من ضمن الأهداف التي حددها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو كهدف استراتيجي خلال عدوانه على غزة ولبنان كان الهدف الرابع لهذا العدوان حيث سعى من خلاله بنيامين نتنياهو لإسقاط (وحدة الساحات) فرغم أن نتنياهو شن عدواناً همجياً قوياً وشرساً على حزب الله ولبنان، واستخدم كل أدوات القتل والقمع والتدمير لأجل تحقيق هذا الهدف إلا أنه فشل في ذلك، رغم دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، فلبنان مرتبط مصيريا بغزة، ولن يصمد الهدوء طويلا إذا ظل العدوان الصهيوني الهمجي مستمرا على قطاع غزة، كما أن وحدة الساحات لا زالت قائمة من خلال استمرار اليمن والعراق في توجيه ضربات عسكرية مؤلمة للاحتلال الصهيوني، فالصواريخ والمسيرات لن تتوقف ما دام هناك عدوان قائم على غزة، ودماء الشهداء والقادة التي سقطت في فلسطين ولبنان ستبقى محفزة لمحور المقاومة لاستهداف الاحتلال الصهيوني، وتوجيه الضربات له مهما كانت العواقب، فوحدة الساحات هدف تحقق ولن يستطيع نتنياهو وجيشه الهمجي كسر هذا الشعار أو محوه.
معلوم أن "إسرائيل" لجأت للتوقيع على اتفاق تهدئة مع لبنان تحت ضغط ضربات المقاومة اللبنانية وقد استطاع حزب الله من خلال عملياته النوعية وقدرته على ادارة الحرب، واستطاعته التحول من حالة هجومية الى حالة اكبر مستندا الى قاعدة التعامل بالمثل فضرب بيروت يعني لدى الحزب امكانية ضرب تل ابيب، وضرب الضاحية يعني ضرب حيفا، وضرب الجنوب اللبناني يعني ضرب الشمال الفلسطيني المحتل، والتهجير بالتهجير، والتدمير بالتدمير ، وضرب المنشأت الصناعية والعسكرية اللبنانية يواجه بضرب المنشأت الصناعية والعسكرية الصهيونية وبذلك تحقق عامل الردع ولم تستطع اسرائيل بقوتها العسكرية الطاغية ان تحتل شبرا من الجنوب، او تتمركز في مواقع ثابتة لان نيران حزب الله كانت تطالها وتوقع في صفوف الجيش النازي الصهيوني مئات القتلى والجرحى، كما ان الجبهة الداخلية الصهيونية ضجت وضجرت وعانت من ويلات هذا القصف الذي طال جل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وازدادت عمليات التمرد داخل الجيش الصهيوني وامتنع عدد كبير من جنود الاحتياط من الانخراط في الجيش واداء الخدمة العسكرية، فمثل ذلك كابوسا مفزعا لحكومة نتنياهو المتطرفة واضطرت الى التراجع عن كثير من مطالبها لوقف الحرب والتوقيع على تهدئة مع حزب الله.
لقد بدا واضحا حجم الخلاف والتراشق وتبادل الاتهامات في داخل حكومة نتنياهو حول قرار وقف العدوان على لبنان دون تحقيق الاهداف بالقضاء على حزب الله واضعافه وتجريده من السلاح واعادة احتلال الجنوب اللبناني والسماح للجيش الاسرائيلي بالدخول للأراضي اللبنانية لإزالة اخطار محتملة، وكل ذلك له دلالات واضحة ان اسرائيل رغم تغولها ودعمها امريكيا وعالميا بأعتى انواع الاسلحة والتعامي الممنهج عن المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين الابرياء فشلت في تحقيق اهداف العدوان، فهل يمكن للفاشل المهزوم ان يسقط شعار (وحدة الساحات) الاجابة يعلمها نتنياهو وحكومته جيدا فما هى الا جولة قد انتهت وسيتبعها جولات.