قالت صحيفة “معاريف” العبرية، اليوم السبت، إن إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في التصدي لتهديدات القوات اليمنية المسلحة، التي أطلقت أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة نحو 20 مستوطنًا إسرائيليًا جراء سقوط صاروخ باليستي أطلقته القوات اليمنية المسلحة على "تل أبيب" وسط "إسرائيل".
وصباح اليوم السبت، نقلت القناة (12) الإسرائيلية الخاصة عن مستشفى وولفسون في مدينة حولون قولها: “وصل إلى المستشفى الليلة مساء الجمعة 20 مصابا بجروح طفيفة، بينهم أطفال، إثر إطلاق صاروخ من اليمن".
وقالت “معاريف”: "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي القوات اليمنية، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأضافت: "جيش الاحتلال يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم، ومنذ أكثر من عام، ألحق اليمنيون أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وبالاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".
وتابعت: "أطلقت القوات اليمنية نحو 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيرة متفجرة على "إسرائيل" منذ بداية الحرب، وتم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية للاحتلال الإسرائيلي"، على حد قول الصحيفة.
وحسب الصحيفة، "لم تكن إسرائيل مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديد القوات اليمنية، ولم تشكل تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الذي يضر اقتصاديا بمصر والأردن وأوروبا".
وقالت الصحيفة: "استيقظ جيش الاحتلال الإسرائيلي والاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد ويحاولون الآن فقط في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) البحث عن مصادر هنا وهناك لتكوين صورة استخباراتية عن القوات اليمنية".
وأوضحت "معاريف" أن هجوم جيش الاحتلال على اليمن كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من النيران، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يسبب أضرارًا عسكرية فعلية تخلق توازن الرعب أو نوعًا من الردع في مواجهة اليمن".
وأشارت إلى أن “الإيرانيين استثمروا أكثر في اليمن في الأسابيع الأخيرة بعد انهيار حزب الله -على حد قول الصحيفة-، وجعلوا القوات اليمنية زعيمة للمحور".
واعتبرت الصحيفة أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها من اليمن من "صنع إيران التي تقوم بتحسين مسارات طيران المسيرات، ما يجعل من الصعب على القوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي رصدها".
وقالت إن التحسينات في الصواريخ الباليستية أيضا تمكنت من التغلب على صواريخ "السهم" التي تنتجها شركة الصناعات الجوية للاحتلال.
وأقرت الصحيفة بأن "المشروع الرئيسي للدفاع الجوي (منظومة “حيتس”/السهم)، فشل لأربع مرات متتالية في محاولته اعتراض الصواريخ الباليستية؛ ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان".
وقالت: "المحزن في الأمر برمته أن إسرائيل لا تبلور خطة حقيقية ضد التهديد القادم من الشرق".
وأشارت إلى أنه "مع كل صاروخ يتم إطلاقه من اليمن تجاه منطقة تل أبيب الكبرى، يهرب مليونا مواطن، إلى الملاجئ والمناطق المحمية".
وانتقدت الصحيفة ضعف الرد العسكري للاحتلال الإسرائيلي على القوات اليمنية المسلحة، وقالت: "تمتلك إسرائيل أسطولا من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تُستخدم فعليا لسبب ما ضد اليمن".
وأضافت: "لدى إسرائيل قيادة “الدائرة الثالثة” داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان من المفترض أن تنسق مع الاستخبارات في المنطقة الشرقية وقدرات الهجوم، وفوق كل شيء، تمتلك إسرائيل سلاح الجو".
وقيادة “الدائرة الثالثة” هي شعبة تابعة لقيادة الأركان العامة للاحتلال الإسرائيلي، تأسست عام 2020، بهدف تركيز أنشطة جيش الاحتلال ضد دول ليست مجاورة لـ"إسرائيل".
واعتبرت الصحيفة أن "قصف خزان وقود أو بعض زوارق القطْر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه تماماً قصف الكثبان الرملية في غزة، أو موقع من الورق المقوى لحماس أمام (مستوطنة) ناحال عوز (بغلاف غزة)”.
وقالت إنه “يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارا حقيقيا للتصرف بشكل حاسم ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد القائمين على أنشطة القوات المسلحة والمبادرين إليها، والذين على حد علم مخابرات الاحتلال، لا يتمركزون في صنعاء بل في طهران".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، في بيان نشره بحسابه على منصة “إكس”: “عقب صفارات الإنذارات التي تم تفعيلها منذ قليل وسط البلاد، تم رصد إطلاق صاروخ واحد من اليمن، ولم تنجح محاولات اعتراضه، ورصد سقوطه في المنطقة".
وصباح السبت، أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 16 شخصا بجروح طفيفة جراء شظايا الزجاج الناجمة عن سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في تل أبيب، قبل الإعلان عن ارتفاع حصيلة المصابين إلى 20.
من جانبها، أعلنت القوات المسلحة اليمنية السبت، أنها قصفت هدفا عسكريا إسرائيليا في مدينة يافا المحتلة (وسط) بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2".
وفي بيان متلفز، قال المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية يحيى سريع: "الصاروخ الفرط صوتي على يافا أصاب هدفه بدقة، ومنظومات العدو الاعتراضية فشلت في التصدي له".
وصباح الخميس، شنت إسرائيل سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن.
ووقتها، أفادت وسائل إعلام تابعة للقوات المسلحة اليمنية بأن إسرائيل شنت سلسلة غارات استهدفت موانئ وبنى تحتية للطاقة في العاصمة صنعاء، ومحافظة الحُديدة على ساحل البحر الأحمر (غرب)، وتسببت باستشهاد 9 مواطنين وإصابة 3.
ويعد هذا ثالث هجوم تشنه "إسرائيل" على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر 2023، حيث كان الأول في يوليو/ تموز والثاني في سبتمبر/ أيلول 2024، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.
ونقلا عن أخبار قناة "المسيرة" اليمنية تعرضت صنعاء لـ 6 غارات، فيما استُهدفت الحديدة بـ 10 غارات إسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية.