غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الثوار السوريون يكتسبون خبرة حماس العسكرية !

مأمون العباسي – ميدل إيست آي 

اتهم الرئيس السوري بشار الأسد حركة حماس الفلسطينية بتسليح وتدريب الثوار السوريين ضد حكمه بعد انتفاضة آذار/ مارس ٢٠١١، التي ألهمت بالربيع العربي.

وفي مقابلة مؤخرًا مع الصحيفة السويدية إكسبريسين، شطح الأسد بالقول إن حماس “تدعم جبهة النصرة”، فرع القاعدة في سوريا، مرددًا -بشكل مثير للسخرية- تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ربط الحركة الفلسطينية بتنظيم الدولة الإسلامية.

بدورها، نفت الحركة الفلسطينية مرارًا أي تدخل عسكري في الصراع السوري، برغم انحيازها السياسي مع الانتفاضة الشعبية ضد الأسد، ووجهت التحية “للشعب السوري البطل المناضل لأجل الحرية والديمقراطية والإصلاح”.

حماس أكدت أن قادتها تركوا دمشق لتجنب الانجرار في الصراع السوري، بعد محاولات فاشلة من الحكومة السورية لتصوير الحركة الفلسطينية على أنها بجانب الأسد.

حماس نفت كذلك أي صلة بأكناف بيت المقدس، الفصيل الفلسطيني المسلح الذي قاتل ضد قوات الأسد -ومسلحي تنظيم الدولة- في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

إلا أن تنظيم أحرار الشام قال الأسبوع الماضي إنه بحث وتلقى استشارة من الفلسطينيين في غزة لكيفية حفر الأنفاق المستخدمة لقتال قوات الحكومة في ريف إدلب.

أبو مصعب، القيادي في أحرار الشام، أخبر قناة أورينت الداعمة للثورة أن التنظيم المسلح تلقى مقاطع تعليمية من الغزيين تظهر كيف يصلحون الأنفاق المنهارة، قائلًا “أصبحت الأرض هنا رطبة وبدأت تسقط علينا، وبعض الشباب علقوا في الداخل، لذلك تحدثنا مع الخبراء، إخوتنا في غزة، جزاهم الله خيرًا”.

وأضاف “استشرناهم بخصوص هذه المشكلة ونصحونا بجلب الصفائح الخشبية، وأرسلوا لنا مقطع فيديو يظهر كيف نفعل ذلك، وطبقناه”.

تناقلت عدة مواقع إخبارية تصريحاته، بما في ذلك داعمة ومعادية للأسد، ولكن بإضافة أن الفلسطينيين الذين أجابوا كانوا أفرادًا في حماس، بالرغم من أن الثوار السوريين لم يحددوهم بالاسم.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم بها تداول أخبار كهذه، ففي نيسان/ أبريل ٢٠١٣، قالت صحيفة لندن تايمز، نقلت عن مصادر غربية لم تسمها على صلة بالحكومة السورية والمعارضة، ادعت أن الجناح المسلح لحماس، كتائب عز الدين القسام، كانت تدرب فصائل تنتمي للجيش السوري الحر.

تقرير التايمز، الذي نفته حماس، زعم أن الحركة الفلسطينية كانت تساعد المعارضة السورية بحفر الأنفاق، التي تستخدمها لشن هجمات ضد قوات الحكومة.

وفي حزيران/ يونيو ٢٠١٤، قالت صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله، إن “مصادر مقربة من حزب الله والنظام السوري ادعت أن حماس لعبت دورًا في معارك القصير، حيث حفرت أنفاق باستخدام أجهزة إيرانية صغيرة نقلها حزب الله إلى حماس”، مضيفة أن “بعض هذه المتفجرات، بحسب المصادر، وجد أنها تضم شرائح إلكترونية حصلت عليها حماس من إيران وحزب الله”.

إلا أن شهادات من داخل سوريا تشير إلى أن مشاركة أعضاء سابقين من كتائب عز الدين القسام، الذين لم يعودوا يعملون مع حماس، ولكن أصبحوا منتقدين للحركة لمشاركتتها في السياسة وباتفاقات وقف إطلاق النار غير المباشرة مع إسرائيل.

بخصوص ذلك، قال الصحفي الفلسطيني إبراهيم خضر، الذي يغطي الصراع في سوريا، “إن فلسطينيين من غزة، تركوا حماس أو الجهاد الإسلامي ويقاتلون في سوريا، وهم يمتلكون خبرة خاصة في حفر الأنفاق أو تصنيع الصواريخ”، مضيفًا أن “هؤلاء الفلسطينيون ليسوا في غزة، لكنهم من غزة، أنا أعرفهم شخصيًا وتحدثت إليهم، هم فلسطينيون تركوا حركة المقاومة في غزة ليذهبوا إلى سوريا”.

وتابع خضر أن أعضاء القسام السابقين، الذين لا يريدون أن يعرفوا، “أعطوا خبرتهم لما يعتبرونه فصائل إسلامية في سوريا، وليس لحركة أحرار الشام فقط”، متابعًا أنهم “ساعدوا الثوار السوريين بحفر الأنفاق، إذ أن خبرة السوريين مع الأنفاق المنهارة قليلة”، مضيفًا أنهم “علموا السوريين كيف يطورون صواريخ بعيدة المدى شبيهة بالغراد”.

بحسب تقدير خضر، فإن عدد الفلسطينيين الذين انضموا لثوار سوريا من غزة لا يتجاوز الـ ٢٠٠، مضيفًا، ذو خبرات عسكرية عالية، بما في ذلك صناعة المتفجرات.

تدرب هؤلاء على يد عناصر القسام، الذين تدرب بعضهم من إيران أو حزب الله، مما قد يفسر اشتباه الحركة اللبنانية بمشاركة حماس في القتال لجانب الثوار السوريين.

وقال خضر “حماس اليوم في نقطة حرجة، فهي قد قامت بخطوات نحو إصلاح العلاقة مع إيران وحزب الله لكنهم (طهران والتنظيم اللبناني) استجابوا بفتور، مطالبين بثمن سياسي عال”، مضيفًا أنهم “طلبوا من حماس الدعم العلني للأسد”، معتبرًا أن حركة تراجع كهذه لا يمكن أخذها من الحركة الفلسطينية، التي تريد “مواقفها بناء على المبادئ، لا الانتهازية”.

وتابع خضر “معظم الشعب في غزة مع الانتفاضة السورية، باستثناء أقلية يسارية تُغير مواقفها بحسب مصالحها بأي وقت”.

سعت ميدل إيست آي لتحصيل توضيحات من الثوار السوريين في ريف إدلب بخصوص العلاقة مع الفلسطينيين الذين ساعدوا في الأنفاق، لكنها لم تستطع الوصول إليهم.

إلا أن عماد كركس، الصحفي في إدلب، قال إن الرأي العام لدى منتقدي الأسد هو أن القضية الفلسطينية والسورية متقاطعة “إذ أن كلاهما يحاربان الطغيان”.

استغل الأسد معاناة الشعب السوري لمكاسب سياسية لـ “يغطي نفسه من النقد”، بما في ذلك موقفه تجاه إسرائيل المستمرة باحتلال مرتفعات الجولان لأكثر من أربعين عامًا، بينما يستخدم قضيتهم كتشتيت عن “اضطهاد الشعب”، بحسب كركس، الذي يقول “بعد ثورة آذار الكرامة، لم يبتعد النظام عن قمع الفلسطينيين في سوريا، وقصفهم وحصارهم وتجويعهم”.

النظرة من معسكر الأسد مختلفة تمامًا، بالنسبة لهم، هم يدعمون “الممانعة” ضد إسرائيل، بالرغم من “خيانة حماس”، مؤكدين أنه حتى الصيف الماضي، استخدمت حماس أسلحة سورية لمقاومة عملية الجرف الصامد الإسرائيلية في غزة، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.