قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، إن التكلفة الإجمالية للخسائر والأضرار التي تعرض لها القطاع الديني والوقفي، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع تقدر بأكثر من 500 مليون دولار.
وأوضحت الوزارة خلال مؤتمر صحفي عُقد بغزة يوم الثلاثاء، أن صواريخ الاحتلال استهدفت (1109) مساجد تدميرًا كليًا أو جزئيًا، من أصل (1244) مسجدًا في قطاع غزة بما نسبته (89%).
وأضافت أن عدد المساجد المدمرة كليًا بلغ (834) مسجدًا سويت بالأرض وتحولت إلى أنقاض، وتضرر (275) مسجدًا بأضرار جزئية بليغة مما جعلها غير صالحة للاستخدام، ما أثر بشكل مباشر على أداء الشعائر الدينية وإقامة الصلوات.
وأشارت إلى أن إجرام الاحتلالِ وصل إلى قصف مساجد ومصليات على رؤوسِ المصلينَ الآمنين كما حدث في مصلى مدرسةِ التابعين في مدينةِ غزة، ودمرت آلته الحربية مساجد أثرية، وعلى رأسها المسجد العمري الكبير بمدينة غزة.
وذكرت أن آلة العدوان دمرت (3) كنائسَ في غزة تدميرًا كليًا، كما استهدفت (40) مقبرةً، من إجمالي عددِ المقابر البالغةِ (60)، إذ دمرَ (21) مقبرة تدميرًا كليًا، و(19) مقبرةً دُمرت جزئيًا، وزاد إجرامُه بنبشِ القبور، وسرقةِ جثامينِ الأمواتِ والشهداء، والتمثيلِ بها بطرائقَ همجيةٍ وحشية.
وأفادت بأن الاحتلال دمر أيضًا (643) عقارًا وقفيًًا، لافتة إلى أن العدوان طال مؤسسات التعلم الشرعي، وتم استهداف قرابة (30) مؤسسةً شرعية.
وأضافت أن الاحتلال استهدف أيضًا (30) مقرًا إداريًا، على رأسها المقرُ الرئيسُ للوزارة، ومقرُ إذاعةِ القرآن الكريم، بالإضافة إلى ذلك دمرت آلةُ الحربِ (20) مركبة تابعةٍ للوزارة كليًا وجزئيًا.
وبلغ عددُ الشهداء الذين ارتقَوا من موظفي وزارة الأوقاف، ودُعاتِها وأئمتِها (315) شهيدًا، وعددُ المعتقلين (27) معتقلًا.
وأكدت الوزارة أنه رغم ضراوة الحرب على قطاع غزة، إلا أنها بذلت كل ما بوسعها للقيام بالدور المناط بها، من خلال إنشاء أكثر من (400) مصلى مؤقت في جميع أنحاء القطاع غزة ورفع الآذان وخاصة مخيمات النزوح بالشراكة مع المؤسسات الخيرية، لضمان استمرار إقامة الصلوات والجمع والجماعات وعقد حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
وأطلقت الوزارة ونفذت مشاريع إسناد الدعاة وحلقات تحفيظ القرآن والمحفظين، ليتمكنوا من أداء رسالتهم الدعوية والقرآنية خلال الحرب.
وأشارت إلى أنه تم كفالة (500 داعية)، وعقد أكثر من (700) حلقة لتحفيظ القرآن الكريم تضم قرابة (10500) طالبة وطالبة.
ولفتت إلى أنه تم حفر آبار المياه وتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار لخدمة مخيمات النزوح والمصليات فيها.
وأكدت أنها تعمل على وضع خطط لترميم وإعادة بناء المرافق المتضررة، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية.
وأعلنت عن إطلاق ائتلاف مآذن لإعمار المساجد والمؤسسات الدينية في قطاع غزة، وهو ائتلافٌ عالميٌ يضم رؤساء المؤسسات الشرعية والخيرية والشخصيات الدينية داخل قطاع غزة وخارجه.
ويضم الائتلاف عضويات من أكثر من 30 دولةً. ويمثل الائتلاف مرجعية عليا لرعاية وإسناد مشاريع المجال الديني والوقفي في القطاع في المجالات المختلفة، من خلال إشراك مكونات الأمة الرسمية والأهلية في ذلك.
وتتمثل رسالة الائتلاف في توجيه الجهود الحكومية والأهلية داخليًا وخارجيًا نحو إعادة إعمار المساجد والمؤسسات الدينية التي دمرها الاحتلال وقيامها بواجبها وفق منهجية شرعية ورؤية عصرية تواكب الواقع وتستجيب لتحدياته.
وأوضحت أن أبرز أهداف الائتلاف تتضمن: القيام بالواجبات الدينية وإسناد الجهود الشرعية في قطاع غزة، إشراك مؤسسات العالم الإسلامي بإسناد المؤسسات الدينية الرسمية والأهلية في القطاع، حشد الدعم المادي والمعنوي محليًا ودوليًا لإعمار ما دمره الاحتلال من مساجد ومؤسسات دينية، عقد شراكات مع المؤسسات الدينية والوقفية في الدول الإسلامية، وإسناد العاملين في القطاع الديني وتمكينهم من أداء رسالتهم.
وأدانت بشدة جرائم الحرب التي ارتكبها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة المساجد ودور العبادة والمقابر.
وطالبت الأوقاف المؤسسات الدولية بمحاسبة الاحتلال الفورية على هذه الجرام الوضحة ضد الإنسانية.
وحملت، الاحتلال وكل من يسانده كامل المسؤولية عن استهداف النساء والأطفال والشيوخ والمساجد ودور العبادة والمقابر والعقارات الوقفية.
وأكدت أنها تسعى جاهدة لإعادة بناء ما دُمره الاحتلال، ومستمرة بكل ما تملك من مقدرات وكوادر وموظفين بالتعاون مع المؤسسات الشرعية في أداء الرسالة الدينية.
وناشدت الدول الإسلامية والمؤسسات الشرعية بتحمل مسؤولياتها والعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال من المساجد والمؤسسات الدينية، لتتمكن من استعادة دورها الحيوي في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الدينية والإنسانية.
واعتبرت أن إعادة إعمار المساجد ليست مجرد ضرورة دينية فقط، بل هي أولوية إنسانية لضمان استمرارية الخدمات التي يقدمها قطاع الأوقاف في مواجهة الظروف القاسية التي يعيشها أهل غزة.