غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لبنان: إبادة لبلدة الخيام..واشتباكات ضارية بين حزب الله والاحتلال

الضاحية الجنوبية لبيروت.webp
شمس نيوز -بيروت

ساعات عصيبة تمر على بلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان، حيث تواجه إبادة إسرائيلية واسعة. فالبلدة، التي تحمل تاريخاً حافلاً في الصمود بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بين عامي 1982-2000 وفي حرب يوليو/ تموز 2006، تتعرض منازلها ومبانيها حالياً لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبالتزامن مع ذلك، تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة عليها من الجو، التي تترافق مع قصف مدفعي وبقذائف الفسفور الحارقة المحرَّمة دولياً.

وتبعد البلدة، التي تتبع قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، نحو 5 كيلومترات عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتُعَدّ إحدى 3 بلدات يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 10 أيام للسيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية. وحسب ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، الجمعة، "ينفذ جيش الاحتلال عمليات تفجير عنيفة جداً في الخيام". وأضافت الوكالة أن هذه التفجيرات "ناجمة عن عمليات تفخيخ وتفجير للمنازل والمباني في البلدة".

ولفتت الوكالة إلى أن دويّ اثنين من هذه التفجيرات سُمع ووصل عصفها إلى البلدات المجاورة. وتأتي عمليات التفجير الممنهجة للمنازل والمباني في الخيام بالتزامن مع شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً وبقذائف الفسفور على البلدة، حسب المصدر ذاته.

 

وفي وقت سابق الجمعة، نشر جيش الاحتلال عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد وصوراً لجنوده، قال إنها في جنوب لبنان، من دون تحديد المنطقة، فيما قالت قناة "الجديد" اللبنانية الخاصة إن "المعطيات والمشاهد (التي نشرها الجيش الإسرائيلي) تظهر أن هذه المنطقة هي مدينة الخيام".

حزب الله يواصل التصدي في الخيام

في المقابل، يواصل حزب الله التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في جنوب لبنان، وخصوصاً في بلدة الخيام. إذ قال الحزب إنه "استهدف بصليات صاروخية وقذائف مدفعية ومسيّرات انقضاضية 16 تجمعاً لقوات إسرائيلية في جنوب لبنان"، حتى الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش. ومن بين الاستهدافات 8 تجمّعات لجنود عند الأطراف الشرقية والجنوبية لبلدة الخيام، و3 تجمّعات في منطقة تل نحاس عند أطراف بلدة كفركلا، وتجمّعان في بلدة شمع ومنطقة تلة أرميس غربها، وتجمّع في بلدة يارين، وتجمّعان عند منطقة مثلث دير ميماس (تقاطع طرق يربط بين بلدات دير ميماس والقليعة وكفركلا).

وضمن تصديه للقوات الإسرائيلية الغازية للبلدة، قال حزب الله إنه "استهدف بصاروخين موجهين دبابتين للجيش الإسرائيلي من نوع ميركافا جنوب منطقة معتقل الخيام في بلدة الخيام، ومحيط قلعة شمع". ولفت إلى أن "الاستهدافين أدّيا إلى تدمير الدبابتين، وسقوط أفراد طاقميهما بين قتيل وجريح".

ومعتقل الخيام كان مركز احتجاز تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة احتلالها لجنوب لبنان بين عامي 1982 و2000 لاعتقال العديد من اللبنانيين وتعذيبهم. وأصبح هذا المعتقل رمزاً للمعاناة والصمود، حيث تعرّض المعتقلون فيه لأبشع أنواع التعذيب. وعام 2000، ومع انسحاب القوات الإسرائيلية، تحرّر المعتقل وأصبح شاهداً على جرائم الاحتلال.

 

ويأتي تصاعد استهداف حزب الله لتجمعات جنود الاحتلال الغازية لجنوب لبنان، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية التي تتضمن محاولة غزو بلدات أعمق في الجنوب اللبناني، بدلاً من البلدات الحدودية التي كان يحاول غزوها. ورداً على ذلك، توعّد حزب الله في اليوم ذاته جيش الاحتلال بـ"مزيد من الخسائر والإخفاقات"، مشدداً على أنه مستعد لـ"معركة طويلة".

3 محاور للغزو

ووفق مصادر ميدانية لبنانية تحدثت لوكالة الأناضول في وقت سابق، فإن جيش الاحتلال منذ إعلانه بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في جنوب لبنان، يركز على 3 محاور رئيسية للغزو، هي محاور بلدات الخيام (جنوب شرق)، وبنت جبيل (وسط جنوب)، وشمع (جنوب غرب). وتعني السيطرة على الخيام، التي ترتفع نحو 950 متراً عن سطح البحر، السيطرة على القطاع الشرقي للجنوب اللبناني وصولاً إلى سهل بلدة حولا، وإمكانية قطع طريق البقاع الذي تعتبره إسرائيل محور إمداد مهم لحزب الله، وفق مراقبين.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن السيطرة على بلدة شمع تعني عزل القطاع الغربي للجنوب اللبناني من بلدة الناقورة وحتى قضاء صور، بينما تمثل السيطرة على بلدة بنت جبيل "نصراً معنوياً" لإسرائيل، نظراً لكونها معقلاً لحزب الله، وتُعتبر رمزاً للمقاومة اللبنانية تاريخياً.

 

وإضافة إلى الدلائل على الوجود العسكري الإسرائيلي في بلدة الخيام، تشير بيانات حزب الله منذ أيام إلى مهاجمة تجمعات لجنود وآليات عسكرية لهم عند أطراف بلدة شمع وداخلها. لكن لم يتضح بعد شكل الوجود الإسرائيلي في البلدتين، إذ اعتادت القوات الإسرائيلية منذ بدء التوغل في الجنوب اللبناني مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الدخول والخروج من البلدات التي تتوغل فيها، حيث تُنفذ عمليات تدمير ممنهجة للمنازل والمباني، دون الاستقرار فيها، حتى لا تتعرض لهجمات من حزب الله.