتصار العواودة علقت عبر حسابها الخاص في منصة "فيسبوك" عن ارتياحها الشديد وقدمت الشكر للحكومة والأجهزة الأمنية واللجان العشائرية على تفكيك العصابات وقتل اللصوص والمجرمين، وقالت: "إن العصابات المتشكلة كانت بدعم إسرائيلي "ظل نتنياهو يشكل عصابات لسرقة المساعدات، لكن الأخضر رتب مع العشائر وضربت كبير اللصوص"، بينما كتب محمد عبد اللطيف عبر حسابه الخاص: "اليد الخفية وراء سرقة المساعدات".
بينما يرى المواطن محمد علي بأن ظاهرة اللصوص وسرقة الشاحنات التجارية والمساعدات الاغاثية اقتربت من النهاية وذلك بعدما أعلنت الأجهزة الأمنية عن تمكن عناصرها من قتل نحو 20 شخصًا من اللصوص، ويقول علي: "سرقة المساعدات وبيعها للتجار ستنتهي قريبا جدًا".
وفي الوقت ذاته أشار المواطن ياسر عز الدين بعلامات التعجب والاستغراب: "لاحظوا خبث الاحتلال يسمح بمرور المساعدات من الطريق تسيطر عليها العصابات".
بينما يأمل المواطن تامر أبو ظاهر بأن تؤدي تصفية اللصوص وسارقي الشاحنات التجارية والإغاثية إلى انخفاض أسعارها في الأسواق، قائلًا: "بعد هذه الأخبار الممتازة إن شاء الله تنزل الأسعار".
فيما دعا المواطن "أبو يامن" الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لمواصلة الدرب واستكمال دورها في استئصال باقي العصابات الإجرامية وإعادة المساعدات لأصحابها قائلًا: " كملوا على الباقي الله لا يقيمهم".
ضمن عملية أمنية مخطط لها
من جهته أكدت مصادر في وزارة الداخلية لقناة "الأقصى"، أن العملية الأمنية تمثل بداية لمجموعة من العمليات الأمنية المخطط لها منذ فترة، والتي تستهدف كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات، والذين ساهموا في تفاقم أزمة المجاعة التي تهدد سكان جنوب القطاع.
وكانت 29 منظمة دولية غير حكومية، أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيليّ يتيح لعصابات نهب شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة، كما أنه يستهدف أفراد الشرطة في غزة، كلّما حاولوا منع هذه العصابات من السيطرة على الشاحنات.
سنلاحق اللصوص في كل بقاع الأرض
وفي وقت آخر نقلت الوكالة الرسمية "وفا" عن مصدر فلسطيني وصفته بالكبير تحذيره للجميع من التعامل أو مساعدة التجار المتورطين والعصابات داخل قطاع غزة وخارجه.
وأكد المصدر أن الإجراءات ستُتخذ ضد كل من يثبت أنه على علاقة مع تجار وعصابات لقمة العيش، وسيلاحق في كل بقاع الأرض.
وشدد على أن "السلطة الفلسطينية بصدد الانتهاء من تجهيز أسماء كل من يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب، ويستغل احتياجاته الإنسانية للثراء والغنى، على حساب رغيف الخبز وقطرة الماء وخيمة الإيواء". وفقاً لما نُشر في وكالة الأنباء الرسمية.
وأكد المصدر أن أسماء هؤلاء المتورطين ستكون في قائمة سوداء، وستتم ملاحقتهم، مهما طال الزمن، ومحاسبتهم، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، والتعامل معهم بقانون كتجار الدم ولقمة العيش.