قدرت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار بنحو 53 مليار دولار، في الوقت الذي دعمت فيه القمة العربية اليوم الثلاثاء الخطة المصرية لمستقبل غزة ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع للخطة المصرية.
والخطة المصرية المؤلفة من 112 صفحة وفقاً لوكالة رويترز، تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية. وتتضمن الخطة ميناء تجارياً ومركزاً للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ.
ووفقاً للخطة المصرية، فإن إعادة الإعمار بالكامل ستستغرق 5 سنوات، وأن التعافي المبكر سيستغرق 6 أشهر ويشمل رفع الأنقاض وتركيب مساكن مؤقتة.
ووفقاً للخطة، فإن المرحلة الأولى ستستغرق عامين بتكلفة 20 مليار دولار، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية. أما المرحلة الثانية فسوف تستغرق عامين ونصف العام وبتكلفة نحو 30 مليار دولار وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية أخرى ومطار بغزة.
إعادة إعمار غزة بسواعد فلسطينية
في السياق، قالت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين أغابكيان شاهين، إن خطة الرئيس الأميركي للاستيلاء على غزة "لن تتحقق"، وإن إعادة إعمار القطاع ستتم بسواعد الشعب الفلسطيني. وأضافت في في حديث لوكالة لأناضول، خلال وجودها في مدينة جنيف السويسرية للمشاركة في الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأشارت أغابكيان إلى أن الدول المجاورة مثل الأردن ومصر اعترضت بشكل واضح وسريع على خطة ترامب. وأضافت قائلة: "لست متأكدة من وجود أي دولة أخرى في العالم تدعم الخطة، باستثناء إسرائيل". وحول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شددت الوزيرة على ضرورة الحفاظ على استمرارية الاتفاق.
وأكدت أن الفلسطينيين لا يريدون العودة إلى حالة الحرب والإبادة الجماعية، مشيرةً في هذا السياق إلى أهمية دعم المجتمع الدولي وتطبيق بنود الاتفاق من أجل استمرار وقف إطلاق النار. وأوضحت أنه لا يوجد أي فلسطيني يقبل بفكرة التهجير القسري من أراضيه، مؤكدةً أن الفلسطينيين الذين قبلوا بالهجرة في الماضي، أصبحوا لاجئين في البلدان التي توجهوا إليها.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
ومنتصف ليل السبت/ الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
بينما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل. وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الأولى، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.